ا لحياة مليئة بالمآسي والأحزان وعجباً أن يكون الإنسان هو السبب لتلك المآسي في جر سطور الجريمة.. نسرد وقائع مأساة بطلها طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره الضحية أبوه البالغ من العمر 40عاماً والقصة بدأت عندما أخذ الطفل يلهو بسلاح أبيه دون أن يحرك الأب ساكناً في ردعه في عدم استخدام ذلك السلاح القاتل والنتيجة مقتل الأب على يد طفله ليعم الحزن في أرجاء المنزل وليسجل ذلك السلاح رقماً جديداً في عدد ضحاياه التي لا تخلو منطقة من أرجاء وطننا الغالي إلا وفيها واقعة مماثلة لما حدث وإليكم التفاصيل: عرض/مجاهد القحطاني «م» أب لخمسة أطفال كم كانت فرحة ذلك الأب عندما كان يرى أبناءه أمام عينيه يلعبون ويملأون أرجاء المنزل بالصياح واللهو الأب كان متفاخراً بأبنه ومنذ نعومة أظفار أبنائه كان يشجعهم على كيفية استخدام السلاح ظناً من ذلك الأب بأنه يزرع فيهم الشجاعة واللامبالاة حتى أنه كان يأخذهم في أوقات المناسبة ويعلمهم فنون الرماية، نشأ الأبناء والسلاح كصديق لهم لا يفارقهم، ولم لا فالأب كان يتباهى عندما يرى أحد أبنائه يحمل السلاح وخاصة في المناسبات، بعض اصدقاء الأب نصحوه بعدم ترك السلاح في متناول الأطفال وخاصة أنهم لا يعون عواقب ذلك السلاح القاتل، الأب كان يتقبل نصائح أصدقائه بدون مبالاة وبدون أن يفكر في لحظة لما قد يجانبه ذلك السلاح من كارثة، الأم كم نصحت الأب في أن يرفع سلاحه من متناول أبنائه خوفاً من حدوث مكروه مستقبلاً، الأب كان يصيح بزوجته ويخبرها بأنه يريد أن يرى أبناءه شجعاناً لكي يتفاخر بهم أمام أبناء المنطقة، مرت الأيام والأبناء مولعون بذلك السلاح القاتل وكل واحد منهم يريد أن يثبت لأبيه بأنه أصبح متمكناً في استخدام تلك القطعة القاتلة، في صباح أحد الأيام استيقظ جميع أفراد الأسرة، الأم كانت منشغلة بتجهيز وجبة الافطار للعائلة الأبناء يلهون بجوار أبيهم وكالعادة وبينما الأب يقلب سلاحه بين يديه ويتفقده قام بوضع مسدسه بجواره، أصغر الأبناء قام بأخذ مسدس أبيه وبدأ بتقليبه بين يديه ليقلد أباه ،الأب لم يحرك ساكناً عندما رأى أبنه الأصغر يعبث بسلاحه وماهي إلا لحظات حتى ضغط ذلك الطفل على زناد مسدس أبيه لتخرج منه رصاصة طائشة وتصيب رأس ذلك الأب لترديه قتيلاً، الأم بمجرد سماعها صوت الطلقة النارية هرعت إلى مكان تواجد أفراد الأسرة لتعرف ماقد حدث وكانت الفاجعة الأب ملقي على الأرض وسط دمائه، الأبناء في ذعر شديد، أما الطفل فكان في غيبوبة بعد أن رأى آباه جثة هامدة، الأم المسكينة لم تستطع تحمل الفاجعة وأغشي عليها وسقطت جثة بجوار زوجها، الجيران وعند سماعهم صوت الطلقة النارية هرعوا إلى مكان صوت الطلقة النارية ودخلوا المنزل وكانت الفاجعة لهم جميعاً، أب يسبح وسط دمائه وزوجة وطفل يرقدان ،بجواره بقية الأبناء في ذعر يصيحون ويبكون من هول ما أصابهم، عندما قام بعض الجيران المتواجدين في مكان الحادثة بإبلاغ الأجهزة الأمنية التي وصلت إلى مكان الحادثة لتعرف تفاصيل ماقد حدث، عندها قامت الأجهزة الأمنية بإسعاف ذلك الأب مع زوجته والطفل إلى المستشفى لعلهم يستطيعون إسعاف ذلك المصاب، ولكن وعند وصولهم إلى المستشفى أخبرهم الطبيب بأن الأب قد فارق الحياة.. الأم والطفل أخبرهما الطبيب بأنهما في غيوبة وسوف يصحوان بعد فترة من غيبوبتهما جميع الأهل وأبناء المنطقة في حزن شديد من هول الكارثة الخوف يملأ المكان، الأب أصبح جثة هامدة وبيد أبنه الأصغر الذي لا يعي ما ارتكب من جرم، الجميع أكدوا انهم كم نصحوا الأب في أن يمنع الأبناء من اللعب بذلك السلاح وخاصة أنه لا يرحم وكم من مآسى خلفها ذلك السلاح الملعون، الأم أو زوجة المتوفى فاقت ورأت جميع الوجوه يملأها الحزن عندما أحست بالمصيبة صرخت بحرقة شديدة حزناً على زوجها الذي فارق الحياة، تمنت أن يكون ماحدث حلماً وليس حقيقة، حاول الأهل تهدئة الأم المسكينة وطلبوا منها الصبر والرجوع إلى الخالق والدعاء لزوجها بالرحمة، الإبن فاق من غيبوبته وهو يصرخ لقد قتلت أبي أريد أن أموت معه وأريد أبي، الإبن أصبح يهذي من هول الفاجعة ولم لا فعمره ثماني سنوات لا يستطيع تحمل الفاجعة، عاد الجميع إلى المنزل ومعهم الجثة ماهي إلا ساعات حتى جهزوا الجثة للدفن وبعد صلاة العصر اجتمع أهالي المنطقة ليشاركوا دفن الجثة الكل في حزن شديد غير مصدقين بأن «م» الذي كان قبل ساعات بكامل صحته والآن أصبح تحت التراب الجميع يلعنون ذلك السلاح القاتل غادر الجميع المقبرة وكل اتجه إلى منزله ليخفي سلاحه عن أنظار الأبناء خوفاً من تكرار حادثة في المستقبل، الزوجة المسكينة أصبحت في ليلة وضحاها أرملة لديها خمسة من الأبناء سوف تبدأ قصة تعب إعالة الأطفال الذين فقدوا أباهم مبكراً الجميع في غاية عطفهم على الزوجة المسكينة وكيف ستصارع أمواج الحياة بمفردها، الطفل إبن الثماني سنوات في حالة يرثى لها أصبح يعاني من حالة نفسية من جراء الحادثة المفجعة بقية الأبناء في حزن شديد، غير مصدقين بأن أباهم رحل عنهم بدون رجعة، المنطقة التي حدثت بها الكارثة والمناطق المجاورة في ذعر ولا حديث لهم إلا عن الكارثة وما جلبه ذلك السلاح من مأساة والذي يحصد كل يوم شخصاً ولكن يبقى السؤال عن هذه الحوادث هو الإنسان نفسه الذي يتجاهل أضرار تلك الأسلحة التي لا ذنب لها سوى أنها وجدت في متناول أشخاص لايعون عواقبها.. نتمنى من الجميع بأن يأخذوا عظة وعبرة مما يحدث من مآسٍ بسبب تلك الأسلحة القاتلة، وأن يقوموا جميعاً بإخلاء منازلهم من تلك القنابل الموقوته الموجودة في منازلهم من أجل عدم تكرار الحوادث المفجعة.. انتهت.