حضر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية صباح أمس الاحتفال الكبير الذي أقيم بمناسبة تخرج الدفعة الخامسة والعشرين لدرجة الماجستير في الحقوق وعلوم الشرطة في كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة. وفي الاحتفال الذي حضره كبار المسئولين في الدولة والحكومة والقيادات العسكرية والأمنية ألقى الأخ الرئيس كلمة عبر فيها عن سعادته لحضور هذا المهرجان بمناسبة نيل الدرجات العليا في وزارة الداخلية . وقال: «نحتفل سنوياً في مثل هذه المناسبة ولكن هذه السنة مختلفة عن السنوات الماضية»، منوهاً إلى أن الهيكلة في وزارة الداخلية يجب أن تمضي بصورة كاملة وعلمية دقيقة. وأشار الأخ الرئيس إلى أن الهيكلة في وزارة الدفاع قد تمت في طورها الأول وما يزال العمل مستمراً في هذا المسار حتى استكماله بصورة نهائية. ونبه الأخ الرئيس الى أن العمل في وزارة الداخلية دائماً مبني على أسس صعبة ومعقدة، كونها تتعامل مع المجتمع بصورة لصيقة ومع أحداث يومية وايجابياتها لا تظه،ر ولكن السلبيات تظهر بأسرع وقت ممكن وهذه مسالة طبيعية ويجب من خلالها تلافي السلبيات بصورة أسرع. وقال:«أسس بناء الأمن دائماً تكون صعبة، ولذلك لا بد من أن يكون كادر وزارة الداخلية الأمني أفضل ترتيباً وتنظيماً وعلى المستوى العملي، لأنها تتعامل مع عدة مشاكل يومية، ولهذا نحن اليوم في منعطف تاريخي من التغيير في اليمن، وخمسون سنة مرت ونحن على ذات الحال ولم يتغير شيئ واليوم نحن في منعطف جديد إما أن نسير مع العالم ونغير هذا الواقع المؤلم وإما أن نبقى في وضعنا الراهن الذي لا يسر أحداً». وتساءل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي: هل يعقل أن نرى في عاصمتنا القتل والخطف ولا نستطيع أن نعمل شيئاً وهل هذا الواقع يسر أحداً؟. وأكد الأخ الرئيس أنه لابد من نتطور في أعمالنا وعقولنا ونستبق وقوع الجريمة بالكابح الأمني ونعمل من أجل حل كافة المشاكل. وأشار إلى أن العاطلين عن العمل بالملايين وكلما تأتي الشركات للاستثمار ويقولون نحن جاهزون، ولكن نحن نريد الأمن.. هل تضمنون لنا الأمن من أجل العمل. وشدد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي على أن الأمن هو أساس الاستقرار والاستثمار ولا بد من تكاتف وتعاون الجميع، الأمن والجيش والشعب. ونوه إلى أن لدى اليمن ثروات هائلة من الغاز والبترول والحديد والنحاس والذهب. وأكد أن شركات لاستخراج الذهب بدأت في العمل، ولكن الأمن هو أساس بقاء الشركات, وأكد رئيس الجمهورية أنه يجب على الجميع أن يعرفوا أن اليمن يتعرض لمؤامرات عديدة من بينها تنظيم القاعدة الإرهابي. وكشف الأخ الرئيس أن 70 % من تنظيم القاعدة من الأجانب من خارج اليمن، ولذلك لا يهمهم أبداً أن يتدمر البلد. وقال: «يجب أن تعلموا جميعاً أنه تآمر على اليمن».. مضيفا: « هناك من يقول: لماذا لم تحاوروهم؟ كيف نحاورهم و70 % غير يمنيين، وعلى من يشكك في ذلك من إخواننا أن يذهب إلى ثلاجات الموتى في المستشفيات الذين لم تقبل جثثهم بلدانهم وهم من البرازيل وهولندا وأستراليا وفرنسا ومن شتى دول العالم. وتطرق الأخ الرئيس إلى أن خسائر اليمن جراء الأعمال الإرهابية كبيرة وكبيرة جداً، فقد دمر الاستثمار والسياحة والتجارة والاقتصاد وأحبط مسيرة المستقبل بطريقة كبيرة، والمطلوب من علمائنا ومشائخنا أن يقفوا إلى جانب القوات المسلحة والأمن من أجل التعريف بهذه الظاهرة الإرهابية وبيان تأثيراتها المدمرة. واعتبر أنه لا بد من أن يكون الجميع واعياً ومغلباً مصلحة الوطن. مستغرباً من أن بعض الصحفيين ينتقدون حتى التعزية لأسر الشهداء الذين يسقطون في درب النضال ضد الإرهاب.. وتساءل: لماذا تستكثرون تعزية من رئيس الجمهورية لأسرة الشهيد المغدور بأيادي الإرهاب الكافرة بالحياة والتي لا تميز بين الحق والباطل والحلال والحرام. وقال الأخ الرئيس: نحن نعيش في ظرف صعب، وفي هذا الظرف الصعب يجب أن تتكاتف القوى السياسية جميعها ومنظمات المجتمع المدني وعلماؤنا في المساجد لبيان ما نمر فيه. وأوضح «هناك من يريد أن يأتي بالمزيد من العناصر الإرهابية الى اليمن.. وقال: لماذا يكرهون اليمن إلى حد محاولة تصدير الإرهابيين الى اليمن. مؤكداً إننا لم نعد نستطيع أن نتحمل لا من قريب ولا من بعيد ولسنا ناقصين مشاكل، فليدنا الفقر والبطالة والجهل بكل صوره، ولا نريد أن يفرض أحد علينا ماذا نفعل. وذكر الأخ الرئيس أن 34 شركة نفطية وغازية تركت العمل في ميدان الإنتاج وتوقفت عن العمل بسبب الأعمال الإرهابية، مشدداً على أهمية جعل المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الانانية والضيقة، وعلينا أن نطرد الخوف من أنفسنا وعلى الجميع اليقظة والحذر ولا بد من أن نحمي مددنا وفي مقدمتها العاصمة، حيث أن بلد لا تحميه لا تستحقه. وطالب الأخ الرئيس من وزارة الداخلية العمل على استراتيجية أمنية مدروسة ومواكبة لتسابق الجريمة والمجرمين والتعاون الكامل. ووجه الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في هذا الصدد بتطوير غرف العمليات على مستوى الوزارة والمحافظات وتطوير الاتصالات على أحدث التقنيات وتطوير غرف العمليات في المحافظات بشكل كبير والعمل بكل الجهد على الإسراع بهيكلة الوزارة والابتعاد عن عادات الماضي بكل صورها من الرشوة والمحسوبية. وقال: لا يجوز أن تطلب الفلوس مقابل تحريك الطقم أو الحملة العسكرية وتقيد القانون والنظام وكفاية خمسين عاماً.. معتبراً أن ذلك عيب في حق الشرطة وفي حق حملة الماجستير والدكتوراه. وأكد الأخ الرئيس أن الكلام مؤلم، ولكن لا بد منه.. متمنياً للجميع التوفيق والسداد في أعمالهم الوطنية والخيرة. وكان الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية قد زار معرض البحوث العلمية واطلع على الأبحاث والأطروحات العلمية في مختلف المساقات مشيداً بالمستوى العلمي الذي وصلت إليه الأكاديمية والذي يؤكد على الاهتمام الذي توليه قيادة الوزارة والأكاديمية بأهمية البحث العلمي ودوره في تأهيل الكوادر في مختلف المستويات. هذا وقد دوّن الأخ الرئيس كلمة في سجل الزيارات معبراً فيها عن سعادته بحضور تخرج الدفعة الخامسة والعشرين والدفعة الأولى نظام ماجستير في الحقوق وعلوم الشرطة والتي تمثل نقلة نوعية في إطار العمل الأكاديمي الأمني. وأشار إلى أهمية أن يقوم حملة الأبحاث العلمية القيمة والمفيدة بتطبيق المعارف والعلوم على صعيد الواقع العلمي لخدمة ومصلحة الوطن. من جانبه هنأ وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب في كلمته الخريجين على هذا الإنجاز العلمي الذي تحقق لهم بعد أيام من الدراسة والبحث والمثابرة ، وهو ما يعلق عليه آمالاً عريضةً وطموحاتٍ كبيرة في تجسيد دراساتهم وأبحاثهم واقعاً عملياً يسهم في تحسين أداء وكفاءة العاملين في مجال الشرطة. وأشار وزير الداخلية إلى التحديات الأمنية التي تواجه الوطن اليوم.. لافتاً إلى أن التعقيدات والإشكالات المتصلة بهذا الجانب لا يمكن معالجتها والتصدي لها إلا من خلال كادر شرطي مؤهل على أعلى المستويات. وقال الوزير الترب: «إن الجريمة تتطور من حولنا بوتائر سريعة، مستخدمة ما أفرزته ثورة الاتصالات الهائلة، والتكنولوجيا الرقمية ومنجزات العلوم الأخرى». وأضاف :« إنه لشرف كبير أن يجري احتفالنا بتخريج هذه الدفعة برعاية كريمة من فخامة المشير الركن عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو الأمر الذي يكسب هذه المناسبة أهمية استثنائية كبيرة، وذلك ليس بغريب على فخامته، فقد كان معنا وإلى جوارنا منذ أن اختاره الشعب كرئيس توافقي لليمن في العام 2012م». وأوضح أنه لولا دعم رئيس الجمهورية الدائم والمستمر ما كان لوزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها أن تستعيد عافيتها في زمن قياسي، وأن تتجاوز حالة الانقسام التي عاشتها في الفترة الماضية لتقف اليوم شامخة على قدميها لتمضي قدماً تحت قيادته الحكيمة صوب المستقبل المشرق، واليمن الجديد . وقال وزير الداخلية:« إن الاهتمام برجل الشرطة يجب أن يشكل مضمون عملية التأهيل والتدريب في وزارة الداخلية، لأن رجل الشرطة هو صانع النجاحات الأمنية، وهو وحده القادر على إحداث التفوق في أي عمل أمني». مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية بدأت بخطوات جادة ومسؤولة لاستعادة الانضباط، والتخلص من أمراض الحزبية والمناطقية، ومكافحة الفساد، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، إلى جانب اعتماد أسلوب المفاضلة في اختيار القيادات الأمنية في مختلف المناصب القيادية وهي خطوات تهدف إلى تجاوز أخطاء الماضي، وبناء مؤسسة شرطية قائمة على أساس المهنية والاحترافية. وأكد أن الأجهزة الأمنية حققت انتصارات رائعة على الإرهاب والإرهابيين، حيث استطاعت في الآونة الأخيرة أن توجه للعناصر الإرهابية ضربات قاسية وموجعة في شتى أرجاء الوطن، كما ألقت القبض على عدد من تلك العناصر، وهو ما يؤكد بوضوح أن الحرب على الإرهاب لن تتوقف إلا بالقضاء على هذا الشر واستئصال شأفته، حتى لا يكون له موطئ قدم في وطن الإيمان والحكمة. واستطرد قائلاً: «إن بلادنا تتطلع نحو المستقبل بروح الأمل والتفاؤل وهي تقف على أعتاب مرحلة للوصول إلى بر الأمان عبر تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وإن كان يعترض ذلك مخاطر وتحديات جسام تتمثل في مشاريع القوة والسلاح وثقافة الكراهية والعنف والدعوات الظلامية ومعها الجرائم التخريبية التي تستهدف إمكانات الشعب وثرواته، مضافاً إليها جرائم تهريب السلاح والمخدرات، والمبيدات والسموم القاتلة وهي مخاطر حقيقة تهدد نجاح العملية السياسية والانتقال السلمي للسلطة، وتستوجب من وزارة الداخلية الاصطفاف إلى جوار طموحات الشعب وتطلعاته، من خلال تعزيز أجواء الوفاق الوطني، وتعزيز هيبة الدولة وسيادة القانون وتطبيقه على الجميع وبدون استثناء، والتصدي لمظاهر الإخلالات الأمنية المختلفة، والأعمال الإرهابية والتخريبية وكذا مشاريع السلاح التي تحاول العودة بالبلاد إلى ماضي الاقتتال والعنف. كما تفرض علينا هذه المخاطر والتحديات البقاء في حاله يقظة أمنية عالية، والعمل ليل نهار، وعلى مدار الساعة لصون مكتسبات الوطن، وتهيئة المناخات الآمنة لبناء المستقبل المزدهر واليمن الحديث». وفي نهاية الحفل الذي حضره عدد من مسؤولي وزارة الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية تم منح الخريجين الشهادات التقديرية.