أصدرالمدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بسيراليون قراراً بالاستدعاء الإلزامي لعارضة الأزياء نعومي كامبل، لتقديم شهادتها حول "الماس الدامي" الذي يزعم أن رئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور أعطاها إياه. ويمكن أيضا استدعاء الممثلة الأمريكية ميا فارو، الزوجة السابقة لوودي آلن، لتقديم الدليل على الدعاوى ضد كامبل، بأنها استلمت من السيد تايلور كمية من الماس الخام بعد حفل عشاء دعاهم إليه الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، نلسون مانديلا عام 1997. وكان الإدعاء العام في المحكمة قد تقدم بهذا الالتماس في شهر مايو الماضي، يطلب فيه منحه الإذن باستدعاء نعومي كامبل، والسيدة فارو، والعارضة السابقة كارول وايت. رفض حتى الآن رفضت نعومي كامبل تقديم دليل في القضية، ولكن السيدة فارو، والسيدة وايت اللتان حضرت حفل الغذاء، ترغبان في الإدلاء بشهادتيهما، وفقا لما صرح به الادعاء العام. يوم الأربعاء قال متحدث باسم المحكمة إن الادعاء ينتظر نتائج طلب منفصل يتعلق باستدعاء إجباري للسيدة كامبل، لمثولها أمام المحكمة. وقد وافقت المحكمة أخيراً على هذا الطلب، الذي تم فيه إبلاغ نجمة العروض العالمية بأنها يمكن أن تتعرض لعقوبة أقصاها السجن لسبع سنوات إذا أصرت على عدم التعاون مع المحكمة الدولية.
هدية بعد منتصف الليل ويقول الادعاء العام بأن السيدة وايت كانت موجودة عندما تم تسليم الماس إلى السيدة كامبل، أما السيدة فارو "فقد أخبرتها السيدة كامبل في صباح اليوم التالي بالهدية التي تحصلت عليها". ووفقا للإعلان فإن السيدة كامبل قالت بأنها "أيقظت خلال الليل بالطرق على بابها. وأنها فتحت الباب لتجد أمامها رجلين أو ثلاثة، لا تتذكر بالضبط كم كان عددهم، الذين أعطوها ماسة كبيرة الحجم وقالوا لها إنها من تشارلز تايلور". ويدعي الادعاء العام بأن الماسة كانت من بين الماس الذي تحصل عليه تايلور من متمردي سيراليون، وأنه نقله معه إلى جنوب إفريقيا. "لبيعه أو استبداله بالأسلحة". السيد تايلور (62 عاما) كان قد حوكم في مدينة لاهاي منذ عام 2008 على 11 جريمة حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وقعت في الفترة من 1991 إلى 2001 خلال الحرب الأهلية التي شهدتها سيراليون.
الماس الدامي اتهم السيد تايلور بتغذية الحرب وذلك عن طريق تسليح المتمردين "الجبهة الثورية المتحدة" المعروفة اختصارا ب ((RUF، مقابل حصوله على الماس الملوث بالدماء، وكان الماس المستخرج من المناجم التي تقع في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في إفريقيا قد بيع لتغذية الحرب. كما اتهمت الجبهة الثورية المتحدة بمسئوليتها على فقدان آلاف المدنيين لأطرافهم بسبب الألغام المزروعة. وكانت الحرب الأهلية في سيراليون أكثر الحروب وحشية في التاريخ الحديث، والتي تسببت في مقتل نحو 120 ألف شخص. يقول الادعاء العام إنهم لم يكونوا على علم بماسة السيدة كامبل، والتي يعتبرونها دليلا ماديا في القضية، إلى غاية يونيو 2009. في ذلك الوقت كانت قضية الاتهام قد أقفلت وبدأت المحكمة في الاستماع لشهود الدفاع. فيلم سينمائي السيد تايلور عارض إعادة فتح القضية واستدعاء النساء الثلاث، قائلا إن الدليل في القضية "ملائم لفيلم سينمائي أكثر منه لقاعة محكمة". ولكن هيئة المحكمة المكونة من أربعة قضاة تدارسوا ما أعلنته السيدة فارو وأطلعوا على مقابلة أجريت مع السيدة وايت، وأخيرا قرروا بأن الدليل الجديد دليل اثبات قوي. سيسمح للادعاء بإعادة فتح القضية، واستدعاء السيدات الثلاث للمثول أمام المحكمة قبل أن تسمع شهادة الدفاع الأخيرة المتوقعة في أغسطس القادم.