استكملت دولة الكويت التجهيزات المتعلقة بانعقاد القمة العربية ال 25 حيث تم منذ وقت مبكر الاستعداد لها، وتكتسب هذه القمة التي تستضيفها العاصمة الكويتية خلال الفترة 25 26 من شهر مارس الجاري أهمية خاصة كون التئامها يأتي وسط أوضاع عربية مثقلة بالهموم، حيث تعيش الكثير من الدول العربية ظروفاً داخلية غير مستقرة تتنازعها الخلافات والإشكالات المتعددة والمتجددة التي تسببت بإقلاق واضطراب حياة شعوبها. هذه الأوضاع المقلقة اعتبرها عدد من المحللين السياسيين غير مشجعة على انعقاد الدورة ال 25 وراهن البعض على استحالة ذلك خاصةً مع بروز الخلاف الخليجي مؤخراً المتزامن مع قرب بدء أعمال القمة، آخذين في الاعتبار ثقل التجمع الخليجي الذي ظل بتماسكه وما حققه من نجاحات خلال السنوات الماضية يمثل الجانب المضيء في الواقع العربي المعتم والمشتت والنموذج الذي كان ومازال يبعث الأمل لدى الشارع العربي بأن تشهد الساحة العربية واقعاً يحاكي تجربة الاتحاد الخليجي قادرًا على الاستمرارية ويملك مقومات البقاء والحياة ويعيد الثقة للمواطن بإمكانية تحقيق تطلعاته بتجاوز هموم أوضاعه الداخلية والخروج من التقوقع العربي ومغادرة خيبات الأمل المفروضة عليه بفعل الخلافات العربية والانقسامات التي أدت إلى إضعاف موقفه وضياع حقوقه وقضاياه. التحليلات والتوقعات والرهانات على عدم انعقاد القمة لم تثنِ دولة الكويت وقيادتها التي لم تلتفت لتلك التخرصات وبدأت بثقةٍ التجهيز للقمة في تحدٍ، أكدت عملياً قدرتها على إسقاط الرهانات، حيث عملت في خطوط متوازية على البدء في التجهيزات وبدقة متناهية الكمال وفي نفس الوقت اتجهت نحو تهيئة الأجواء الضبابية التي تغطي السماء العربية وحلحلت ما يمكن حلحلته مستندةً على مكانتها الدولية ومعتمدةً الوضوح في نهجها سياسةً متوازنة في علاقتها الخارجية دولياً وإقليمياً وعربياً، واحترامها لعلاقاتها وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول، ودون ضجيج استطاعت من خلال مساعٍ حثيثة تضييق الفجوات ولملمة المبعثر وبجهود استثنائية نجحت في استضافة قمة ما كان للغير تحقيق انعقادها.