رأيتكِ..أيتها الساهمة ..الهائمة في دروب الآلام ..وهذه السنة الكبيسة فقرأتكِ في تلك اللقطة وأنت على شاطىء البحر. عاشقةً ..أصاب حقولها القحول.. وتبعثر عبيرها أشتاتاً في يومٍ عاصف .. إيه ياأنتِ..إن شيئاً دفيناً يهمس في روعي ..بأنكِ تنفثين زفراتٍ حرى للبحر..تبدين أمامي الصمود وتثبتين جاهدةً تدفعين الضعف المستكين في خلجات أنفاسكِ..وارتعاشات أطراف معانيكِ..وتلعثم حروفكِ.. لكنني الوحيد ترجمان نبضكِ..وخبير باشتقاق صدفات قصيدتكِ ومعرفة درركِ الكامنة ولؤلؤاتكِ النائمة فيها.. أيا ذات العين السهيرة..أغار من هذا البحر لأنكِ تحتضنينه عند الانكسار..ولكني مازلت على طمعي بأن أصبح بحركِ ,الذي يمنحك روشتة الدواء ضد الوجوم ..ذاك الحزن المبهرج الذي تخفينه تحت الجفون.. فاتنتي.. وأنا أتفحص نظراتك لهذا البحر المنافس لي ..تتراءى لي معاناتكِ ..وها أنا أسمع همسات صمتكِ ..وحديث بثّكِ .. وأنتِ بكليّتكِ تصرخين : أنا المكلوم من جزر الوجيب.. المحروم من مدّ الحبيب.. أياموج اليمّ : كفف عني الدمع الهتون الذي لايبين.. وأطفىء حرب البسوس في سويدائي..وأطرد الهكسوس من حسي..وأمسي..وحواسي.. أمسح رواسب الأنجاس ..وأطرد الوسواس .. يايمّ المحبين.. عشت فراشة ..أدمنتُ الاحتراق يجذبني شراك الشعاع فإذا حبي رميم.. أنقذني من شرنقة الفراشة..وأروني قصيدة بيضاء في فسيح الكون وغنِّ لصائد الفراشات لحن صمودي: بلا أسفٍ عليك.. أيها المرتحل مع شبحٍ من أنوثة.. وشيء من رجسٍ كثير.. ماعدتَ تعني لي شيئاً .. إنني وطنٌ صامدٌ.. لن أتشظى..برجس الوجوم.. ولن أتلظى..بحرب النجوم.. وأنتَ مقيتٌ .. مهينٌ .. كئيبٌ.. وعمري خلودٌ بقلب الوجود.