كلما ابتعد الإنسان عن الخالق كلما زادت حياته جحيماً وتتحول الغرائز الإنسانية الحميدة بداخله إلى نزعات شيطانية ويتجه نحو ارتكاب أبشع الجرائم التي حرمها الخالق لأنها تشبع بالأعمال الإجرامية واعتاد عليها دون أن يفكر بالمصائب والخسائر البشرية والمادية التي يلحقها بأخيه الإنسان المهم عنده هو جمع المال بشتى الطرق والوسائل رامياً خلف ظهره كل القيم والأخلاق الإنسانية نامياً أو متناسياً أن الجزاء من جنس العمل وأن الخالق يمهل ولا يهمل وإليكم التفاصيل. خرج محمد في الصباح الباكر وكالعادة يطلب الرزق على باصه الذي يؤمن مصاريف عائلته كان يظل من الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل وهو يطلب الرزق كان قنوعاً بما يلقاه من رزق لديه أربعة أطفال كان يراهم كل حياته وبالتالي كان يحرص على توفير كل متطلباتهم لأنه لا يريد أن يراهم في يوم وهو يحتاجون لشيء ومحمد مقتنع بما كتبه الله له من رزق كان في غاية السعادة عندما كان يرى أبنائه يكبرون يوماً بعد يوم الأهم عنده هو تربيتهم التربية الحسنة حتى يكبروا ويصبحوا أبناء لهم مكانتهم واحترامهم في المجتمع.. في أحد الأيام قام محمد في الصباح الباكر وأيقظ جميع الأبناء من أجل تناول وجبة الإفطار وبالفعل تم تناول الإفطار وبعدها غادر الجميع كل إلى عمله اتجه محمد نحو الطريق لطلب الرزق، وبينما هو يلف بباصه استوقفه شخصان وطلبا من محمد إيصالهما إلى مكان قد حداده من قبل لتنفيذ جريمتهما ومحمد لا يعلم بشيء ولا يعرف ماذا يخبئ له القدر صعدا إلى الباص وأخبروه بالمكان المطلوب لديهما، تحرك محمد متجهاً نحو المكان المطلوب حتى وصل إلى تلك المنطقة التي بعدت عن السكان وطلبا منه إيقاف الباص محمد وبحسن نية قام بإيقاف باصه وبينما نزل الشخصان من الباص قاما بعدها بإطلاق عدة رصاصات أردت محمداً جثة هامدة.. الأهل وكالعادة ينتظرون أبيهم وقت وجبة الغداء ولكن أبيهم لم يصل قام أحد الأبناء بالاتصال بتلفون الأب ولكن لا مجيب، انتاب الأهل القلق والخوف على أبيهم الذي اعتاد أن يعود في الظهيرة ثم يعود لإكمال عمله الجميع في حيرة دخل الليل والأب لا يرد على تلفونه مما زاد قلق الأهل كان الوقت يمر على الأبناء ببطء شديد المهم عندهم أن يكون الأب بخير، انتصف الليل والأب لم يعد للمنزل، لم يرد على تلفونه المحمول مزيداً من التفاصيل... الصفحات اكروبات