ما يحدث في منطقة الدحي من إهمال متعمد في حق أحيائها وأمواتها من كثافة مخلفات القمامة وأوبئة المجاري الطافحة حتى على أموات المقابر جريمة لا مبرر لها، ولا تسقط بالتقادم على المعنيين. مجاري الدحي رائحة كريهة على مدار السنة تنحدر من مجاري ساكني الدحي غرب مدينة تعز مروراً بانتهاك “مقبرتها” المملوءة بتلك المياه على مقابر الموتى مواصلة سيرها في الأزقة لتؤذي المحلات والمطاعم، وصولاً إلى الطريق المكتظ بمحلات الأطعمة والخضر والفواكه، الكل يشكو غياب حماية البيئة والأوقاف في صد الوباء القاتل المبشر بالأمراض الفتاكة إن لم تكن قد حلت. حديث الشارع وأصحاب المحلات الأخ سعيد إبراهيم صاحب محل تجاري تحدث بالقول: ما نحن عليه لا وجود لمن يحمي هذه المنطقة، الجميع متضررون لكن مافي اليد حيلة. المعنيون على إطلاع بذلك، وأكثر ما نخشاه العواقب الناتجة من هذه المياه على أطفالنا، هذا ما يخص الساكنين القاطنين تحت وطأة الضرر.. مضيفاً .. أما ما يخص الأموات في هذه المقبرة فيعتبر انتهاك صارخ، وليس لنا من شيء يمكن أن نقدمه من تجنيب تلك الجثث الطاهرة عبث المجاري وغياب المسئولية.. نتمنى سرعة إنقاذ المقبرة من تلك المياه. وبدورهم أكد أصحاب المطاعم انبعاث الروائح الكريهة وصولاً إلى طاولات زبائنا، ندفع نحن ثمن نفورهم عن مطاعمنا والبحث عن مطاعم أخرى، إضافة إلى مخلفات القمامة هي الأخرى ينتج عنها تزايد كثيف للذباب والبعوض، وما نحن عليه لم نعهده مطلقاً من ذي قبل في هذه المنطقة بأن تصل إلى هذا الحال بغض الطرف من قبل المختصين من المسئولية المقاة على عاتقهم.. أما أهالي الحي فيحملون محلي المحافظة ومؤسسة المياه والصرف الصحي كافة المسئولية حيال ذلك، وأنه لا ينبغي السكوت عما سيحدث لهم ولأطفالهم من مخاطر. رجل المرور صوّر.. صوّر.. لو سمحت .. أنا الآن على مشارف انتهاء الدوام ومنذ الصباح الباكر وأنا على هذا الحال ثيابي مبللة من هذه المياه النتنة الناتجة عن مرور المركبات والرائحة الكريهة المصاحبة لي ولزملائي السابقين واللاحقين، إضافة إلى أصحاب المحلات والباعة للخضار والمخاطر المحدقة.. فما هو الحل؟ حراج العمال مليء بالقمامة والرائحة النتنة تحدثوا بالقول: نخرج في الصباح الباكر والوقوف هنا لغرض طلبة الله لكن كثافة رائحة القمامة ومياه المجاري تلاحقنا نضطر إلى الرحيل لعدم قدرتنا على تحمل أكثر ما نحن عليه من بطالة وسوء التغذية، فنحن على غنى من إضافة أمراض مضاعفة! واختتموا استطلاعنا: الله يجازي من كان السبب!