هل يمكن أن يأتي يوم ليتم تحويل الأعمال الروائية لزيد مطيع دماج أو علي المقري أو نادية الكوكباني أو حبيب سروري إلى أعمال درامية؟ كلما مررنا على عمل فني يمني ندرك للأسف الشديد أن ذائقة الفنانين اليمنيين ما زالت دون المستوى, وبالتحديد إذا تحدثنا في مجال الدراما, حيث أن معظم الأعمال الدرامية إن لم يكن كلها وعلى قلتها لا تناقش قضايا اجتماعية بقدر ما تهدف إلى إضحاك المشاهد من خلال تقديم شخصيات تتصف ب “السبهللة” باعتبار أن الضحك هو غاية عمل كل عمل درامي يمني ولنا في «دحباش» و«كشكوش» و«زنبقة» خير مثل إلى ما نرمي إليه هنا . وينبغي على صانع الدراما اليمني أن يدرك أن الابتداع هو الخطوة الأولى للإبداع, ونعني بالابتداع هنا هو خلق الفكرة لا تقليدها من خلال التماشي مع فكرة سابقة, كما أنه يجب الاستفادة من التراث الحضاري والإرث الفكري الذي تمتاز به بلادنا من أجل تطوير الأعمال الدرامية, بما يواكب ضرورتها اليوم, لأننا أحوج ما نكون اليوم إلى ثورة فكرية وثقافية تهدف في المقام الأول إلى تغيير الإنسان من خلال إحداث العقل ودفعه نحو التفكير والبناء كي يكون فاعلاً في المجتمع . أتساءل في أحايين كثيرة : ما دمنا نتحدث عن الدراما اليمنية, هل يمكن أن يأتي يوم ليتم تحويل الأعمال الروائية لزيد مطيع دماج أو علي المقري أو نادية الكوكباني أو حبيب سروري وغيرهم الكثير إلى أعمال درامية باعتبار أن الأعمال الروائية لهؤلاء هي أقرب ما تكون من ملامسة جرح المواطن والمجتمع في نفس الآن؟ , ولحظتها سنمتلك أعمالاً درامية نفاخر بها ونقدم أنفسنا من خلالها إلى الآخرين . أعرف أن هناك الكثير من العوائق في هذا البلد الذي يرى في الأعمال الثقافية فائضاً لا يوجد أدنى اهتمام به من قبل الدولة أو المواطن المشغول بلقمة العيش, لكننا هنا نراهن على الفنانين والمثقفين أن يتحملوا مسؤوليتهم في النهوض بهذه المهمة وتحدي جميع الصعوبات من أجل تقديم ما نفاخر به مستقبلاً .. أملي في ذلك..