عز الاصبحي دوما ما نقول ان الشعراء الرجال كانوا اكثر قدرة على التعبير في حالة الحب والوله شعرا بل وجنونا فالعشاق الرجال هم من فقدوا عقولهم من اجل الحب من مجنون ليلى - قيس بن الملوح - الى مجنون روتانا . الاول فقد عقله في صحراء العرب والثاني في متابعته للنساء الجميلات في اعمال الفن المجنون والمهم اننا نسمع صدق مشاعر المرأة في قصائد كتبها رجال من آهات ام كلثوم في . - اللي شفته قبل ما تشوفك عنيا ** عمر ضائع يحسبوه ازاي عليا الى بكاء نجاة الصغيرة في عيون القلب التي كتبها عبدالرحمن الابنودي - ده قال لي في يوم يا حبيبتي خذي القمر ** ورحت معاه وما دانيش غير السهر ** انه مكر الرجال الذي تشكو منه نجاة ولكن الذي كتب ابيات قهرها رجل ! لهذا سمعنا من يقول ان الرجال كانوا اكثر دقة في التعبير عن مشاعر المرأة وهو امر غير صحيح لأن ما كتبته احلام مستغانمي مثلا عن مشاعر الرجل واحاسيسه كان اكثر دقة من كل كتابات الرجال وهذه شهاده مني لها . - وفي الشعر العربي لا تزال ابيات اشهر عاشقة عرفها التاريخ - ولادة بنت المستكفي- تؤكد تفوقها على كل الرجال الشعراء الذين كتبوا في العشق والغيرة الم تقل هذه العاشقة اشهر بيتين في غيرة الانسان ** - اغار عليك من نفسي ومني ** ومنك ومن زمانك والمكان - ولو اني وضعتك في جفوني ** الى يوم القيامة ما كفاني ! ** اااااه يا بنت المستكفي ماذا كنت ستقولين في زمان بنات الوتس اب والآي فون ؟ Sana Mobarak غداً آخر مناوبة لي في الرعاية المركزة للطوارئ ، خلال شهرين كنت أقرب ما يمكن لحدثين جليلين “ الموت “ و “ النجاة “ ، وضعني الشهران على تماس مباشر مع أدق أنواع المشاعر البشرية ، تلك التي تختلج في قلب أب أو أم ينتظران نتائج حوار طفلهم الحرج مع الحياة ، مشاعر لا يمكن لأحد أن يصفها أو يصنفها ، ما يمكن تعلمه نقشته كوشم في خاطري و ذاكرتي ، مضيت بطب أكثر و فكرة تبرق كالسنا في رصيدي الضئيل من الممارسة ، الموت كحدث لايمكن منعه ، مهما حاول الإنسان و بذل لذلك من مجهودات ، تموت الناس في أعظم مشافي العالم و على أيدي أكبر عباقرته ، لكن لا يمكن الركون لهذه الفكرة بالمطلق ، ذلك أن المفاجآت لا تنفك تحدث ، و المعجزات أمر قابل للتحقق ، في الطب ؛ ضع توقعاتك جانباً و امض مع مريضك تقاتل جنباً إلى جنب ، فإن خسر هو معركته ربحت أنت شرف المهنة ، ذهلت حقاً للإمكانات التي كانت متاحة في الرعاية ، و ربطت على قلبي كمداً حين علمت أن الرعاية قامت بالكامل و لا زالت تدار بتبرعات خيرية ، هذه ليست التجربة الأولى عموماً ، مثلها مشاريع طبية عظيمة حول العالم ، كلها قائمة بالكامل على فكرتين لامعتين “ التبرعات و التطوع “ ، ما كانت هذه الخدمات لتقوم لولا وجود نوع ما من المواطنة دفع بأشخاص حالمين و جادين أن يبحثوا عن بدائل لقصور المؤسسات الرسمية ، عرضت هذه الفكرة منذ مدة على مجموعة من الأطباء في عدن و كنت كمن يؤذن في مالطا ، لم يتشيع أحد لفكرة غريبة الأطوار هذه التي تريد اقامة مشروع طبي خيري في عدن ، لن نتغير أبداً ، التغيير لا يتخير أصحابه ،و لا يأتيك متكئاً على مقعد الأنانية و السقم ، التغيير هو ما تسعى لتحقيقه و تطرق له كل الأبواب ، لكن للأسف ، التذمر و التكيف مع السوء كأمر واقع هو أفضل مواهبنا كأطباء في اليمن !