لا يعرف الكثيرون من منتسبي الشارع الرياضي الكروي تحديداً ، السر في العلاقة الحميمة التي تجمع المدرب الإثيوبي «ابراهام امبراتو» برئيس اتحاد الكرة ، ليبقى الأول حلقة رهان دائمة وحاضرة في الإشراف على المنتخبات الوطنية بين حين وآخر ، رغم الفشل الذي يلازمه في كل المواعيد التي نال فيها حصة الأسد مع المنتخبات. «امبراتو» الذي ذهب يوماً لحضور دورة خارج الوطن ، على حساب المدربين الوطنيين وما أكثرهم .. لم يبرح المكان وظل الاسم الدائم الذي يتردد في كثير من المناسبات الكروية إن لم يكن بأجمعها ، ليترك الحيرة منذ جاء إلى اليمن كمدرب ، ثم خبير، ثم محاضر، ثم ..وثم، وثم .. اليوم يحظى هذا الاسم بالإشراف على محطة أخرى عبر منتخب 22 سنة الذي سبق وأشرف عليه في مواعيد سابقة. «امبراتو» فاجأ الجميع وفاجأني وهو يشد الرحال إلى عمان التي غادر إليها أمس لخوض محطة تجريبية ، حين أبعد لاعب الشعلة «الموهوب» محمد قشمر ، الذي يستطيع أن يلعب في أكثر من مركز ، ويمتلك حضوراً ذهنياً مميزاً وقدرات فنية وصلابة في الأداء تكتسي الفنيات العالية .. وهذا لم يكن في الحسبان ولا يتوقعه أحد باعتبار «قشمر» من الأدوات الطيبة التي تبشر بخير وظهرت في منافسات الدوري بصورة لافتة لفتت الأنظار إليها. قشمر «الموهوب» خارج أسوار المنتخب الأولمبي ، برؤية الخبير «ابراهام » لكن كيف ولماذا؟! .. يبقى الأمر في اتجاه غير مفهوم وإن احترمنا قناعات الرجل صاحب القرار الفني «غير المقنع»، لكن هناك شيء خطأ وفقاً لمعطيات كرة القدم وجزئياتها وماتتطلبه ممن يحاكونها بالأقدام .. قشمر : مميز - ناضج - فنان - حماسي - موهوب بالفطرة .. فكيف انتهى به الحال بالعودة إلى عدن،فيما قاد من هم أقل منه إلى «عمان» للانتقال إلى الاستحقاق الآسيوي. لن أطيل .. لكني سأبعث برسالتين أولها للكوتش «ابراهام» : لقد ارتكبت حماقة بإبعادك للموهوب «قشمر»، لأن لديه ما يعطيه الحق في البقاء والدفاع عن ألوان المنتخب الوطني ، الذي حظيت بالإشراف عليه للمرة الثانية أو الثالثة ، وأنت أقل بكثير. أما الثانية فهي لقشمر «الواعد» بالعطاء: « لاتلتفت إلى الوراء ، لديك الكثير لتلامس به التألق بألوان ناديك الذي يحتاجك ، وستكون أمامك الفرص تتوالى، فأنت خامة لاعب له مستقبل بإذن الله تعالى .. ثق أن القادم أفضل .. الإبعاد ليس نهاية المطاف، وإن كان من طريق إجحاف وظلم.