بدأ الحديث يأخذ أبعاده حول انتخابات اتحاد كرة القدم ، وبدأ المنجمون والمشعوذون يسردون أحلامهم في رسم ملامح الاتحاد القادم وخاصة كرسي الرئيس الذي بدون شك تزداد الحمّى للوصول إليه ولكل واحد شطارته وخبرته في اتخاذ كافة السبل والطرق للوصول إلى عرش الكرة اليمنية . وبما أني لا أحب أن أكون في صف المنجمين والمشعوذين والسحرة الذين يطلعون رئيس ويهبطون آخر في لحظة وغمضة عين ،ولن أفعل إلا ما يمليه علي واجبي وأخلاقي والواقع الذي لا يمكن تجاهله ، وأن النهاية كرة القدم ليست بحاجة لوجاهات عاطلين عن العمل ، ليست بحاجة إلى رئيس فقير لا يملك حق دباب مع أنه من الأحلام التعيسة أن يفكر البعض في تصعيد رئيس للاتحاد “مطفرن” لا يقدر يوفر تكاليف قرطاسية الاتحاد، فما بالكم بموازنة بالملايين ؟؟ كرة القدم اليمنية واتحادها المتنافس عليه من قبل أطراف مختلفة تعتبر ظاهرة صحية أن يكون التنافس هو من يبرز الأفضل في كثير من الأمور ومنها الجانب المالي الذي يعتبر مربط الفرس لنجاح أي اتحاد ، فبدون المال لن يكون النجاح . ومن خلال الواقع فإن الدعم المقدم لكرة القدم ولكثير من الاتحادات خاصة وللرياضة اليمنية عامة هو أقل من طموح الجميع ،وبالتالي كيف يصعد لرئاسة اتحاد كرة القدم من لا يملك البديل لمواجهة العجز في الدعم ؟ وأعتقد بل واجزم أن وجود شخصية تملك من المال كما هو حال الأخ / احمد صالح العيسي لن يتكرر مثله على الكرة اليمنية فلو لا دعم الرجل وتقديمه الكثير من ماله لمواجهة الخلل في الدعم الرسمي لما تحركت كرة ولما أقيم نشاط كروى في الملاعب اليمنية . الرجل يدعم ومع ذلك لا يجد كلمة شكر من أحد بل على العكس زاد الهجوم عليه وزادت حدة الانتقادات له شخصياً قبل أن تكون لفريق العمل في الاتحاد ، هجوم لا أرى فيه مبرر إلا كما يقال لتحقيق مصالح الكل يعرف ذلك أن دعم العيسي هو الذي حركها وجعلها تدور في أكثر من موسم حينما كانت المخصصات المالية من وزارة المالية أو من الصندوق تتأخر و تعرقل. العيسي في الأخير هو بشر له محاسنه وله عيوبه لكن النظر موجّه لعيوب الرجل أكثر من محاسنه ، وكم يحز في النفس عندما يكون النقد لشخصه أكثر من نقد أداء الاتحاد كمنظومة متكاملة بشخوص متعددة لأن التخطيط والبرمجة والعمل الإداري لا يقوم بها العيسي فهناك من تقع عليهم مسؤوليات وبالتالي فإن الخطأ أو القصور يتحمله الجميع وليس العيسي . وقبيل الانتخابات التنافسية على مقعد رئاسة الاتحاد تبدأ الحملات ويبدأ كل طرف يحد سكاكينه ضد العيسي ويتقوّل على الرجل بما قد لا يكون ليس فيه ولكنها حمّى المنافسة التي ترافق الانتخابات . وعليه فإن من سيترشح لرئاسة الاتحاد يجب أن يدرك أن الدخول في المنافسة والوصول إلى كرسي الاتحاد هو طريق ملغم أكثر مما هو مفروش بالورود فمن يريد الزعامة يجب أن يكون لديه المال لأنه سيقدم ويدعم بعدها الكثير ودعم حكومتنا الرسمي قليل جداً . سيتهمني البعض بدون شك بتهم ليست فيّ لكن من باب إنصاف الرجل فهو قدم الكثير وبذل الكثير ومع ذلك فإنه لم يسلم من الإساءة والأصل أن يشكر على ما يقدمه للكرة من دعم إلى جانب الدعم الرسمي الشحيح ، وهذا الشكر لا يمنع من ينتقد أداء الاتحاد على أرض الواقع كمجموعة معنيين بالجوانب الفنية للكرة اليمنية لننتقد سوء الأداء وسوء التخطيط وسوء التنفيذ ولنبتعد عن الخصوصيات والشخصنة التي تشهر وتسيء أكثر مما تنفع . عمق الهامش : نحن بشر ولسنا ملائكة معصومين من الخطأ وبالتالي فمن لا يعمل لا يخطئ ومن لا يخطئ لا يعمل والنصيحة مطلوبة وإهداء العيوب مطلوب وليكن نقدنا لخطط وبرامج وليكن نقدنا للتغيير والبناء . تناقلت بعض وسائل الإعلام مؤخراً أرقام الدعم المقدم من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” للكرة اليمنية “اتحاد كرة القدم” ونشرت أرقاما وووالخ .. السؤال المفترض يطرح على اتحاد كرة القدم لماذا لم يتم التوضيح والتفنيد لحقيقة الدعم المقدم من “الفيفا” لكم؟ نكرر أنه من يريد أن يكون رئيساً للإتحاد يكون لديه قدرة مالية قبل أن يكون صاحب أفكار لأنه بدون المال لن تنجح الأفكار . [email protected]