تخيل أن صخرة تزن آلاف الأطنان في قمة جبل على وشك السقوط وتهدد منزلك الرابض أسفل الوادي ، كم مقدار الخوف الذي تعانيه ويتملكك في حال هطول أمطار او وقوع هزة أرضية تعمل على تحريك الصخرة لتتدحرج نحو المساكن ماذا ستعمل حينها !!؟ فظاهرة الانهيارات الأرضية وتساقط الكتل الصخرية قد اشتدت خلال السنوات الماضية بتعز آخرها كانت الأسبوع الماضي حيث انزاحت صخرة من جبل قرية المشارقة وهددت قرية معادن في منطقة قدس مديرية المواسط مما تسبب في نزوح السكان إلى مناطق متعددة لمعرفة التفاصيل الأولى للظاهرة الجمهورية انتقلت إلى منطقة الانزلاق تفاعل فوري إحدى النساء من منطقة المشارقة كانت ترعي أغنامها وعند وصولها إلى منطقة رأس الشقة بمديرية الشمايتين المطلة على منطقة معادن قدس مديرية المواسط رأت انزياح الصخرة التي تزن آلاف الأطنان، جراء الأمطار التي من الله تعالى بها على المنطقة، وعلى الفور قامت السيدة بإبلاغ أهالي منطقة معادن بوجود صخرة تهدد أرواح السكان وتهدد مساكنهم ، فقام أهالي منطقة معادن بإبلاغ أعيان القرية ثم تم التواصل مع مدير مديرية المواسط عبدالقادر البتول . وعند لقائنا بمدير المديرية أشار أنه تواصل مع محافظ تعز شوقي أحمد هائل وأطلعه على خطورة الوضع خاصة انه قبل عدة سنوات سقطت صخرة على منزل في نفس قرية معادن وتسببت بمقتل ثلاثة أطفال وتدمير المنزل المكون من ثلاثة ادوار تدميراً كاملاً. البتول أوضح أيضا أن عدد من سكان قرية معادن غادروا ونزحوا عن منازلهم خوفاً من المخاطر التي قد تصيبهم.. وأبدى مدير مديرية المواسط شكره للتفاعل الفوري لمحافظ المحافظ.من جانبه قال وكيل محافظة تعز المساعد للشئون الفنية والبيئة المهندس مهيب الحكيمي : إن محافظ تعز كلفه بالنزول فوراً والاطلاع على حجم التهديدات الصخرية لمنطقة قدس وبين الحكيمي انه قام بزيارة منطقة الانزلاق الصخرية وابلغ المحافظ بخطورة الوضع واحتمال سقوط صخرة ضخمة على قرية معادن بالإضافة إلى وجود بعض الصخور تهدد أرواح سكان القرى المجاورة لمعادن والممتدة أسفل جبل المشارقة والتي قد تنزلق في حال حدوث زلازل وان وضعها غير آمن. واشار الحكيمي أن دائرة الاشغال العسكرية بدأت بتنفيذ الاعمال بموجب العقد المبرم معها. وأوضح وكيل المحافظة أن محافظ تعز شوقي أحمد هائل على اطّلاع مباشر بالموضوع، وقد وجّه بإزالة الصخور التي تشكّل تهديداً على المواطنين بصفة عاجلة خلال اقصر مدة محددة . مشيراً انه بعد ما تبين خطورة الموقف قرر الاستعانة بمختصين في تفتيت الصخور وتم التنسيق مع مكتب الأشغال العامة والطرق ودائرة الأشغال العسكرية وتم الانتقال إلى الموقع مع المهندسين لتحديد الاحتياجات وكيفية احتواء الكارثة الوشيكة وأضاف الحكيمي انه قبل أكثر من شهر كان قد التقى بمدير عام مكتب الأشغال بتعز وتشاورا حول أماكن تواجد صخور تهدد السكان داخل مدينة تعز من اجل عمل حصر لتلك الصخور وحلول لإزالتها ولكن مشكلة الصخرة التي تهدد قرية معادن أوقفت التشاورات ونعمل حالياً من اجل إزالة هذه الخطر. من جانبه تحدث فيصل مشعل مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق قائلاً : انتقلنا إلى منطقة تساقط الصخور للاطلاع على الأضرار المتوقعة في حال سقوط الصخور على منطقة معادن بمنطقة البطنه قدس مديرية المواسط كما تم خلال الزيارة تدارس الحلول مع الأخوة المهندس مهيب الحكيمي وكيل محافظة تعز ومهندسي دائرة الأشغال العسكرية والخروج بتصور للحلول التي يمكن تنفيذها. وأشار مدير عام مكتب الأشغال أنه تم عرض الحلول على محافظ تعز شوقي احمد هائل. وعن الأعمال التي ستتم تنفيذها قال : سيتم تفتيت الصخور بعد تدعيمها وحقن للشروخ بالمؤنة الإسمنتية بالإضافة إلى إنشاء جدران ساندة لتدعيم الصخور التي تعرضت لعوامل التعرية وقابلة للسقوط والتزحلق على المساكن. وأوضح المهندس مشعل أن جميع الأعمال الإنشائية وتفتيت الصخور سيمولها المجلس المحلي لمحافظة تعز. صخور تهدد قرى أخرى قاسم حزام من دائرة الأشغال العسكرية قال: قد تم البدء ببناء جدران ساندة ومن ثم سيتم تفجير وتفتيت الصخرة الواقعة في رأس الشقة والمطلة على قرية معادن خلال الفترة القادمة بالإضافة إلى ضخ إسمنتي للشقوق والفواصل هذا أولا، أما الانتهاء من تفتيت جميع الصخور وبقية الأعمال سيستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر. مشيراً إلى انه توجد عدد من الصخور فوق قرية الاكدوع وأخرى فوق قرية المحاقن، ولم يستبعد قاسم خطورة انزلاق الصخرة من العوامل الطبيعة كالأمطار الغزيرة أو حدوث هذه أرضية أو سقوط أجزاء من الصخرة حال محاولة تفتيتها . وأشار قاسم حزام أن الأشغال العسكرية سبق وان نفذت مشروعاً مشابهاً لانزياح صخرة رأس الشقة حيث تم تنفيذ جدران ساندة لعدد من الصخور في منطقة المذاحج من اجل تدعيم بالبرج المائل رقم (70) للحفاظ عليه وحمايته حيث قمنا بالتخلص من الصخرة الأكثر خطراً على أبراج الربط الكهربائي. وحقنا الشقوق بين الصخور بمادة أسمنتية وعمل خرسانة خفيفة أسفل البرج . تقلق السكينة مازالت هناك صخور تهدد عدداً من المساكن في محافظة تعز منها داخل المدينة وأخرى في مناطق ريفية ، مدير مشروع التطوير البلدي والحماية لمدينة تعز من الفيضانات المهندس سليمان عبدالله العريقي أشار من جانبه في هذا الشأن وقال: هناك بحدود عشرة أماكن داخل مدينة تعز تشكل خطراً على أرواح السكان وعلى المساكن من هذه المواقع انزلاق صخري في قرية عمد بحبيل سلمان وشعب الضاحة بوادي القاضي وجبل الضبوعة وانزلاقات في جبل الشماسي وغرب جبل الجنيد جوار مدرسة زيد الموشكي كما هناك انزلاقات في حارة الفتح جوار سور الأمن المركزي بالإضافة إلى وجود انزلاقات ترابية في جبل الزيلة في الحوبان وجبل الدوملة أسفل فندق السعيد وقال المهندس سليمان إن هذين الجبلين فيهما تربة صابونية تعمل على انزلاق التربة . وأشار العريقي: هذه المواقع بحاجة الى دراسة وأعمال وقائية من اجل الحفاظ على أرواح السكان وكذا الأموال العامة والخاصة. إغاثة هذا وقد زار قرية معادن فريق من الهلال الاحمر اليمني لتقديم اعمال الاغاثة . وأشار رئيس الفريق أنه سيتم أخلاء السكان من المنازل عند تفجير الصخرة وسيتم وضع الأسر في أماكن آمنة. أعمال وقائية مما يجدر الإشارة إليه أن ظاهرة الانهيارات الأرضية وتساقط الكتل الصخرية قد اشتدت خلال السنوات الماضية بالمحافظة وقد توالت في مناطق عديدة منها:وادي القاضي -كلابة- الجبل الأبيض ومديرية شرعب ومناطق من مديرية الموسط( قرية ضرايمة- بني حماد)ومناطق من مديرية جبل حبشي (وخاصة في المناطق الغربية من جامع أحمد بن علوان، وكانت انهيارات صخرية وقعت في جبل عمد بمديرية المظفر بمحافظة تعز وتسببت في تشريد ست عائلات بعد أن تسببت تلك الانزلاقات بتدمير شبه كلي لمنازلهم . كما تهدد الكتل الصخرية الواقعة على السفح الشمالي لجبل صبر مدينة تعز وساكنيها، وبحسب دراسات جيولوجية فإن درجة استقرار بعض الكتل الصخرية الضخمة تصل إلى الدرجة الحرجة، ما يعني أن تأثر تلك الكتل بهزة زلزالية أو حدوث اختلال بسيط في التوازن، سيؤدي إلى انهيارها، وحصول كارثة لا تحمد عقباها. وهذه الأحداث المتلاحقة لهذه الظاهرة الطبيعية تستحق مزيدا من الاهتمام وتشكيل فريق علمي متخصص يقوم بدراستها على مستوى المحافظة ويقدم الحلول والمقترحات .