أصدر قضاة في محكمة لاهاي حكما على رئيس ليبيريا السابق تشارلز تيلور بالسجن 50 عاما يوم الأربعاء لمساعدته متمردين في سيراليون على شن حرب وحشية في حكم يمثل سابقة في محكمة خاصة لجرائم الحرب. وأدين تيلور (64 عاما) -وهو أول رئيس دولة تدينه محكمة دولية منذ الحرب العالمية الثانية- في الشهر الماضي بدعم مقاتلي الجبهة الثورية المتحدة خلال الحرب الأهلية في سيراليون التي دامت 11 عاما وانتهت عام 2002 . وقال القاضي ريتشارد لوسيك إنه ليس هناك سابقة قانونية تم تحديد الحكم من خلالها لكن الحكم بهذه المدة يهدف إلى إظهار موقف تيلور كصاحب سلطة. وكان الادعاء يطالب بالسجن 80 عاما. وقال القاضي وهو يتلو الحكم "اتضحت مسؤوليته عن مساعدة وتشجيع بعض أكثر الجرائم بشاعة ووحشية في التاريخ المدون." ويهدف هذا الحكم إلى "إبراز مدى الخطورة التي لمستها (المحكمة) في خيانة ثقة الشعب." وفي سيراليون قال نائب وزير الإعلام شيكا تاراوالي "اليوم سيشعر أبناء سيراليون والضحايا والمراقبون العاديون داخل وخارج البلاد أن قدرا من العدالة تحقق." ومن المتوقع أن يستأنف الجانبان هذا الحكم. وأدين تايلور في يونيو 2003 من قبل محكمة جرائم حرب تابعة للأمم المتحدة بتورطه في تأييد متمردين أثناء حرب أهلية وحشية كانت تدور رحاها في سيراليون المجاورة، حيث وجهت له المحكمة تهما بتسليح وتدريب متمردين وتهريب الألماس، وصدرت بحقه مذكرة إدانة وتوقيف أثناء حضوره محادثات في غانا لإنهاء التمرد في بلده. وعلى غير توقع عرض تايلور أثناء المحادثات تنحيه عن السلطة إذا كان ذلك سيؤدي إلى خطة سلام. وفي السادس من يوليو2003 قبل تايلور عرضا باللجوء السياسي من الرئيس النيجيري، غير أنه قال إنه لن يرحل إلا بعد قدوم قوات دولية لحفظ السلام لمنع حدوث أي فوضى في البلاد بعد رحيله. وأدين الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في سيراليون ليصبح بذلك اول رئيس دولة سابق يحكم عليه القضاء الدولي منذ نورنبرغ. وقال القاضي ريتشارد لوسيك أمام المحكمة الخاصة لسيراليون ان "المحكمة تعتبرك مذنبا بمساعدتك وتشجيعك على ارتكاب الجرائم التالية" معددا 11 تهمة بينها الاغتصاب والقتل والاعمال غير الانسانية في جلسة عامة اقيمت في لايدشندام قرب لاهاي امام المحكمة الخاصة بسيراليون. وقبل ذلك أعلن القاضي ان تايلور (64 سنة) "مسؤول جنائيا" عن ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ارتكبت بين 1996 و2002 خلال حرب سيراليون. واعتقلت السلطات في نيجيريا تايلور في آذار/مارس 2006 اثناء محاولته الفرار من منفاه بعد ان اجبر على مغادرة ليبيريا قبل ذلك بثلاث سنوات. واعتقل تحت ضغط دولي لانهاء الحرب الاهلية في ذلك البلد. ونقل الى لاهاي منتصف 2006 وسط مخاوف امنية من احتمال محاكمته في فريتاون. ويأتي الحكم على تايلور بعد 66 عاما من اصدار محكمة نورنبرغ حكما بالسجن 10 سنوات على الادميرال كارل دونيتس لدوره في ارتكاب جرائم نازية في الحرب العالمية الثانية. وكان ادولف هتلر قد عين دونيتس خلفا له قبيل انتحاره في برلين 1945. * المصدر: وكالات