نظم إتحاد مجتمع مدني «أمم» أمس بصنعاء بمقر شبكة النساء المستقلات «فوز» لقاء ضم عدداً من المنظمات الدولية الإنسانية والمحلية والوطنية العاملة في المجال الحقوقي والإغاثي والإنساني . ناقش اللقاء الذي حضره أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمياء الإرياني بحسب وكالة (سبأ) عدداً من القضايا المتعلقة بتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لمتضرري الحرب في المناطق المتضررة من الحرب سواء القصف الجوي أو النزاعات والصراعات الداخلية . وفي اللقاء قدم ممثلو المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في اليمن عرضاً لطبيعية ونوعية الخدمات الإنسانية الإغاثية التي تقوم بها حالياً في المناطق المتضررة من خلال توفير الاحتياجات الأساسية للسكان في تلك المناطق . بدورها عبرت منظمات المجتمع المدني الإنسانية والحقوقية والتنموية والإغاثية المنطوية في اطار اتحاد مجتمع مدني «أمم» عن ضرورة خلق قنوات تواصل فعالة مع المنظمات الإنسانية الدولية للمساهمة في تقديم الخدمات الإنسانية في المناطق التي يعملون فيها لضمان إيصال تلك المساعدات للمحتاجين إليها وفقاً للأولويات مع أخذ الاعتبار احتياجات وأولويات الفئات الأشد ضعفاً ، النساء والأطفال وذوي الإعاقة وكبار السن وضحايا الحرب والنازحين . عقب ذلك قدمت رئيس شبكة النساء المستقلات «فوز» فاطمة مشهور مشروعاً إنسانياً أعدته باسم اتحاد مجتمع مدني أمم.. تضمن المشروع توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية في المناطق المتضررة من الحرب من الأغذية والأدوية والمياه والمأوى وغيرها لسكان المناطق المتضررة بناء على مسح الاحتياجات الذي نفذته جمعية الهلال لأحمر للبحث عن إمكانية تمويله كي تقوم المنظمات المنطوية في اطار اتحاد أمم المشاركة في تنفيذه . وقد أكدت قيادات المنظمات المحلية والوطنية المشاركة في اللقاء أهمية الشراكة الفعالة والسريعة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة للأسر اليمنية بسبب ما يتعرضون له من قصف وتدمير وحرق لمنازلهم من جراء القصف والصراعات المسلحة، وكذا ضرورة تكاتف جهود الجميع وتغليب مصلحة الوطن لتجاوز المخاطر التي تواجه اليمن والخروج به إلى بر الأمان. بدورهم أعرب ممثلو المنظمات الدولية المشاركة استعدادهم لإشراك إتحاد «أمم» في تنفيذ مشروعات الإغاثة في اطار الخمس الكتل التي تعمل فيها وهي التغذية ، المأوى ، الإصحاح والمياه ، الصحة ، الحماية. عقب ذلك تم تشكيل فريق للتنسيق مع هذه المنظمات لتوجيه عمليات الإغاثة للمناطق المتضررة والأكثر تضرراً . حضر اللقاء ممثلو عدد من المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في اليمن المتحدث باسم منظمة اليونيسيف ، مسئول الاتصال والإعلام محمد الأسعدي ، مسئول الطوارئ باليونيسيف وليد النعمان، وضابط برنامج الشراكة مع المجتمع المدني بمنظمة رعاية الأطفال سيف نعيم، ممثلة صندوق الاممالمتحدة للسكان المنسقة الميدانية في الجنوب أمل السقاف ومنسق البرامج بجمعية الهلال الأحمر اليمني محمد الفقيه . إلى ذلك أعلن الاتحاد الوطني ليمن واحد، أمس بصنعاء تدشين أعماله رسمياً، ويضم في عضويته 13 منظمة مجتمع مدني. وقالت عضو الاتحاد أمة الباري المهدي خلال حفل الإشهار، الذي أقيم في بيت الثقافة بصنعاء: إن الإتحاد يهدف إلى دفع العدوان الخارجي عن اليمن، والدفاع عن الحقوق المدنية في شتى مجالات الحياة، وتصوير واقع العدوان بشكل صادق، وتقديم الإغاثة والمعونات للمتضررين من العدوان. وأوضحت بحسب وكالة (سبأ) ان الاتحاد سيعمل على التواصل مع المنظمات الداخلية والخارجية بالاغاثات عبر وزارة التخطيط، وإقامة الندوات والمؤتمرات لتوضيح الانتهاكات والعدوان وأثره على البنية التحتية والمواطن، والتواصل مع التجار والشركات لدعم وإغاثة المنكوبين والمتضررين، فضلا عن محاربة افتعال أزمة اقتصادية داخلية. من جانبه أشار الدكتور محمد الشامي في كلمة عن التحالف الوطني لمقاومة العدوان، إلى أن الوطن بحاجة إلى العمل وبذل كل الجهود لتعرية العدوان وإيصال الرسالة إلى العالم بمظلومية الشعب اليمني. وأوضح الشامي أن التقديرات الأولية للخسائر الناجمة عن العدوان العشري بقيادة السعودية على مقدرات الوطن وبناه التحتية ومصالحه الاقتصادية بلغ 20 مليار دولار، مشدداً على ضرورة المساهمة في كشف جرائم العدوان وتعريته عبر وسائل الإعلام والمنظمات المحلية الدولية. وناشد الشامي منظمات المجتمع المدني ومنظمات الإغاثة العالمية تحمل مسؤولياتها والضغط باتجاه وقف العدوان على اليمن. إلى ذلك أدان رئيس المؤسسة الخيرية لرعاية اليتامى وأسر الشهداء يحيى المهدي، العدوان العشري بقيادة السعودية على المدنيين ومصالح الشعب الحيوية والاقتصادية، لافتاً إلى أن العدوان يهدف إلى إخضاع الشعب اليمني «لكنهم لم يعرفوا بعد حلم وعزة الشعب اليمني»، حسب قوله.. وعرضت خلال الحفل ورقتا عمل قدمهما عضو منظمة محامون بلا حدود محمد لقمان، وعضو منظمة «وقاية» مختار الوادعي تناولتا الآثار الانسانية والصحية للعدوان العشري بقيادة السعودية على اليمن. وفي ختام حفل الاشهار ألقى أمين عام «الاتحاد الوطني ليمن واحد» بيان دعا فيه كافة أحرار وشعوب العالم إلى إدانة العدوان والضغط على الحكومات الانظمة التي تورطت في العدوان لسرعة إيقافه. كما دعا البيان المنظمات العالمية إلى سرعة إغاثة الشعب اليمني، وأصحاب الأقلام الحرة والمنظمات الانسانية للنزول الميداني لمعرفة ما خلفه العدوان من ضحايا وتدمير للبنية التحتية. وتخلل حفل الإشهار عرض توضيحي لبعض جرائم العدوان العشري بقيادة السعودية على اليمن أرضاً وإنساناً، وقصيدة شعرية زلقاها الشاعر زيد الجومري. الجدير بالذكر أن «الاتحاد الوطني ليمن واحد» يضم في عضويته؛ مؤسسة الطيبات لتنمية المرأة، منظمة وقاية الصحية، مؤسسة مودة الخيرية التنموية، ملتقى الطالب الجامعي، جمعية ناس الخيرية، التحالف الوطني لمقاومة العدوان، مؤسسة جنى، جمعية الميادين، المنظمة الشعبية الدبلوماسية، منظمة محامون بلا حدود، جمعية معين لا ينضب التنموية والخيرية، جمعية سبل السلام الخيرية ومنظمة المقسطين للدفاع عن الحقوق والحريات. من جانبها دعت منظمة (هيومان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان الولاياتالمتحدة والقوات المتحالفة في الحرب على اليمن الى الحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين جراء عمليات القصف على المناطق اليمنية إلى أقل قدر ممكن .. مؤكدة أن دول العدوان يقع عليها التزام قانوني دولي بالتحقيق في الانتهاكات. وقالت المنظمة الدولية في رسائل وجهتها إلى عدد من المسئولين من بينهم وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر «ندعو الولاياتالمتحدة لاستخدام نفوذها مع التحالف لضمان تقليل الضرر اللاحق بالمدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية». وأكدت رسائل المنظمة والتي نشرتها وسائل الإعلام أمس الثلاثاء أن الضربات الجوية وغيرها من الهجمات ينبغي ان تكون متوافقة تماماً مع قوانين الحرب، مع اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنيب المدنيين. ولفتت المنظمة والتي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها الى انه «يقع على عاتق أطراف النزاع التزام قانوني دولي بالتحقيق المحايد في مزاعم قيام قواتهم بانتهاكات، وضمان المحاسبة وتقديم التعويض المناسب للضحايا». وأكدت «أن التحالف الذي تقوده السعودية وبمساعدة من حكومة الولاياتالمتحدة في الحرب على اليمن قد ألحق بالفعل خسائر فادحة ومقلقة جداً بحق السكان المدنيين». وأوضحت وفقا لوكالة (سبأ) ان عدة مئات لقوا حتفهم “بالفعل” جراء عمليات القصف لقوات التحالف، منذ بداية الضربات الجوية في 26 مارس 2015م .. لافتةً الى ان “بعض الوفيات مخالفة على ما يبدو للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب”. وحذرت من ان “بعض الهجمات وقعت في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية التي لم تتخذ طائرات التحالف خطوات كافية لتقليل الخسائر المدنية في الأرواح والممتلكات”. وأشارت (هيومن رايتس ووتش) في هذا الصدد الى توثيقها خلال الأسابيع الأولى من العدوان العسكري على اليمن، مقتل عشرات المدنيين في الغارات الجوية التي “قد انتهكت قوانين الحرب”. وتحدثت المنظمة الحقوقية عن بلاغات لعدد من المنظمات الإنسانية الدولية بشأن وجود صعوبات عديدة لتوصيل المساعدات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى التجمعات السكانية المعرضة للخطر في اليمن . كما أشارت الى أن اشتراطات القانون الإنساني الدولي بشأن حاجة المدنيين بمن فيهم الرعايا الأجانب، إلى حرية الحركة للبحث عن مناطق أكثر أماناً.