المراكز الصيفية تقليد سنوي وفعالية يغيب عن بعضها التخطيط والإعداد والإشراف، وفي الوقت الذي يقول عدد من أولياء الأمور إنها أكذوبة على الصغار ليجني ثمارها الكبار، يدافع القائمون عليها عنها بوصفها حاضناً مهماً لأبنائنا الطلاب من براثن الغلو والتطرف التي تتلقف ضحاياها بسهولة ويسر، التحقيق التالي يسلط الضوء على هذه المراكز.. كاشفاً عن سلبياتها وإيجابياتها.. إليكم الحصيلة: حاضن أساسي المراكز الصيفية تحضى باهتمام كبير وتعد لها ورش عمل حقيقية حد قول عبد الناصر الصوفي مدير مكتب الشباب والرياضة في المحويت، مؤكدا ان هناك 20 مركزاً صيفياً متنوعاً يغطي كافة مديريات المحافظة التسع، وتأتي هذه المخيمات لتلبي حاجة الشباب حتى لا يكونوا عرضة للتطرف والغلو، لأن هذه المراكز تعتبر حاضناً أساسياً لينشأ الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وهذه المراكز لها برامج تنفيذية ويراعى فيها الوقت والزمن ومعرفة مخرجاتها وتحديد مستوياتها، وتصادف هذه الفعالية مع قدوم رمضان وهنا يتنوع النشاط من رياضي وديني ونقوم بالإشراف ونشكل لجاناً مختصة بذلك. ورداً على سؤال حول ان هناك الكثير من أولياء الأمور والمدرسين والطلاب يقولون ان هذه المراكز وهمية وعديمة الفائدة ومعظمها فاشل، اجاب الصوفي بقوله ان هذا غير صحيح ودع من يشكك فيها ان يقوم بزيارتها وتقييمها على أرض الواقع حتى لا يكون الحكم مقدما قبل معرفة الحقائق، وأدعو أولياء الامور في النهاية ان ينتبهوا لأبنائهم، وان يبعدوهم عن أماكن الشر، يقصد المراكز الصيفية المشتبهة التي تهدم ولا تبني. مراكز واقعية علي الفضيل (مدير التحفيظ بمكتب الأوقاف في المحويت) تحدث بقوله: تتسم المراكز الصيفة التي يقيمها مكتب الاوقاف أنها فعاليات واقعية متنوعة وناجحة وذات فائدة يلمسها الجميع، وبمنهج معتمد بإشراف مائة عالم، حيث بلغت هذه المراكز على مستوى الجمهورية بحسب ما أعلنته وزارة الاوقاف والإرشاد حوالي ( 646) مركزاً عدد المدرسين فيها حوالي (2239) وعدد الطلاب (69368) أما في المحويت فلدينا 10 مراكز دائمة ونشرف عليها باستمرار واعتمادها من الوزارة بمعدل 10 آلاف لكل مدرس، لكن الدعم المالي لا يغطي كافة المراكز وربما لا يغطي حتى 3 مراكز على عكس المراكز التي يقيمها مكتب الشباب التي تخصص لها مبالغ كبيرة بمعدل 300ألف لكل مركز وهي مراكز فاشلة باعترافهم واغلبها وهمية وشكلية فقط. وعن طبيعة الاشراف على هذه المراكز أوضح الفضيل ان هناك تقصيراً كبيراً فيما يخص هذا الجانب، وقدرتنا هي الاشراف على المراكز التي نقيمها نحن، أما بقية المراكز فلا توجد لدينا قدرة على متابعة ما يدرس فيها، وهنا ألوم قيادة المحافظة على غياب هذا الدور، كما توجد مراكز تقيمها بعض الجهات ولا أحد يشرف عليها لا من قريب ولا من بعيد، الواجب على الدولة تبني هذه المراكز بالدعم والإشراف على ما يدرس فيها حتى لا تفاجئنا الايام بمخرجات هذه المراكز خاصة الدائمة. فقاعات صابونية طارق السعيد مراسل برنامج أحوال الرياضة في قناة السعيدة يرى ان وزارة الشاب والرياضة استطاعت ان تحول المراكز الصيفية الى مواسم للحصول على الأموال بل ان هذه المخيمات لم تعد بنفس الزخم الذي كانت عليه في الماضي حيث شهدت السنوات الاخيرة اختفاء الكثير من المراكز، واضاف طارق كنا نسمع ان الوزارة ستحول المخيمات الصيفية الى مراكز دائمة لكن ذلك لم يحدث وكانت التصريحات التي أدلى بها معنيون في الوزارة عبارة عن فقاعات صابونية لا اكثر، ولا استغرب ذلك من المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة التي تراجعت في أداء ادوارها بشكل كبير واوصلت اعمالهم بالطريقة التي تحلو لهم، وأصموا آذانهم وغضوا ابصارهم عن احتياجات الشباب الذي يعتبر عماد هذا الوطن. ربط الجيل بالمساجد الهدف العام من اقامة هذا المركز هو ربط الجيل الصاعد بالقرآن الكريم هذا ما أكده أ/محمد زياد مدير المركز الصيفي 24في الجامع الكبير بمديرية الرجم واشار أن هناك انشطة مصاحبة لربط الطلاب بالمسجد منها الرياضية والترفيهية والمعرفية، وهذا المركز يستقبل حوالي 500 طالب ومثله في فرع البنات، ولدينا اكثر من 30 مدرساً ومجموعة من المشرفين نعمل بنشاط من أجل الفائدة بعكس المراكز التي تتبع مكتب الشباب. وحول شكوك الناس من ان هذه المراكز يمكن ان تدس السم في العسل من خلال ان تلبس زورا جلباب الدين اوضح زياد هذا المركز يعد 24 ويشرف عليه المجلس المحلي والمحافظ يزورنا كل عام، الأمر الآخر ان لدينا لوائح مكشوفة للجميع والتعليم يكون في اكبر جوامع المديرية، والمستفيدون من كافة شرائح المجتمع، ويعلم اولياء الأمور انه لا هدف لنا غير ان يكسب الطالب المعرفة في دينه ودنياه، ثم ان المساجد ليست مكان تحقيق مآرب شخصية هذه بيوت الله نحافظ عليها، «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا» تتنازعه الأحزاب كان الهدف من هذه المراكز تنمية مهارة الشباب واستيعابهم خلال العطلة الصيفية وصقل مهارتهم هذا ما تحدث به أ/محمد أبو يحيى مدير مجمع اللواء التربوي في المحويت، مضيفاً أن هذه المراكز لا تؤدي الغرض أو لا تحقق الهدف من اقامتها، فهي مجرد ديكور ولوحة واعلان وصرف مال، وحفل مفبرك في الختام، لكن هل حضرت الفئة المستفيدة من الشباب، وعندما عرف الناس بهذه الحقيقة فقدوا الثقة بهذه المراكز، وضعف الاقبال عليها، زد على ذلك ان الملتحقين لا يجدون فيها ما يبحثون عنه من ترفيه أو معرفة وانما هروب من فراغ العطلة الى فراغ المركز الصيفي فلم تعد كما كانت، بل اصبحت أماكن تتنازع عليها الأحزاب وهذه كارثة، واقو ل لك ان خطط هذه المراكز على ورق فقط مسميات أو شمولية كاذبة تقرأ في الخطة دورات حاسوب واسعافات أولية ورسماً و.... كلها (كذب ) فلو ركزنا على سبيل المثال في القطاع النسائي على التطريز والحياكة لكفى، وفي مركز الشباب على الجانب الثقافي والرياضي لكن الحاصل مجرد مسميات، أما فكرة المراكز الدائمة فلا وجود لها. مراكز عبثية أم يوسف تؤكد ان هذه مراكز عبثية وغير مدروسة وبالتالي لا تحقق أي فائدة، اضافة الى ان فترتها قصيرة و معظم هذه المراكز اختفت في الواقع حتى لم نعد نسمع بها لكنها تظهر في صرف المال فمن الافضل ان تسخر هذه الأموال في عمل مشاريع صغيرة يستفيد منها الشباب، لا أن تذهب الى جيوب المعنيين عليها الذين يصرحون أنها مراكز تشتمل على كل معرفة وهي في الواقع وهمية. أما الاستاذ علي محمد اشار بقوله: ان هذه المراكز ليس لها رقيب فكل حزب يقوم بعمل مركز بما يخدم توجهة واهدافه وتحت شعارات دينية وهذه هي المصيبة بل خطر ينخر في فكر الجيل الصاعد، وكل هذا سببه غياب دور مكتب الشباب في المحافظة وعجزه عن القيام بدور حقيقي لتحصين الشباب من الأفكار المستوردة. آخر الكلام رسالة الى المعنيين: كفاكم عبثا بأموال الشباب واتقوا الله وكونوا عند مستوى الأمانة التي اسندت اليكم ولا تغمضوا أعينكم، و تصموا آذانكم، ولا تستجيبوا إلى أمانيكم.