التقت اللجنة الرئاسية للتحقيق في ملابسات حادثة استشهاد الشيخ سعد بن حمد بن حبريش ومرافقيه أمس بمدينة سيئون بأعضاء مجلسي النواب والشورى ومديري عموم المديريات ومكاتب الوزارات والعلماء والشخصيات الاجتماعية والأعيان وجمع غفير من المواطنين. كرس اللقاء الذي أقيم بالقاعة الكبرى في المجمع الحكومي بمدينة سيئون لاحتواء تداعيات حادثة استشهاد الشيخ سعد بن حمد بن حبريش ومرافقيه؛ وذلك في إطار اهتمام القيادة السياسية وقيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت باتخاذ الإجراءات العملية لتجاوز آثار الحادثة المؤسفة.. وفي اللقاء استعرض محافظ حضرموت خالد سعيد الديني الجهود التي بذلتها اللجنة الرئاسية برئاسة نائب وزير الداخلية تحت إشراف محافظ المحافظة لمتابعة القضايا والمطالب الحقوقية المشروعة التي تهم كل أبناء حضرموت دون استثناء، مجدداً وقوف السلطة المحلية بالمحافظة إلى جانب مخرجات حلف قبائل حضرموت الذي انعقد في وادي نحب في العاشر من ديسمبر الجاري، والعمل على جدولة تحقيق المطالب المشروعة.. وأشار - وفق ما نقلته وكالة «سبأ» - إلى أن ما يعزز وقوف السلطة إلى جانب هذه المطالب متابعة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية منذ الساعات الأولى لحادثة الاستشهاد المؤلم.. ودعا المحافظ الديني كافة قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية وكل الخيرين إلى تحمل مسؤوليتهم من أجل إسعاد أبناء محافظة حضرموت وتوفير احتياجاتهم.. مشدداً على ضرورة أن تنصب جهود الجميع بشكل جدي من أجل مستقبل هذه المحافظة وأبنائها بعيداً عن تلك الانتماءات الضيقة التي لم نعد اليوم بحاجة إليها. من جانبه أوضح نائب وزير الداخلية رئيس اللجنة الرئاسية اللواء الركن علي ناصر لخشع ما توصلت إليه اللجنة الرئاسية من نتائج التحقيقات بشأن حادثة استشهاد الشيخ سعد بن حبريش.. مبيناً أن اللجنة الأمنية اتخذت قراراً بإعادة النظر في خارطة نقاط التفتيش وإبقاء النقاط التي تحمي أمن أبناء المنطقة، على أن يتولى أبناء حضرموت قيادة تلك النقاط، وتخضع تلك النقاط لأوامر مديري عموم المديريات.. وأكد أن الأخ رئيس الجمهورية يحرص على أن يتولى أبناء محافظة حضرموت قيادة الوحدات الأمنية بشكل كامل.. وأوضح نائب وزير الداخلية رئيس اللجنة الرئاسية أن من بين الإجراءات التي تقوم بها حالياً اللجنة الرئاسية البحث عن مجموعة من الضباط المنتسبين في القوات المسلحة من أبناء حضرموت في كافة محافظات الجمهورية ولديهم القدرات والرغبة في العمل بحضرموت لتناط بهم مسؤولية قيادة الكتيبة الخاصة بحماية المنشآت النفطية.. معلناً أن اللجنة اتخذت قراراً بنقل مقرات معسكرات القوات المسلحة من المدن حيث سيتم الإعلان عنه يوم السبت المقبل وستكون حضرموت أول المحافظات التي يتم فيها تنفيذ هذا القرار. وكشف رئيس اللجنة الرئاسية أن هناك مخططات تآمرية سرية تستهدف تقويض أمن واستقرار محافظة حضرموت وإلحاقها بما حصل في أبين.. موكداً أن هناك تحركات تتم بهذا الخصوص من خارج حضرموت حيث تشير معلومات بدخول مسلحين جاهزين لتفجير الوضع في هذه المحافظة الآمنة.. وأبدى استعداد وزارة الداخلية لتسليم النقاط التفتيشية للراغبين من أبناء حضرموت ولديهم القدرة على الدفاع عنها. وحول العمل في شركات النفط العاملة بالمحافظة.. أوضح رئيس اللجنة الرئاسية أن اللجنة أوصت بأن يتم التوظيف العمالي 100 بالمائة لأبناء حضرموت بجانب التوظيف الفني 50 في المائة لأبناء المحافظة، وعلى أن يتم فتح مكاتب للشركات الخدمية العاملة في مجال النفط في المحافظة لاستفادة أبناء المحافظة من فرص العمل التي تبحث عنها تلك المكاتب. ودعا نائب وزير الداخلية رئيس اللجنة الرئاسية علي ناصر لخشع العقلاء من أبناء حضرموت إلى عدم الانجرار وراء دعوات الفوضى الساعية إلى زعزعة الأمن والاستقرار، والحرص على الحفاظ على ما تميزت به حضرموت على مدى السنوات الماضية من تعاون كبير بين الأجهزة الأمنية والمواطنين لحماية الكثير من الإنجازات، الأمر الذي أثمر استتباب الأمن والاستقرار في المحافظة. فيما أكد وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء سالم سعيد المنهالي أن المحافظة تمر بوضع استثنائي يتوجب على الجميع أن يقفوا وقفة رجل واحد من أجل حضرموت التاريخ والعلم والثقافة والمحافظة على ما تحقق في هذه المحافظة من إنجازات في مختلف المجالات. ولفت الوكيل المنهالي إلى أن المطالب الحقوقية التي خرج به اجتماع وادي نحب مطالب قديمة وجديدة، وهي تراكمات للعشرين السنة الماضية، ولا يمكن أن يتم تحقيقها ومعالجتها جميعاً في عشرة أيام فقط وإنما تحتاج لبعض الوقت، الأمر الذي يستوجب جدولة تلك المطالب وتنفيذها بحسب أولوياتها.. معتبراً أن من يصر على تحقيق تلك المطالب فوراً هي بمثابة دعوات حق يراد بها باطل.. وأكد وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء ضرورة استثمار حادثة استشهاد الشيخ «بن حبريش» ومرافقيه استثماراً وطنياً.. محذراً من مغبة الانجرار وراء أعمال الفوضى التي يسعى إليها البعض؛ كونها ستنتج فوضى عارمة لا يعلم عقباها ممن يسعون إليها.. فضلاً عن كونها ستختلط الأوراق ولن يتبين منها الأبيض من الأسود.. وشدد أن حضرموت أمانة في أعناق الجميع.. وعلى الجميع استشعار مسؤولياتهم الوطنية والأهداف الخبيثة للساعين للفوضى. وأوضح الوكيل المنهالي أن اللجنة الرئاسية اجتهدت في وضع الإجراءات الكفيلة بتحقيق تلك المطالب الحقوقية. موكداً أنه من مصلحة المحافظة اغتنام فرصة استجابة القيادة السياسية بتحقيق تلك المطالب، وجدولة تنفيذها، سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، وأن بعض المطالب يعد تحقيقها ضرباً من الخيال في فترة قصيرة، لذا يجب أن يضع المرء نفسه في موقع المسؤولية.. وجدد تحذيراته من كل المحاولات التي تسعى للدفع بحضرموت إلى مصير الهاوية.. داعياً الجميع إلى ضرورة التمسك بالخيار السلمي، وعدم غلق أبواب الحوار والتفاهم التي تخدم مصلحة حضرموت.. وقدر في ذات الوقت الآراء التي تطرح في الساحة.. مؤكداً أنها محل احترام الجميع، ويجب أن يتم وضعها للنقاش والحوار. إلى ذلك أبدى الشيخ الداعية عبدالرحمن عبدالله باعباد والشيخ عبدالله صالح الكثيري جملة من الملاحظات حول الوضع الحالي الذي تمر به حضرموت.. مبينين أن أهل حضرموت في أبجدياتهم وموروثهم الأخلاقي المتميز يؤثرون الكلمة الطيبة على الرصاصة الطائشة.. وأشارا إلى أهمية أن يكون العلماء بجانب الساسة، وأن يمثلا الجناح الآخر إذا أريد لهذا الطائر أن لا يتعثر أو يصيب بسهم قاتل.. وأكدا ضرورة التكامل بين كافة التكوينات المجتمعية من أجل مصلحة الأمة ورقيها وتجاوز محنها ومصاعبها.. داعييْن إلى العمل المشترك من أجل التصدي لكل المحاولات التي تستهدف التلوث الأخلاقي أو البيئي لهذه البلد. ونبها في هذا الصدد أنه انتشرت مؤخراً الكثير من الأمراض المضرة بالمجتمع .. مشدديْن على ضرورة عدم انجرار الناس إلى المجهول ولا إلى إحداث فراغ يستغله المتربصون بالمحافظة إلى مآسي لا يحمد عقباها. ودعا باعباد والكثيري إلى المضي في طريق الشهيد الشيخ سعد بن حبريش الذي كان يحمل رسالة تتضمن مطالب وحقوقاً محددة يتم التفاهم بجدية في كيفية ترجمتها على الواقع.. معلنين رفضهم لأي أعمال تخريبية للممتلكات العامة والخاصة؛ باعتبار هذه الممارسات والأفعال تتنافى مع أخلاق أبناء حضرموت ويجرمها الشرع والقانون. وكما أكدا ضرورة تفويت الفرصة على من يريد زج الناس فيما لا يحمد عقباه..لافتين في ذات الوقت إلى أهمية أن يلمس الجميع الإجراءات المتخذة من قبل اللجنة الرئاسية على أرض الواقع.. وطالب باعباد والكثيري بضرورة تنفيذ كافة المطالب والحقوق التي تم الإعلان عنها في مؤتمر وادي نحب. مؤكدين استعداد حلف قبائل حضرموت للتضحية من أجل تحقيق تلك المطالب والحقوق، وأن ساحة حضرموت الواسعة ستستوعب كافة التكوينات والطوائف التي تسير على الخط الوطني.. ولفتا إلى أهمية أن تعطي الدولة لقبائل الحموم حقوقهم وكذلك الحال بإعطاء حضرموت حقوقها العامة.. متمنيين أن يظل أبناء حضرموت متعاونين ومتماسكين إلى جانب كل المسؤولين في السلطات المحلية في كل ما يخدم مصلحة كافة أفراد المجتمع عامة.