لم يتوقع الحاج أحمد ان زفاف ابنته الصغيرة في إحدى ضواحي محافظة صنعاء سيكون السبب في موت أغلى وأعز إنسانة إلى قلبه وقلوب أفراد الأسرة جميعاً زوجته وأم أولاده.. مر عام على خطبة الشابة (د) على أحد أقارب أبيها في إحدى القرى المجاورة، وكلما اقترب موعد الزفاف أو تم التحدث فيه ظهرت على وجه الأم علامات الاكتئاب والحزن. الحاجة فاطمة التي لم تتخيل يوماً ان تفارق ابنتها لحظة واحدة، لا تريد في نفس الوقت أن تحرم ابنتها من أحلى حلم وأغلى أمنية تتمناها أية شابة في الحياة وهي الزواج بمن تحب.. وفي ليلة الزفاف وعندما جاءت السيارات لأخذ العروس إلى بيت زوجها قدمت الأم لتوديعها لكن بصوت شاحب ووجه مصفر محاولة إخفاء ما بها من ألم لفراق ابنتها.. ويقول أحد أقارب العروس إنه بمجرد أن ابتعدت العروس من منزل أبيها بعدة امتار سقطت الأم على الأرض مغمى عليها، في حين كان الأب والأبناء منشغلين بمرافقة العروس إلى القرية المجاورة.. وعند عودة الأب والأبناء إلى المنزل فوجئوا بخبر اسعاف الأم إلى أحد المستشفيات بأمانة العاصمة وعند وصولهم أخبرهم الأطباء بأنها تعرضت لنزيف حاد في الدماغ أدى إلى وفاتها. وفي اليوم التالي تم إخراج الجثة إلى المنزل وقام احد أفراد الأسرة بالاتصال بالعروس ولكنه لم يخبرها بالحقيقة بل قال لها إن والدتها طريحة الفراش، لكن وبمجرد اقتراب العروس من بيت أبيها رأت الناس والسيارات فعرفت أنه العزاء فأغمي عليها من هول الفاجعة وتم اسعافها إلى المستشفى.