كنت في المشفى ازور احدهم وبينما أنا أتجول في أروقة المشفى رأيت لافتة كتب عليها "لراحة المرضى يمنع التدخين"، تمنيت لو كان لدي سيجارة مشتعلة حتى اخنقها في ذلك المكان واثبت لها أن لدي القدرة على هزيمتها واحترام ما كتب على الحائط، ولكن أسفا لقد أقلعت عن التدخين منذ أن كنت جنينا. وفيما أنا أفكر في جلب سيجارة وإعدامها في هذا الرواق إذا بي اشعر بدخان يجتاح المكان، كدت أموت من السعال يا الهي ما هذا الدخان نظرت خلفي لأجد شخصا يحرق سيجارته وصحته ويحرق بذلك قدرته على احترام المرضى وما قصدته اللافتة المصلوبة على الحائط بكل تفاني . خرجت من المشفى ينتابني الحزن ومازلت أفكر في الأمر، كنت مضطرة لان استقل الحافلة وبينما أنا قابعة على الكرسي أتفحص وجوه الركاب والمارة واقرأ اللافتات، بالمناسبة أنا املك هواية قراءة اللافتات، وقعت عيني على لافتة ألصقت في مقدمة الحافلة كتب عليها " بموجب القانون يمنع منعا باتا التدخين في وسائل المواصلات العامة ". قلت في نفسي وهذا مصلوب آخر بجرم لم يرتكبه سوى انه يجب عليه تنبيهنا لأخطائنا التي ندرك خطرها إدراكا تام، وفجأة وللمرة الثانية خيم الدخان القاتل على المكان، قلت في نفسي ما هذا أهي عاصفة دخانية تجتاح المدينة في هذا اليوم الجميل طبعا كما كنت اعتقد بأنه جميل كان يجلس أمامي يا الهي منبع العاصفة الدخانية. لم يكن يخيل إلي ّ اعرف ذلك وأنا متأكدة مما قرأته عدت أحدق في مقدمة الحافلة حتى أتأكد من محتوى ذلك الملصق المصلوب هناك وفعلا كان كما اعتقدت أنا لا أتوهم " بموجب القانون يمنع منعا باتا التدخين في وسائل المواصلات العامة ". قلت في نفسي ما الأمر مادمت لا احلم ولا أتوهم فهل المدخن هذا أعمى أم انه لا يستطيع القراءة ولكن منظره يوحي بأنه مثقف متعلم واحسب أن لديه كنز من الكلمات تعلم قرأتها في المدرسة وأحسب أن كلمات الملصق كانت من بينها. ما الأمر إذن يا الهي ألهمني رشدا، عصرت أفكاري حتى شعرت إني أنا من يعتصر، وفجأة ... نعم .. نعم هذا هو التفسير الوحيد والمنطقي لما يجري هو أن السيد المدخن ضرب بالقانون عرض الحائط ... وقلت في نفسي كم نحترم القانون ونجله.