عاد التوتر إلى شبه الجزيزة الكورية مرة أخرى بعد أن اطلقت كوريا الشمالية صاروخين قصيري المدى في البحر تزامنا مع بدء التمارين العسكرية السنوية التي تجريها القوات الأمريكية والكورية الجنوبية ومتوعدة بتوجيه “ضربات لا رحمة فيها” ضد اميركا وجارتها الجنوبية. وقال مسؤولون عسكريون كوريون جنوبيون إن الصاروخين ومداهما 490 كيلومترا أطلقا من بلدة نامبو الواقعة غربي كوريا الشمالية وإنهما سقطا في البحر إلى الشرق من شبه الجزيرة الكورية. يذكر أن التمارين العسكرية التي يجريها الأمريكيون سنويا مع القوات الكورية الجنوبية تغضب بيونغيانغ التي تعبر عن هذا الغضب باختبار صواريخ واطلاق التصريحات النارية. وتصف واشنطن وسول التمارين بأنها “ذات طبيعة دفاعية”، ولكن كوريا الشمالية تراها بمثابة استعداد لغزو أراضيها. وقالت هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الكورية الجنوبية في بيان اصدرته أمس الاثنين إن الصاروخين كانا إما من طراز سكود سي أو سكود دي. وجاء في البيان أن الجيش الكوري الجنوبي سيظل “متأهبا لأي عمليات اطلاق اخرى.” وقالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب” إن وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية نقلت عن متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي قوله إن “الوضع في شبه الجزيرة الكورية هو اليوم مجددا قاب قوسين أو أدنى من اندلاع حرب”. وأضاف أن “الوسيلة الوحيدة لمواجهة العدوان الذي يشنه الأميركيون وحلفاؤهم ليست الحوار ولا السلام. علينا أن نواجهه فقط بضربات لا رحمة فيها”. وكانت كوريا الشمالية قد أدانت التمارين العسكرية في وقت سابق من يوم امس الإثنين، وقالت إنها تمثل “تجاوزا سافرا” على سيادتها.. وأكد المتحدث الكوري الشمالي أن هذه المناورات هي “تدريبات خطيرة على حرب نووية لاجتياح” كوريا الشمالية، واصفا إياها ب”هستيريا حربية لا تغتفر من جانب قوى معادية . وأضاف : إن “قواتنا المسلحة الثورية لن تقف أبدا مكتوفة الأيدي أمام هذا الوضع الخطير”، متوعدا بالرد على أي عمل عسكري سواء أكان تقليديا أم نوويا أم معلوماتيا.. وتوعد بأنه “إذا أصابت طلقة واحدة فقط مكانا خاضعا لسيادة بلاده، أيا يكن، فسترد في الميدان”. وجاء في تصريح نقلته وكالة KCNA الكورية الشمالية الرسمية للأنباء أن “أي عدوان يجب أن يواجه بضربات لا ترحم.” وهددت كوريا الشمالية قبل إطلاق الصاروخين جارتها الجنوبية بأنها لن تبقى صامتة تجاه بدء التدريبات العسكرية بين سيئول وواشنطن وأكدت أن المتورطين في التدريبات سوف يندمون بالتأكيد على ما يقومون به الآن. و بدأت قيادة القوات المشتركة بين كوريا وأمريكا التدريبات العسكرية “الحل الرئيسي” و”فرخ النسر” أمس وتستمر “تدريبات الحل الرئيسي” حتى يوم 13 من الشهر الجاري و”تدريبات فرخ النسر” حتى يوم 24 من الشهر المقبل. ويشارك في تدريبات الحل الرئيسي نحو 10 آلاف جندي كوري و8,600 جندي أمريكي من أجل تعزيز قدرة الدفاع عن النفس، وفي تدريبات فرخ النسر نحو 200 ألف جندي كوري و3,700 جندي أمريكي.. على الصعيد ذاته انتقدت الحكومة اليابانية أمس الاثنين كوريا الشمالية على اطلاقها صاروخين باليستيين جديدين في بحر الشرق. وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا في تصريح اعلامي نقلته هيئة الاذاعة اليابانية /NHK/، إن “اطلاق صواريخ باليستية يمثل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.. مضيفا أن الحكومة اليابانية ستقدم احتجاجا شديد اللهجة. وأكد كيشيدا أن “اليابان ستواصل حثها لكوريا الشمالية على تقديم تقرير فوري حول تحقيقاتها بهذا الصدد”. ومن ناحية أخرى، أكدت مصادر أن الحكومة اليابانية تواصل بذل جهودها من أجل استئناف المحادثات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي بالتعاون مع الولاياتالمتحدة والصين وكوريا الجنوبية وروسيا.