وجه رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة جميع الوزارات العمل على تنفيذ مشاريع استثمارية وخدمية في محافظة عدن ذات طابع استراتيجي، باتجاه النهوض بالواقع الخدمي والتنموي وتحقيق الدور الاقتصادي لهذه المحافظة في خدمة أبنائها بشكل خاص واليمن بشكل عام. جاء ذلك لدى لقاء الأخ رئيس الوزراء أمس في محافظة عدن قيادة السلطة المحلية والتنفيذية بالمحافظة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والقيادات العسكرية والأمنية. حيث جرى الوقوف على الأوضاع الخدمية والتنموية في محافظة عدن وأولوياتها للمرحلة الراهنة والقادمة وعلى وجه الخصوص تحسين خدمة الكهرباء، وتعزيز اللامركزية المالية والادارية بما يمكن قيادة السلطة المحلية من أداء واجبها تجاه أبناء المحافظة بالشكل الأمثل. وتطرق اللقاء الى التحديات الماثلة في الجانب الأمني والخطط والآليات لتغيير الأساليب الخاصة بالتعامل مع القضايا الأمنية، بما يسهم في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، باعتبار ذلك عاملاً أساسياً لتحقيق التنمية وتحفيز الاستثمارات. وأكد رئيس الوزراء خلال اللقاء أن عدن كانت وستظل بوابة اليمن للنهوض الاقتصادي، ولابد أن تنال حقها من الرعاية والاهتمام.. لافتاً الى أن عدن كانت وينبغي أن تظل رمزاً للوطنية والتنوع الثقافي والقبول بالآخر.. وقال:«ينبغي لنا جميعا أن نولي عدن عناية خاصة وأن نتوسع في الاستثمارات الاستراتيجية المرتبطة بالخدمات الأساسية والبنية التحتية بما تمثله من أهمية لجذب المستثمرين المحليين والأجانب وتأكيد دورهم الحيوي في عملية البناء والنهوض بهذه المدينة وإحياء وظيفتها الاقتصادية والتنويرية. وحث باسندوة على توفير الأجواء الايجابية الكفيلة بنجاح استثمارات القطاع الخاص وأن نعمل على تقديم كافة التسهيلات اللازمة لها، باعتبارها من العوامل الرئيسة لتنمية الأوطان وتحقيق تطورها وازدهارها. وأوضح أن زيارته الحالية لعدن تهدف الى الوقوف عن كثب على أوضاع واحتياجات أبنائها، وافتتاح وتدشين العمل ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الاستراتيجية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.. لافتاً الى أن الحكومة ستقوم بدورها في توفير البنى التحتية اللازمة لجذب الاستثمارات والمستثمرين وإيجاد الظروف الملائمة لنمو ونجاح هذه الاستثمارات التي تعزز عملية البناء والتطور وتؤدي في الوقت نفسه الى توفير فرص العمل الواسعة وتخفيف من الفقر. وأشار الأخ باسندوة إلى المزايا والخصائص والصفات التي تتفرد بها مدينة عدن عن سواها من المدن الأخرى التي قطعت شوطاً كبيراً في التطور والنمو سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. وقال :«مثلما أقول دائماً عن عدن بأنها زهرة أصابها الذبول والاهمال، وحان الوقت لتنال الاهتمام والدفع بها لتتطور، ونستثمر المزايا والامكانات التي تزخر بها». وجدد رئيس الوزراء التأكيد على وزارة الكهرباء التسريع بتعزيز محافظة عدن باحتياجاتها من الطاقة الكهربائية خاصة خلال الصيف القادم. مشيراً إلى الرؤية الاستراتيجية للنهوض بميناء عدن وما تم التوصل إليه في هذا الجانب مع الأصدقاء الصينيين خلال زيارة الأخ رئيس الجمهورية إلى جمهورية الصين الشعبية. وقال :«مدينة عدن وميناؤها هما بوابة النهوض بعدن والاقتصاد الوطني، وهو ما يحتم على الجميع التعاون لبناء هذه المدينة وترك الماضي بخلافاته ومآسيه، لأن الانشداد الى هكذا ماضي لن يساعدنا على بناء الوطن». وأكد في سياق كلمته أهمية تكاتف جهود الجميع في سبيل مواجهة الفساد والقضاء عليه، باعتباره الآفة الأشد فتكاً بالأوطان وعائقاً أمام التنمية. مشدداً على جميع المسئولين أن يقدموا نموذجاً مشرفاً للالتزام بالنزاهة وحماية المال العام. وكان أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن عبدالكريم شائف قد ألقى كلمة رحب فيها باسم قيادة السلطة المحلية والتنفيذية وأبناء المحافظة بزيارة محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء لعدن، انطلاقاً من اهتمامه بهذه المحافظة وأبنائها. وقال: «إن هذه الزيارة ستمثل دفعة جديدة للجهود التي تبذلها القيادة السياسية والحكومة من أجل الاستقرار والنهوض بأوضاع المحافظة». ولفت أمين عام المجلس المحلي إلى أنه رغم التحديات والصعوبات التي تواجهها محافظة عدن، إلا أنها استطاعت تحقيق مجموعة من المكاسب التنموية. داعياً الحكومة الى الاستمرار في دعمها للمحافظة لتجاوز التحديات الراهنة وفي المقدمة حل مشكلة الكهرباء والقضاء على الاختلالات الأمنية. وأضاف: «نتطلع بثقة بأن رئيس الوزراء سيولي هذين الجانبين اهتمامه الخاص وإيجاد الحلول الجذرية لهما، نظراً لأهميتهما وانعكاساتهما على الاستقرار والتنمية والتطور». إلى ذلك افتتح رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة خلال زيارته أمس لمحافظة عدن ووضع حجر الأساس لعدد من مشاريع الاتصالات والانترنت بالمحافظة، بكلفة اجمالية تبلغ 11 ملياراً و 813 مليون ريال بتمويل حكومي. وبحسب وكالة «سبأ»، تشمل هذه المشاريع الكابل البحري وتطوير وتوسعة شبكة التراسل الوطنية العاملة بالألياف الضوئية ومشروع البوابة الدولية للانترنت وعدد من مشاريع تحديث قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بمحافظة عدن، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للنهوض بهذا القطاع والرامية الى توسيع وتطوير وتحديث خدمات شبكة الاتصالات والانترنت وتراسل المعطيات والاتصالات الدولية. حيث افتتح الأخ رئيس الوزراء ودشن العمل بمشروع كابل الألياف الضوئية عدن – عمران – ذباب بطول 286 كيلومتراً، وبكلفة اجمالية بلغت 572 مليون ريال. واستمع رئيس الوزراء من وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر إلى شرح عن المشروع الذي يستهدف تحسين الخدمات الهاتفية وتوفير خدمات الكترونية جديدة متعددة وتطوير شبكة الانترنت في جميع المناطق الواقعة في إطار خارطة المشروع. كما افتتح الأخ رئيس الوزراء ودشن العمل بمشروع توسعة وتحديث الكابل البحري الذي يربط بين اليمن وجيبوتي عبر البحر الأحمر بكلفة اجمالية تبلغ 107 ملايين ريال وبطول 280 كيلومتراً. ويشتمل المشروع على التجهيزات الطرفية في محطتين إحداهما في عدن والأخرى في جيبوتي، وسيوفر المشروع لليمن سعات جديدة تقدر بحوالي 80 جيجا، مقارنة بالسعة التي كانت موجودة قبل عام 2012م والبالغة 4 جيجا فقط. وافتتح رئيس الوزراء مشروع الانترنت ذي النطاق العريض بتقنية «ايه دي اس ال» بسعة 11 ألف خط وبتكلفة 59 مليون ريال ، وسيوفر المشروع إمكانية الاتصال السريع لخدمات الانترنت وتطبيقاته كالتعليم عن بعد والتسوق الالكتروني وتنظيم المؤتمرات المرئية متعددة الأطراف وغيرها من الخدمات ذات التقنية العالية. ووضع الأخ رئيس الوزراء حجر الأساس لمشروع الكابل البحري الدولي الجديد آسيا – إفريقيا- أوروبا 1، بمبلغ وقدره 9 مليارات و460 مليون ريال ، مساهمة بلادنا في هذا المشروع الذي يضم إلى جانب اليمن 17 دولة عربية وأجنبية وسينفذ على مدى عامين. وسيؤمن المشروع لليمن اتصالات دولية ومحلية بتقنيات حديثة وبسرعة هائلة وبموثوقية عالية، بالإضافة الى توفيره للبنية الأساسية وتعزيز القدرة التنافسية مستقبلاً على المستويين الاقليمي والدولي فيما يتعلق بتوفير السعات الكبيرة أو لتطبيقات التجارة الالكترونية العالمية ، فضلاً عن توفيره لسعات كبيرة تساوي 81 ضعف السعة لخدمات الانترنت الحالية. كما سيسهم هذا المشروع الذي ستحصل اليمن منه على 1900 جيجا بايت/ثانية في تخفيض رسوم الخدمات على المستهلكين للانترنت وإيجاد سرعات عالية لهم وإنهاء الإشكاليات الحالية في هذا الجانب. ووضع الأخ رئيس الوزراء حجر الأساس لعدد من المشاريع المماثلة التي من شأنها تحديث ونشر خدمات الاتصالات والانترنت بمحافظة عدن بتكلفة مليار و615 مليون ريال بتمويل حكومي، وبسعات تصل إلى 97 ألف خط هاتفي و34 ألف خط انترنت. وتشمل تلك المشاريع كلاً من مشروع البوابة الدولية للانترنت ومشروع استبدال الأنظمة القديمة في أربعة مواقع ومشروع تحديث السنترالات في ستة مواقع، اضافة الى مشروع توسعة الانترنت في ستة مواقع أخرى..ووضع رئيس الوزراء حجر الأساس لمشاريع لعدد من المشاريع الأخرى في مجال الاتصالات والانترنت منها مشروع توسعة الشبكة الرئيسية والفرعية للمدن الجديدة في المحافظة ، الى جانب إنشاء مبانٍ لسنترالات العريش والبساتين والمنصورة، اضافة الى مبنى خدمات المشتركين بخورمكسر ومدينة الشعب. وقد أشاد الأخ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء بجهود وزارة الاتصالات لتطوير وتحسين شبكة الاتصالات والانترنت في اليمن.. مشيراً إلى أهمية مثل هذه المشاريع لمواكبة التطورات التقنية الحديثة والمتسارعة في مجال المعلومات.
