تلاوةٌ من رئةِ تلميذ خذلتي شكِّي يا ايمان كُنتُ ظننتني أمام مجموعة سهلة سأتنفس عطرها بيُسر وسأمضي ؟! لا أجيدُ الكذب ! لهذا أقول لك هذا : في أول سبع صفحات تهت مني ربما أثملني عطر مطرك وتاهت دروب الكلمات فبحثت عن أسلوب جديد للقراءة حاولت تنفس حروفك مُرتدياً عمايّ ... فاستنشقني «الوله المسافر» ليزفرني في محطة الأمل ذاتها أبحثُ عني في قطار العائدين من مقتبل الفقد وليتني وجدتُ نصف ظلي لأصحو حاولتُ أن لا أكمل القراءة لكن رائحة الزنبق والأقحوان التي فاحت من فنجانك أشعلت شغفي لقضم ما تبقى من “تفاح” جنونك فواريتُ جثمان مللي في أرصفة ذاكرتك المزهرة وأكملت تنفسي بين قطرات مطر العطر الذي صنعَ مُحيطاً من الدهشة في رأسي..!! تمشيتُ وحروفك معاً على ضفاف أنهار الذكرى وعزفت وروحك سيمفونيات الانتظار على طرق الأخيلة صادفت وجهي على حيطان وجع الغياب مُبتسماً على غير العادة ك« أجمل حلمٍ رآه نائما» وأشغلتِ ثورة مشاعري بعد غياب في وطنٍ أدمن خيانة شعور حروفي الصادقة كصُبح وغنيت “الحاء” الذي أوجع بائي بنصل غدر أنثى استثنائية لا تُجيد إلا التهام قطعة حلوى حلم بها طفل حلم الجائع وتركته يموتُ جوعاً وذهولا.. لم أجد مشهداً أجمل من رقص الفراشة على أغصان شجرة نسيان شح نسيانها.. أدري أن بعثرة أحرف القلب هذيانٌ لن يكشف زيف اشتعالي كعود ثقاب احترق في زحمة الخيبات دون أن يُشعل شمعةً ليرى الطريق إلى «ماوية». لكن مازال بوسعي العزفُ على قيثارة السُحب الراقصة وراء قوس قزحك ذي الألوان التسعة. أعلم أنك قلتي ثمانية ألوان، لكن نسيتي أنك اللون التاسع يا صديقتي.. أدهشني عطرُ مطرك ايمان.. وبوسعي أن أقول لأطفالي ذات يومٍ وهم يرقصون تحت المطر: لقد تنفستُ «عطر المطر»..!!.