دريسدن - المانيا كم أنا؟! لم أعُدّني قَط يا سيدتي لكنني كثيرون.. إنما فلتعلمي بأنهم ليسوا إلا بكِ رجلاً كاملاً..! *** .. ولتعلمي بأنني دون ضلعي الذي أُخذ مني لستُ ذا فائدةْ..! وأن الضلوع التي بقيت بعدكِ عن حاجتي زائدةْ..! *** .. ولتعلمي بأن النساءَ اللاتي لامسنَ أرضي - قبلكِ - لم يكُنَّ سوى كالسماءِ التي تنحني في الأفُق كيما تلامس الأرض وتمنحها قُبلةً كاذبة..! *** .. ولتعلمي إذا ما اشرَأبَّتْ رقابُ النجوم وسَلَّطَ الضوءُ عينيهِ نحوي في ليلةٍ مظلمة فإني سألبسُ عينِيّ التي لا ترى غيركِ وإنْ كنتِ في ظلمةٍ معتمة..! .. ولتعلمي بأني ذرعتُ مراراً رصيفَ العُمُرْ لعَلَّني في مرةٍ أهتدي لكنني ما اهتديتْ لولا النبيّ الذي مَرّ بي - في غفلةٍ من الكُفرْ - هداني إليكِ.. وصلى عليكِ إلى جانبي - قضاءً وحاضراً، وجمعاً وقصراً جميعَ الفروضِ وكلَّ السُّنن.. بعدَ أنْ ضربَ صخرَ قلبي بكِ وما إنْ حتى انبجسَ الحُبُ منهُ ألف عينٍ وعينْ.. قد علمتُ - إذَنْ - مشربي..! .. ولتعلمي بأنِّي وأنِّي.. - كما يحشدُ الضوءُ نفسَه منذُ الصباحِ نحو الغروبْ - أحشدُ نفسي إلى حيثِ حُبكْ.. ولكنني ما كنتُ أدري بأنِّني - في كلِّ مرّة - أغربُ في غيرِ قلبِكْ..! *** .. ولتعلمي إذا ما - بيومٍ - وجهتُ وجهي إلى قِبلةٍ غيركِ فبوصلتي حينها ليس قلبي - لأنه دوماً يشيرُ إليكِ - لكنه الحبُّ فيهِ يبحثُ عنكِ والحبُّ أعمى، سيدتي..! هل تفهمين؟! .. ولتعلمي بأن الطريقَ الذي يقودُ إليكِ دوماً يفِرُّ من تحت قلبي و لكنَّهُ - في كلِّ مرة أرمي عليهِ بحُبي - يعودُ سريعاً إلي لكنَّهُ اليوم خَرَّ صريعاً بذنْبي.. - وأيضاً - بذنْبكْ..! فلتعلمي..!