بين هموم الاحتياجات، وتطلعات النجاح يعيش معهد الخيامي التقني الزراعي بمحافظة، تعز فمنذ عدة سنوات والمعهد يتصدر أوائل الجمهورية في تخصص الوقاية الزراعية، في حين باتت الفتيات الريفيات ينافسن الذكور في الإقبال على تخصصات كانت في السابق حكراً على الذكور. وسط كثافة سكانية عالية يتوسط معهد الخيامي الواقع بمديرية المعافر “6” مديريات ذات كثافة سكانية عالية في محافظة تعز، وقد بلغت نسبة الطلاب والطالبات المتقدمين للمعهد خلال العام الدراسي الحالي “450” طالباً وطالبة بما فيهم طلاب وافدين من المحافظات المجاورة، لكن الطاقة الاستيعابية للمعهد لا تتجاوز “300” طالب. في المراتب الأولى تم إنشاء معهد الخيامي في العام “2002”، وهو منذ ذلك الوقت قد قام بتخريج عشر دفعات وجدت مكانها سريعاً في واقع الحياة العملية. ويضم المعهد بين جنباته ستة أقسام مهنية وفنية هي مساحة الطرقات برمجيات قسم أبنية وإنشاء هندسة معمارية وقاية مزروعات. كما يحتوي المعهد على سكن داخلي للطلاب مع مطعم وتغذية داخلية مخصصة لمائة طالب من القادمين من المناطق البعيدة والمحافظات المجاورة. ويحصد خريجو قسم وقاية المزروعات من معهد الخيامي المراتب الأولى على مستوى الجمهورية. مبادرات فذة لفتيات الريف ما يلفت النظر في معهد الخيامي ارتفاع نسبة الإناث القادمات من مناطق ريفية من أجل الالتحاق بالمعهد، فقد القت الفتاة الريفية بمخاوفها وأقدمت على اقتحام سوق العمل عبر أسس علمية دون أن تنتظر أن يتكرم عليها أحد بالمساوة. وداعاً لزمن احتكار الذكور حيث تتقدم أعداد كبيرة من الفتيات للدراسة في المعهد بتخصصات كانت في السابق حكراً على الذكور مثل تخصص المساحة والأبنية والهندسة المعمارية، فهل تجد مبادرة فتيات الريف من يأخذ بها ويدعمها سؤال نضعه أمام المؤسسات الرسمية المعنية ومنظمات المجتمع المدني التي تدعي دعم قضايا المرأة. أقسام بحاجة إلى تجهيزات رغم أن كثيراً من خريجي المعهد قد انخرطوا في سوق العمل على المستوى المحلي والخليجي، إلا أن المعهد اضطر إلى إغلاق قسمين مهمين من أقسامه هما قسم الكهرباء وقسم ميكانيكا السيارات، بعد أن تم إنشاء المباني الخاصة بهذين القسمين منذ خمسة أعوام وقد تم تشغيلهما لمدة عامين، لكن عجز التجهيزات في القسمين أدى إلى إغلاقهما منذ ثلاثة أعوام بحسب عميد المعهد، وكان المعهد قد حصل على وعود بتجهيز القسمين من قبل صندوق أبو ظبي للتنمية لكن الموضوع لا يزال محل متابعة من قبل وحدة تنفيذ المشاريع الممولة خارجياً في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني. احتياجات ملحة يقول عميد معهد الخيامي المهندس عبدالحميد السروري إن المعهد يحتاج معلمي حاسوب إلى جانب بناء قاعات دراسية كما يحتاج المعهد إلى أثاث تعليمي ومكتبي. ويعاني المعهد من عجز في الكادر التعليمي من حملة البكالوريوس في تخصصات الهندسة المدنية. إضافة إلى الاحتياج إلى دورات تدريبية لكادر المعهد من مدربين وإداريين. وعود الوزارة الشهر الماضي كان وزير التعليم الفني والتدريب المهني في زيارة لمديرية المعافر تفقد خلالها مشاكل كلية المجتمع في الخيامي وقد التقت إدارة المعهد بالوزير وقدمت له شرحاً حول وضع المعهد واحتياجاته، وقد وعد الوزير بتوفير كافة الاحتياجات التي يتطلبها المعهد من أجل الاضطلاع بالدور الريادي المنوط به. من أجل المزيد من النجاح توفير احتياجات معهد الخيامي ستدفعه لتحقيق المزيد من النجاحات، وبما يؤدي إلى سد الفجوة بين مخرجات التعليم الفني واحتياجات السوق وهي مسألة طالما كانت مثار جدل بين أرباب العمل ومؤسسات التدريب الفني والمهني، كما ستؤدي عملية توفير متطلبات المعهد إلى تعزيز مسيرة التعليم المهني والفني بشكل عام.