لا يبقى الكثير من فيلم الماسة الدموية في البال، فهو ينسحب بهدوء من الذاكرة بمجرد انتهائه، ويتمطَّى الذهن لنفض كل تفاصيله، محتفظاً بخطوطه العامة، ودلالته الناصعة. التطهر هو معنى فيلم إدوارد زويك المنتج في العام 2006، تطهر من قذارة المال، ووقاحة السعي خلفه على حساب الكثير من القيم، تطهر يدين الإتجار بالبشر، والقتل من أجل المال، يدين الجميع بمن فيهم أولئك البعيدون عن مسرح الأحداث لكنهم يلعبون فيها أدواراً هامة، لأن ما يدور الصراع حوله، ويستعبد بسببه الكثيرون، ويُستغل من أجله الأطفال والكبار على السواء يعنيهم هم أولاً بالضرورة، فهو يأتي إليهم بعد كل ذلك الدمار، وكلَّ ذلك الدم الذي لا يتوقف عن النزيف. سلمون فاندي مزارع أفريقي فقير من سيراليون يختطف من بين أحضان عائلته من قبل إحدى مليشيات الحرب الأهلية نهاية تسعينيات من القرن الماضي، ويجبر على العمل في حقول الألماس، وأثناء ذلك يكتشف ماسة خام نادرة ويخبأها, وداني أرتشر هو مرتزق ومهرب متخصص ببيع الألماس الذي تموّل أرباحه الحرب القائمة بين المليشيات والقوات النظامية. بينما يعمل سلومون في البحث عن الماس لصالح ثوار سيراليون تكتشف أصابعه ماسة زهرية كبيرة، فتكون مفتاحاً لحكاية بحثه عن عائلته التي فقدها عند هجوم الثوار على قريته، واستلاب حريته لصالح البحث عن الماس، فبمجرد أن يحاول دفنها في الرمال بعيداً عن أعين الحراس يكتشفه أحد القادة، لكن هجوم القوات الحكومية يأتي لصالح سلومون الذي يدفنها قبل أن تقتاده القوات النظامية إلى السجن حيث يكتشف المهرب الخطير داني أرتشر أمر الماسة، وعندما يخرج الاثنان إلى الشوارع يلاحق أرتشر سلومون بحثاً عن الماسة، ويعرض عليه مساعدته في الوصول إلى عائلته مقابل الحصول عليها، وهنا تبدأ رحلة التطهر. مزيداً من التفاصيل... الصفحات اكروبات