أصبحت وسائل “الإعلام الجديد” اليوم في أيدي الجميع دون استثناء, وأتاحت فرصاً كبيرة لمستخدميها للتأثير والتواصل دون رقابة, لكن قليلون هم من حاولوا الاستفادة منها وإظهار ما لديهم من مواهب وقدرات وتسخيرها في خدمة المجتمع وتوعيته. ومن أهم التطورات التي طرأت في الآونة الأخيرة واستفاد منها بعض الشباب؛ انتشار قنوات اليوتيوب على شبكة الإنترنت وما تقدمه من برامج منوعة ترفيهية وثقافيّة وتعليميّة, تصل إلى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع لاسيما فئة الشباب, وساعدت على انتشارها بشكل أكبر وسائل التواصل الاجتماعي ك”تويتر وفيس بوك” من خلال توزيع وتبادل الروابط على أكثر من مجموعة. على المستوى المحلي هناك العديد من البرامج اليوتيوبية منها برنامج “صناعة عدية” الذي يقدمه الشاب محسن الخليفي, ويناقش من خلاله العديد من القضايا في المجتمع بنكهة شبابية وأسلوب كوميدي ساخر, وهو أول برنامج يوتيوبي عدني بهذا الشكل, تبعه العديد من البرامج أبرزها برنامج (ما يقعش) وكلها يغلب عليها النقد اللاذع باللهجة العدنية وتحظى بشهرة ومتابعة كبيرة..في أحد المطاعم الشعبيّة بمدينة كريتر بمحافظة عدن حاضنة الفن والإبداع, كانت الصدفة أن نلتقي بالشاب محسن الخليفي صاحب, الذي أكد أن فكرة البرنامج جاءت بعفوية من خلال محادثة مع أحد أصدقاءه, وتم تطبيقها بسرعة بعد أيام قليلة, وكانت أول حلقة في ديسمبر من العام 2012م, ثم تتابعت الحلقات وهو الآن في موسمه الثاني. وتناولت حلقات البرنامج منذ تدشينه أكثر من قضية مهمة: مشكلة الكهرباء, والنظافة, والفساد, والعادات السلبية الدخيلة على المجتمع وانتشار الحبوب المخدرة وأوضاع الشباب وقضايا التعليم.. وغيرها. وبشأن تفاعل الجمهور مع البرنامج قال الخليفي ل (إبداع): إن الإقبال والمتابعة للبرنامج الآن أكبر من مما كان يتوقعه, مؤكدًا أن مهمة “صناعة عدنية” في الأول والأخير انتقاد الخطأ بأسلوب ساخر, لعل وعسى صاحب الغلط يفهم على نفسه.. وهذا ليست شماتة ولكن تحذير وإنذار قبل أن يقع أن الفأس بالرأس - حد تعبيره. ويؤكد الخليفي أن سر نجاح البرنامج - بعد توفيق الله - هو الجمهور, وقال: “لو كان الجمهور غير متفاعل معنا مستحيل نكبر ونتوسع, لأنهم هم المقياس الحقيقي لنجاح أي برنامج”. وبهذه الأفكار البسيطة والنقد البناء يستطيع الشباب اليوم تقديم الكثير للجمهور من خلال قنوات اليوتيوب والاستفادة مما تقدمه شبكة الإنترنت, كما أن مثل هذه الأعمال تُظهر مدى القدرات الإبداعية لدى الشباب التي هي بحاجة إلى من يرعاها.