لم يعد ثمة شيء كثير يمكن أن يُقال عن نيلسون مانديلا وحياته السياسية، الرجل الأشهر من جنوب أفريقيا التي حمل همها، وحولها من بلد للفصل العنصري إلى ديمقراطية يتعلم منها العالم أصول ومعنى التسامح السياسي والعرقي، نعم فلم يعد بجعبة أحد ما يمكن أن يضيفه عن “ماديبا” الذي بدأ عامه الثالث والتسعين قبل أيام بجسد حمل كل ما يحمله أي جسد بشري، مُضافاً إليه سبعة وعشرون عاماً من السجن في زنزانة نائية في المحيط، وأحلام وآمال شعب كامل من ذوي الألوان المتناقضة. وما بين ذلك التناقض من صراع انتهى، وبقيت علاماته تؤكد أن أفريقيا ما تزال تبحث عن خلاص أكثر، انتهى الأبارتيد، وظلَّ الفقر والجريمة هاجسان يضجان مضجع البلد التي تمارس حلمها وتلقي برأسها في قلب المحيط باتجاه الفضاء، والقارة الجنوبية المتجمدة، باتجاه الحرية إلى أقصاها. البقية