شعر : سليم الحاج قاسم قبل أن يتكدّس الغيم فوق أحزاننا، نجرّ الحدائق نحو زمام مرقّع و نرخي جوعنا للرّغيف كرّتيْن. ملطّخة أمطارنا بالحبر كمراسم الدّفن عند الزّرادشتيّين الأوَلْ كنت أنْزلك عن ظهر موتيَ اليوْميّ عندما ٱعتدلْتِ كالكمائن في جسدي. هكذا.. لم أشأِ الرّحيل دون خريطة شهوةٍ فلماذا تخنقين موائيَ بالصّقيع و تشرّدين السّنبلة؟ -2- أكلّما.. أحصيتِ جحيمي على فلذة كبدٍ عذّبني الشاطئ المضفور من الحنّاء وملئتْ عصافيري عن آخرها بالجنون! أنتِ فاتحة أولى للتّشرّد في دمي. -3- من يردّ عنا مفاتن هذا الحريق؟ نحن مكترثان هاهنا دون أشجارٍ نرشّ فوق الظّهيرة فخّا لِهذا التّوحّش الغريب أحقّا كان يمكن أن نمرّ على عضد هذا العطش حين ٱنبثقْتِ كالماء من أوّل الشكّ يا عاشقة؟ -4- أحبّكِ… لا شيء يصرخ في بهو الجسم أفعى تلتفّ حول معاطفنا و عمّا قليل ستبيضّ خطواتكِ في العراءْ. تلك المدينة ترزح تحت غيابكِ فأين نفرّ و ليس هناك سوى ٱتّجاهٍ وحيد! -5- ضعي بحيْرة اللّيمون في شَعركِ و أديري الجسر كي يمرّ الإوزّ إليها ها قد أدرَكَنا البرتقالُ و لم نفق من سكرتنا بعد. قبل رصيفين كنا بلا وردةٍ نتفاوت في ذرّةٍ واحدة كانت رضعتان من الموت تكفي حتى يشقّ كلّ منّا حريقه ٳلى الهذيان. هذا الضباب يعبّأ ما يفصلنا فتعالي جهة القلب كي أبصِرَكِ جيّدا… -6- هل تذكرين لون طفولتي في ذاك الصباح؟ متجدّلا في خلايا العزلة وحدي أتدفّق قربكِ قبل ولادة هذي الفراشات أشاغب متريْن من الأسئلة! أتذكّر كنّا نصلّي الخريف إلى لوزتيْن عندما ٱندلع بلبل في ثغركِ و نام. -7- كلّ ما حولنا يهبط الآن في مدامع هذا الزرع قد أنوّع أخطاءكِ في قلبيَ عنوة فلا تتركي رماد الفجر يزحف نحو شارعنا الأخير – أنا آخر الهكسوس القادمين من القرية وفي آخر كلّ شيءٍ أكونْ