الشعب ملّ من أولئك الذين يتحدثون بأسمه وينطقون بأهوائهم نيابة عنه ..لقد ملّ كل جبهات المنقذين له من حياة الاستقرار ورتابة الأمان كي يغمسه إنقاذها في الجوع وفوضى الإعتصامات والإحتجاجات والعصيان تحت تهديد العصي .الشعب صنع ثورته فلماذا الانفصال.. هذا الشعب ملّ من المتسلقين على ركام جثامينه عبر زمن وتجارب المجازر ضد مجهول . هذا الشعب ملّ خبز الدماء وإعانات الاشقاء وملّ أكل النفايات على أبواب الأغنياء ..وملّ أطفاله ونساؤه جمع القوارير وبيعها ثمنا لجوع جديد اسمه الإكتفاء.. هذا الشعب ملّ البطالة والعمالة ...بطالة تذبحه على أرصفة الشوارع في إنتظار لقمة العيش والجري خلفها ...وعمالة يدفع لها الملايين حتى تذبح الشعب على ارصفة السياسة والنفاق الدولي فالشعب مذبوح في الحالتين. هذا الشعب ملّ هدايا الموت برا و بحرا تزفه عروس البحر جيهان واخواتها والموت جوا بطيار او بدونه، فلدينا الطيارون وليس لدينا من الطائرات إلا اسمها.. الشعب سئم حثالة العقول الماكرة كلما أسقطهم من حساباته ونفى طغيانهم في مزابل الماضي عادوا بوجوه مرقعة بادعاءاتهم تمعن في الاستخفاف بمصير هذا الشعب، عادوا لينكأوا الجراح . لا ينقرضون كأكلي لحوم البشر ولا ينكمشون ببرودة دمائهم المتصحرة ولا يحد توسعهم اي عقار او مستحضر من مجلس الأمن أو ينهيهم أي خليط ثوري انهم كالسرطانات تتغذى على دماء وارواح الابرياء... تلجأ الى فترات كمون كي توسع من إنتشارها ..وتنقض من جديد تقتل هذا الشعب باسم الشعب .والشعب ملّ، هذا الشعب الذي في رؤوسهم ينبتون... ما اشد احتقاركم لذواتكم حين تقفون على مدامع الارامل واليتامى وامهات ثكالى... تقفون في ثيابكم الفاخرة التي بأثمانها المسروقة من دموع هذا الشعب سوف يشبع الف جائع ويذوق الدفء الف عاري ويذهب للتعليم الف طالب ويعود من الحدود الف هارب...ما اشد غثياننا ونحن نراكم تقطبون حواجبكم المنكوشة كعرف الديكة لتلوثوا بألسنتكم السامة اسم هذا الشعب تكررون اكاذيب الماضي وتثقبون آذآننا بتصريح يشبه الضريح في كآبته تعلنون باسم الشعب ومن اجل الامة سيقتل هذا الشعب وستسحق هذه الامة كمن يقول نحن من اجلكم نقتلكم شهداء كي تذهبوا للجنة وتبقى هذه الدنيا للحقراء...