ضربة «علي» صدع يفصل جبل الضربة إلى نصفين محدثاً ممراً مدهشاً يربط بين شقي الجبل الشمالي والجنوبي وترتبط بهذا الشق أسطورة يحفظها الآباء وتسمت بها حارتان من حواري تعز هما الضربة العليا والسفلى.. تقول الأسطورة: إن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أراد أن ينتقل بفرسه إلى الجهة المقابلة فجرد سيفه و ضرب الجبل فشق الجبل إلى نصفين بعدها مر بفرسه. والحقيقة أن سيدنا علي لم يمر من هناك، وإن كان قد شرف اليمن الحبيب بمجيئه إلى مناطق مختلفة منه، والحقيقة أيضاً أن الجبل بطبيعته انفلق تحت تأثير ربما هزة أرضية عنيفة.. قراءة فاحصة لا يعلم لهذه الظاهرة تاريخ محدد و لكننا نستطيع القول إنها تسجل أول تصدع للجبل في المنطقة سببه انزلاق ضخم للجبل من الجهة الغربية، حيث آثار الانزلاق لا زالت بادية للعيان في الجبل المطل على وادي القاضي الغربي هناك يظهر للمتأمل ركام الانزلاق الضخم للجبل وبقية الصخور الكبيرة المكدسة التي تهدد المنازل تحتها، ما يعكس الطبيعة الجبلية الهشة لجبال وآكام الخط الشمالي للمدينة والممتد من الحوبان شرقاً وحتى حبيل سلمان غرباً. و لعل الانزلاقات التي حدثت مؤخرا في تعز خير شاهد على ذلك ابتداء بانزلاقات الجبل المواجه لجولة (سوفتل) بالحوبان من الشمال، مروراً بانزلاقات بحي الروضة التي أحدثت تشققات لبعض البيوت هناك، أضف إلى ذلك انزلاقات وادي القاضي وليس آخرها انزلاق جبل عمد المقابل لبوابة جامعة الحبيل بتعز. بالطبع لستُ عالماً جيولوجياً، ولكن القراءة الفاحصة للجبل تأخذ بيد الإنسان العادي إلى هذه الاستنتاجات دون تكلف. «حود السقفين» !! نعود إلى الشق حيث يمثل منحوتاً طبيعياً جميلاً قابلاً لأن يكون معلماً سياحياً يزوره أبناء المدينة والسياح القادمون من خارجها ولِمَ لا يكون السياح الأجانب؟ هذا إذا وجد من يروج له وإذا ولعل مجهودي هذا يصب في هذا الإطار. يحكي أبناء المنطقة أن الإمام أحمد كان يعبر الشق متخذاً من أحد الكهوف المطلة على وادي القاضي الشمالي وجبل جرة مكانا للتنزه والمقيل، ويسمى هذا الكهف حود السقفين!! وسبب التسمية أن هذا الكهف عبارة عن دورين شاهقين، وفي الكهف الأعلى فتحة نحتت لترى من خلالها الكهف الأسفل. كهوف متداخلة وتتنوع الكهوف بين صغير وكبير بالإضافة إلى الكهوف المتداخلة بحيث تلج من كهف إلى آخر.. ويضيف السكان، أيضاً أن هذه الكهوف استخدمت لتمثيل أحد المسلسلات التلفزيونية. حين تعبر الشق تشعر بإحساس غريب يجمع بين الدهشة و الهيبة، وحين تعتليه من أعلى تشاهد المدينة بين يديك وترقب ضجيجها عن قرب وليس النظر إلى المدينة ليلاً من هناك أقل روعة وإدهاشاً من ساعات النهار.