وأوضح مدير عام التسويق والتجارة بوزارة الزراعة المهندس فاروق محمد قاسم لوكالة الأنباء اليمنية«سبأ» أن الأسواق الخارجية خاصة في بعض الدول العربية تستقبل كميات كبيرة من ثمار الرمان اليمني ذات الأصناف الجيدة.. مبيناً أن كميات كبيرة من هذه الثمار توجه إلى السوق المحلي تلبية للطلب المتزايد عليها. وأشار الى أن زراعة وإنتاجية الرمان وكذا عمليات التسويق للثمار وتصديرها بحاجة الى مزيد من الدعم والاهتمام من خلال تطوير أنشطة الخدمات الزراعية المختلفة من الإرشاد الزراعي وحملات مكافحة الآفات والتسويق والتصدير وتنمية الإنتاجية وغيرها وبما يشجّع المزارعين نحو التوسع في رقعة زراعة المحاصيل المختلفة الهامة للأمن الغذائي. وبحسب بيانات الإحصاء الزراعي فإن إنتاجية اليمن من محصول الرمان خلال العام الماضي وصل الى 27 ألفاً و549 طناً مقارنة ب 27 ألفاً و179 طناً في العام 2011م فيما بلغت المساحة المزروعة بالمحصول ألفين و907 هكتارات مقارنة ب ألفين و827 هكتاراً خلال نفس الفترة. وأشارت البيانات الى أن محافظة صعدة تتصدر دائماً قائمة المحافظات من حيث زراعة وإنتاجية محصول الرمان حيث تشتهر صعدة بزراعة أجود أنواع الرمان ويوجه الجزء الأكبر من إنتاجها من هذه الثمار إلى التصدير الخارجي لعدد من أسواق الدول العربية. ووصلت إنتاجية محافظة صعدة من الرمان في العام الماضي إلى 17 ألفاً و974 طناً فيما بلغت مساحة الرقعة المزروعة بأشجار الرمان في المحافظة نحو ألف و853 هكتاراً في نفس العام. وتستقبل أسواق الفواكه والخضروات بأمانة العاصمة كميات كبيرة من ثمار الرمان من محافظات مختلفة إلا أن الأصناف الجيدة من هذه الثمار يتم جلبها من محافظة صعدة، ويتراوح سعر الكيلو جرام الواحد من هذه الثمار ما بين 200 - 300 ريال في السوق المحلي، فيما يصل سعر الكليو جرام الواحد من الأصناف الجيدة من ثمار الرمان ألى 500 ريال. ورغم الكميات الكبيرة من ثمار الرمان المتواجدة في الأسواق حالياً إلا أن عملية تسويقها تواجه عدداً من المعوقات فيما يتعلق بالخزن والتبريد والتقنيات الفنية الحديثة في عملية التعبئة والتغليف إضافة إلى حاجة المحصول للاهتمام والرعاية من حيث تفعيل دور الإرشاد الزراعي فيما يتعلق بتوعية المزارعين بمخاطر وأضرار الإفراط في استخدام مبيدات الآفات النباتية على الزراعة والتربة والحياة البيئية والصحية. وكانت الجمعية اليمنية لحماية المستهلك قد أشارت إلى أنها تلقت صورة من تعميم صادر عن جهات مختصة في إحدى الدول الشقيقة بعدم السماح بدخول الرمان اليمني إلى أسواقها ما لم يكن مطابق للاشتراطات الصحية وخاصة نسبة الأثر المتبقي للمبيدات والسموم والمواد الكيميائية. واعتبرت الجمعية أن هذا الإجراء سيؤثر سلبياً على مستوى دخل المزارعين وعلى صادرات اليمن الزراعية بشكل عام، ونظراً لأهمية الموضوع ولخطورته على المنتجات الزراعية اليمنية وعلى المستهلك اليمني من تناوله لكميات من السموم في بعض المنتجات الزراعية التي تسوق محلياً، وقد دعت الجمعية الجهات المختصة ومنها وزارة الزراعة والري إلى تفعيل وتكثيف حملات الرقابة الميدانية وحملات قياس الأثر المتبقي للمبيدات والأسمدة واللقاحات وغيرها بما يعزز من قدرة المنتجات الزراعية اليمنية للمنافسة والتصدير إلى الخارج. وفي هذا الجانب أفاد مدير عام وقاية النباتات بوزارة الزراعة والري المهندس عبد الغني الشرجبي أن الوزارة ممثلة بالإدارة العامة لوقاية النباتات نفذت خلال يوليو الماضي حملة لقياس الأثر المتبقي للمبيدات على محاصيل الفواكه والرمان في عدد من أسواق محافظة صعدة، حيث استهدفت الحملة قياس وتحديد نسبة الأثر الباقي للمبيد على ثمار الفواكه والرمان للتأكد من سلامتها للاستخدام. وأوضح الشرجبي أن حملة قياس الأثر المتبقي للمبيد تعد إحدى الطرق الحديثة التي تتبعها الوزارة في الرقابة على عملية الاستخدام الآمن للمبيد في الزراعة والذي يستخدمه المزارعون لغرض التخلص من الآفات النباتية التي تشكّل عائقاً أمام الإنتاج الزراعي. وبيّن أن الحملة ركزت على معرفة مدى التزام المزارعين بفترة الأمان المحددة في عبوة المبيد لافتاً إلى أن استخدام المبيدات أصبح ضرورة ملحة لمكافحة الآفات النباتية المختلفة وأن بعض المزارعين ممن يستخدمون المبيد بطريقة عشوائية لا يلتزمون بفترة الأمان بعد الرش حيث يستعجلون جني المحصول بغية تحقيق أرباح وعائدات مادية دون مراعاة المخاطر والأضرار الصحية والبيئية التي تسببها تلك المبيدات. وذكر أن الحملة تضمنت جوانب توعية إرشادية للمزارعين تتعلّق بالاستخدام الآمن للمبيدات في مكافحة الآفات والطرق السليمة في عمليات المكافحة إضافة إلى التوعية بأهمية الالتزام بفترة الأمان اللازمة بعد رش المبيد على الثمار أو الأشجار مؤكداً أن خطة الوزارة في هذا الجانب تتضمن تنفيذ عدد من حملات قياس الأثر المتبقي للمبيدات على محاصيل الفواكه والخضروات في مختلف الأسواق في المحافظات. وتعتبر ثمار الرمان من أقدم أنواع الفاكهة التي تُزرع في اليمن وتنتشر زراعتها في محافظات (صعدة وعمران وذمار) وعادة يبدأ موسم زراعة المحصول في اليمن في يونيو وينتهي في نوفمبر. ويعد الصنف الطائفي من أهم أصناف الرمان وثماره كبيرة ولون قشرته أخضر مصفر وأخضر محمر والبذور مندمجة مع بعضها، والرمان من الفواكه المحبّبة لدى كثير من المستهلكين وثماره ذات قيمة غذائية، فضلاً عن كونه أحد المحاصيل الهامة من الناحية الاقتصادية والتسويقية. وتحتوي ثمار الرمان على سعرات حرارية عالية وهي غنية بالماء، حيث تزيد نسبة الماء في الثمار على 80 بالمائة كما تحتوي على الألياف بنسبة بسيطة لا تتجاوز 3 بالمائة وكذلك السكر 10 بالمائة والدهون والفوسفور والحديد والكربوهيدرات والبوتاسيوم والحامض. وكانت دراسات حديثة أكدت فاعلية ثمار الرمان وإمكانية استخدامها في علاجات متعددة فهي تقوّي عضلة القلب، وتستخدم في علاج الوهن العصبي والتهاب الغشاء المخاطي، كما يعمل عصير الرمان الحامض على الوقاية من مرض (النقرس) نتيجة لارتفاع نسبة الأحماض العضوية فيه.