نظّمت وزارة الثقافة وجمعية المنشدين اليمنيين أمس على رواق بيت الثقافة في صنعاء احتفائية خطابية إنشادية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأحيتها فرقة «أحباء طه». وفي الاحتفائية التي أقيمت بدعم صندوق التراث والتنمية الثقافية؛ ألقى وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل كلمة أشاد فيها بخصوصية المناسبة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكي السلام، وأهمية أن نستشعر في هذه المناسبة وهذه الذكرى العطرة لمولد سيد البرية الرسول محمد صلى الله وعليه وسلم ونستلهم كل العبر والعظات. وقال: تتعالى في هذا اليوم روحانية وصفاء القيم الراسخة التي نستمدها من سيرة سيد البشرية الذي أسّس لقيم التسامح والإخاء والإيثار والمحبة التي نحتاجها اليوم لتحل محل كثير من سلبيات واقعنا المستباح بالإرهاب والعنف والكراهية. وأضاف وفق ما نقلته وكالة «سبأ» : نحتاج اليوم إلى هذه السيرة العطرة كي نزداد تشبُّثاً بقيم الحق، ونمضي بوطننا نحو رحاب الأمن والاستقرار والعدل، وهو ما بتنا قريبين منه مع قرب اختتام مؤتمر الحوار الوطني الذي يؤسّس لدولة مدنية تتحقّق فيها كل تطلُّعات اليمنيين في المواطنة المتساوية والعدالة وسيادة القانون. وفي الحفل الذي حضرته نائبة وزير الثقافة هدى أبلان ووكلاء الوزارة وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين؛ ألقيت عدد من الكلمات عبّرت عن عظمة المناسبة وخصوصية الاحتفال بها من خلال استحضار قيمها الراسخة في رسالة الإسلام، وأهمية أخذ العظة والعبرة من سيرة سيد المرسلين، واستحضار سجاياه، والتذكير بها والاقتداء بها بما يرتقي بحياتنا ويعود بها إلى جادة الصواب. وأنشدت فرقة «أحباء طه» عدداً من الأناشيد المدائحية في شخص وسيرة محمد صلى عليه وسلم وما مثّلته رسالة الإسلام من تحوّل في تاريخ العالم. وجرى في ختام الحفل تكريم عدد من الشخصيات التي أسهمت في إنجاح برامج وفعاليات جمعية المنشدين اليمنيين والاتحاد العربي للثقافة والإبداع. إلى ذلك احتفل اليمن مع سائر الدول العربية والإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام، وشهدت العديد من مساجد محافظات الجمهورية مساء أمس حلقات دينية وندوات ومحاضرات أحياها أصحاب الفضيلة العلماء والخطباء والمرشدين احتفاءً بهذه المناسبة الدينية العظيمة التي غيّرت مسار البشرية قاطبة باعتبار أن ميلاد المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم شكّل نقطة تحوّل في التاريخ الإنساني وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. وفي الاحتفال الذي نظّمته وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع بعثة الأزهر الشريف لدى اليمن بالجامع الكبير في صنعاء تحدّث العلماء عن ذكرى المولد النبوي الشريف والبشائر العظيمة والتحوّلات التي حدثت بميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في الحياة الإنسانية وما كان عليه العباد قبل الرسالة الإسلامية الخالدة من اختلاف وتمزُّق ووأد للبنات وجهل في عبادة الأشجار والأحجار؛ ولما بعثه الله أرسى دعائم الأخوّة والتسامح في دين الله. واستعرض المتحدّثون الدروس والعبر لذكرى ميلاد سيد البشرية والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أحدثتها رسالته والبشائر العظيمة التي تواكبت مع ميلاده ومنها اهتزاز إيوان كسرى وإخماد نار المجوس في فارس وانتكاس الأصنام وإهلاك أصحاب الفيل تعظيماً وتكريماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وأشاروا إلى التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وما ينبغي على أبناء المسلمين عمله في مواجهتها، مؤكدين حاجة الأمة اليوم للعودة الصادقة إلى عقيدتها النقيّة الصافية من كل الشوائب والبدع التي تبثُّ روح الفُرقة والكراهية وتفسد ذات البين. وأكد المتحدّثون ضرورة التزوُّد بالتقوى وتجسيد الالتزام الصادق الذي يجعل الإنسان يقف عند حدود الله بعيداً عن المنكرات وكل مسبّبات الفتن والفساد، مشدّدين على أهمية الاصطفاف الوطني وتعميق ثقافة المحبّة والإخاء ونبذ العنف والتطرُّف والإرهاب، والابتعاد عن ثقافة الكراهية والحقد، وتعزيز الولاء والانتماء الوطني والوسطية والاعتدال. وشدّد المتحدّثون على دور العلماء والدعاة والمرشدين في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والسير على منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به وإحياء سنّته قولاً وعملاً. ودعوا إلى الاعتصام بحبل الله المتين، والحياة على منهجه الرباني، والتمسُّك بالوحدة والاهتمام بالتربية الحسنة للأجيال، وعدم التفرُّق والتشرذم إلى فرق وجماعات، والعمل على غرس روح الإسلام في نفوس الأطفال والشباب، وتعزيز التكافل والتراحم بين أبناء الأمة، قال الله تعالى: «وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ».