نشأ محمد وسط أسرة ميسورة الحال تمتاز بحسن الخلق والالتزام ومع مرور السنين أصبح محمد شاباً في مقتبل العمر تعلق قلبه ب ن بحكم القرابة مرت الأيام ومحمد يتعلق بفتاة أحلامه أكثر كان يحلم بالارتباط بتلك الفتاة بأسرع وقت ممكن برغم أن عمره مازال صغيراً إلا أن عادة تلك المنطقة يتم تزويج الأبناء وهم في بداية حياتهم بحكم العادة التي توارثوها من الآباء وبحكم طبيعة تلك المنطقة التي تحتاج الإنجاب بكثرة للمساعدة في أعمال الزارعة، محمد طلب من أبيه أن يخطب له تلك الفتاة الآن وبدون مقدمات تقدم لخطبة تلك الفتاة لابنه الأكبر،مرت بعض الأشهر ومحمد قلبه على نار يحلم بالارتباط بفتاة أحلامه، بعد فترة فتح الله على الأب من الرزق واستطاع أن يجمع المال لتزويج ابنه، وبالفعل تم تحديد موعد الزفاف كم كانت فرحة محمد عندما علم بقرب موعد الارتباط، تم توزيع دعوات الزفاف واجتمع الأهل والأصدقاء لمشاركة أفراح محمد، في اليوم الثاني وبعد انتهاء مراسم العرس أهل العروس في طريقهم لإيصال ابنتهم لزوجها، في الطرف الآخر محمد على عجلة من أمره في شوق لرؤية زوجته التي ظل يحلم به أيام وبينما أهل العروسة في طريقهم لإيصال العروس تم الاتصال بهم بأن يرجعوا الفتاة إلى المنزل والسبب في وفاة العريس محمد، كان الخبر كالصاعقة على العروس التي بكت بحرقة شديدة لسوء حظها في الطرف الآخر كان الحزن الحقيقي في منزل محمد،الأهل والأصدقاء في غاية سعادتهم الأب والأم يحلمان بأن يروا ابنهم مستقراً مع زوجته،ولكن حدث شيء لم يكن بالحسبان محمد وبينما كان جالساً بجوار الأهل ينظر عروسه وإذا به يسقط على الأرض جثة هامدة انزعج الجميع أصابهم الذهول عما حدث أصبح الأهل في حالة يرثى لها تم إسعاف محمد إلى مستشفى المدينة وعند وصولهم قام الطبيب بمعاينة الجثة وكانت الفاجعة محمد انتقل إلى جوار ربه وبعد المعاينة اتضح للطبيب بأن محمد تناول حبة منشطة جنسياً وبحكم أن عنده مرض القلب وتناول الحبة دون إرشادات الطبيب أدت إلى وفاته في الحال، الأهل بالخارج على أعصابهم ينتظرون بشارة الطبيب بأن محمد مازال على قيد الحياة، ولكن هنا قضاء الله وقدره أخبر الطبيب الأب بأن محمد تناول تلك الحبة وبحكم أنه يعاني من أمراض القلب وبالتالي أثرت عليه وأدت إلى وفاته،الأب لم يتمالك نفسه من هول الفاجعة كيف حدث ذلك من هو السبب بما حدث،كيف أن محمد قبل ساعات في كامل صحته وفرحته عريساً والآن أصبح جثة هامدة،الأب بدأ يهذي من الفاجعة،الأهل كانوا في غاية الحزن غير مصدقين بأن محمداً الذي يحلم بهذا اليوم ليكمل دينه ويرتبط بفتاة أحلامه بلمح البصر أصبح جثة هامدة في القرية الجميع على نار ينظرون عودة محمد، وبما فيهم الأم التي لاتعلم ما حدث إلى الآن بدأت الاتصالات تأتي من الأهل في القرية للاطمئنان على حالة محمد، ولكن الرد كان قاسياً على الجميع تم إخبارهم بأن محمداً انتقل إلى جوار ربه، عندها انذعر الجميع من هول الصدمة وتحولت فرحتهم إلى حزن، الأم وعند أخبارها بالحادثة لم تستطع مقاومة الصدمة سقطت إلى الأرض مغشياً عليها ليتم إسعافها إلى المستشفى الذي يرقد فيه ابنها العريس، في ذلك الوقت وبينما الجميع في حزنهم تحدث أحد الأشخاص بأن فلاناً هو من أشار على محمد بأن يتناول الحبة لكي تساعده في ليلة الدخلة، وبالفعل طلب محمد من صديق عمره أن يحضر له الحبة التي أشار بها عليه أحد الأشخاص الذي تناولها في ليلة زفافه، الجميع بدأ يلعن ذلك الشخص الذي أشار لمحمد بتناول تلك الحبة القاتلة التي حولت الفرح إلى حزن، بعد ساعات من إسعاف الأم فاقت من الغيبوبة وصاحت بأعلى صوتها تريد رؤية محمد، وبالفعل تم إيصالها إلى محمد عندها احتضنته بشدة والدموع تنهمر بشدة الأب تمالك أعصابه وحاول تهدئة الأم وأخبرها بأن ماحدث هو قضاء وقدر، أما أهل العروسة تم إرجاع الفتاة إلى المنزل وجاءوا جميعهم إلى المستشفى لمعرفة ما حدث، وصولهم تم إخبارهم بما حدث لمحمد، عندها انزعج الجميع وبدأ الحزن يكتم أنفاسهم، أما الأب وبعد اخباره بالشخص الذي أشار على محمد بتناول تلك الحبة القاتلة أقسم بأن يقدم به بلاغاً بحجة أنه المتسبب بموت محمد وبحكم أن محمد مازال صغيراً بالسن وبالتالي سمع كلام ذلك الشخص بسهولة،الأهل حاولوا تهدئة الأب وأخبروه بأن ماحدث هو قضاء وقدر ولايفيد الندم بعد ماحدث في اليوم الثاني تم إخراج جثة محمد من المستشفى ليتم الدفن وبالفعل اجتمع عدد كبير للمشاركة في دفن جثة محمد، وهم غير مصدقين بأن تودي تلك الحبة بحياة شاب في مقتبل العمر، عاد الجميع إلى منازلهم للغداء ومن تم الحضور إلى منزل أبي محمد للعزاء، في الطرف الآخر تلك الشابة التي ظلت تحلم بذلك اليوم لتزف إلى عريسها والاستقرار بمنزل الزوج،ولكن خابت أحلامها وأصبحت حبيسة غرفتها لا تسمح لأحد بالدخول إليها من هول الفاجعة ولم تتصور بأن تتحول فرحة عمرها إلى حزن منقطع النظير، الأهل يحاولون إخراج ابنتهم من الحالة التي تعيشها ولكن ياترى كم يحتاجون من وقت لإقناع ابنتهم بأن ما حدث هو قضاء وقدر، أما أهل محمد فمازالوا في حزنهم من الفاجعة الأولى التي حدثت لهم والتي لم يصادفوا مثل تلك الحادثة على مدار السنين ولكن داخل أعماقهم أيقنوا بأن ماحدث هو قضاء وقدر أما أهل تلك المنطقة فلا حديث لهم إلا عن تلك الكارثة التي هزت الجميع ولكن أيقن الجميع بضرورة الجلوس مع الأبناء وإخبارهم بالأشياء التي لابد من معرفتها وخاصة قبل الزواج وأيقن الجميع بضرورة التقيد بإرشادات الطبيب قبل تناول أي أدوية لكي لا تتكرر الأخطاء وتكثر المآسي ..