اليوم نستطيع الوقوف أمام قصيدة الشاعر مطيع العوني وأداء الفنان محمد عبده للأغنية، فقد طالعتنا مؤخراً بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بأن رجلاً سعودياً اسمه الغماس رصد مكافأة مالية قدرها 10عشرة آلاف سعودي لمن وصفه بالمنشد اليمني الصغير” فقد أعلن رئيس مجلس إدارة قنوات “المجد” الفضائية وقناة “الهدى” الإنجليزية و”نور” الفارسية الدكتور حمد الغماس، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن رصد مكافأة مالية مقدارها 10 آلاف ريال أو دفع تكاليف عمرة لمنشد يمني صغير ولوالديه. وكان موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” قد بث مقطعاً لأنشودة دينية من الموشح الديني باللهجة التعزية، لطفل يمني حصد أكثر من 133,321 مشاهدة وتقول مطلع كلماتها: سُعيده من عرف ربي سُعيده مسك حبل الغنى والعز بيده وبات الخير كل الخير عنده يهنيه يُسعده ربي ويزيده وهي قصيدة عكست روعة كلمات الموشح الديني باللهجة التعزية التي أصبحت اليوم غاية في الإبداع. القصيدة من كلمات الشاعر صفوان المشولي، الذي قال عنه الشاعر محمد نعمان الحكيمي بأنه مشروع شاعر غنائي كبير، فهو الذي حين بدأ يستفيق الوجدان فيه ويستيقظ الشجن في كيانه وجد نفسه شاعراً، يستهويه مذاق الشعر الذي يداعب القلب ويحرك الوجدان،. ففاض عميقاً في تراتيله وأشجانه، فكانت القصيدة الغنائية، لعذوبة ألحانها ورقة كلماتها الشجية، بعد أن اكتشف أنها الأقرب إلى القلب والأسرع في الوصول إلى العاطفة، رغم أنها استعصت بسهولتها على الكثيرين وتمردت برقتها على البعض. إنه الشاعر الغنائي صفوان المشولي، والذي تصطحبه أمنياته دائماً ليعيش كل لحظة تحاول أن تعيش فيه، كما يصفه البعض . القصيدة غناها طفل من الريف اليمني بالمصادفة طلب أحدهم وعبر تلفونه الجوال أن يلتقط له بصوته الشجي إنشاده لهذه القصيدة التي قد أنشدت من قبل أحد المنشدين ، لكنه وببساطته ، وعلى قارعة احد الأحوال الزراعية. ومن أمام الزرب قام بإنشادها بصوته الجميل الذي أبرزها بوجه جميل على غير من غناها سابقاً، لقد عانق صوته روعة الكلمة التي نظمها الشاعر التعزي وقال في مطلع قصيدته بلهجته البسيطة. سُعيده من عرف ربي سُعيده مسك حبل الغنى والعز بيده وبات الخير كل الخير عنده يُهنيه يُسعده ربي ويزيده تعيش مرتاح لو أسلمت قلبك ولو وجهت وجدانك لربك وعادك كيف لو ربي احبك وهو دائم معك وافي بوعده في المقطع السابق يشدنا الشاعر ببساطة إلى تلك السعادة التي يرى أنها سعادة لا تضاهيها سعادة يا لها من سعادة لا يتذوق طعمها إلا من عرف ربه واقترب منه وتوكل, لذة وسعادة وصفها الزاهد إبراهيم بن أدهم, عليه رحمة الله, قائلاً:” والله إنا لفي نعيم وفي سعادة وفي لذة لو علم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف”. ثم إن في الدنيا جنة من لم يدخلها في الدنيا لم يدخل جنة الآخرة, تحدث عنها الشاعر قائلاً: رضي قلبك بحسن الظن بالله فما لك ما تخليها على الله عباقي واحبيب أحسن من الله بحفظه لك و إكرامه وجوده ثم ها هو يعلمنا التوكل قائلاً: على من أنت قد أمسيت راكن وقد أصبحت مستوثق وآمن على الرحمن يا أخي أو على من أكيد يا أخي على الرحمن وحده وبعد ذلك بدأ يحدثنا عن حبه وشوقه واحتياجه وعلاقته بربه, قائلاً: أنا محتاج لك من وسط قلبي أنا ما اقدرش أقول ما اقدرش أخبي واقوم وارقد وأعيش إلا بربي نعيم ما قدّرك تحصيه وتعده إذا المسكين بس وجه شعوره لربي با يدبر له أموره وبا يمشي بحفظ الله ونوره شعينه شحمله ربي وشقوده أنا يا رب مستأنس بأنسك وبك يا رب شتقوي وشمسك فدا لك مهجتي و أنا حميسك كريم واسيدي وأنا عُبيده قريب ما أقربك يا رب مني وأقول يا رب وألقاك عند ظني أنا احبك وشنشد لك واغني وعبدك ما معه سوى نشيده على رأسك هموم الكون وإلا على الله الكريم جاوبنا بالله تهم تشكي وربك ربك الله فعاده ما عرفت الله عاده وقبل أن يختم قدم لنا نصيحة لا تقدر بثمن, قائلاً لكل من تعلق قلبه بغير الله تعالى: لعب بي الحب يا قلبي لعبي وشيب بي تعال شاوصف واقلبي إذا تشتي تحب فحب ربي وبعدا شاتشوف محلا بروده ثم اختتم قصيدته بالحديث عن حسن الظن بربه, قائلاً: أنا عبدك ومافيش عبد يحنب وقال يا رب واسترجاك بالباب ترده يقول يا رب يا رب وأنت اللي دعاك وايحين ترده وفي الختام أقول: إن القصيدة بما احتوته من جمال المعاني والمفردات البسيطة والمتواضعة، إضافة إلى الصوت الذي غناها وأطرب من استمع إليها ما هما إلا جناحا طائر لا يستطيع احدهما الاستغناء عن الآخر، وهذا فليكن الفن.