صدر عن خطباء مساجد محافظة تعز بيان دعوا فيه الجميع سلطة ومعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار الصادق، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والفئوية والقبلية والشخصية والتجرد من الأنانيات والأحقاد والتعالي لتجنيب الوطن وشعبه ويلات الصراعات والاقتتال وضمان مستقبل الحياة السياسية المبنية على التداول السلمي للسلطة. جاء ذلك خلال اجتماع محافظ تعز حمود خالد الصوفي اليوم بالعلماء وخطباء المساجد والمرشدين، حيث أشار الصوفي خلال الاجتماع إلى الدور الهام والواجب الملقى على عاتق العلماء بدرجة أساسية في تثبيت ونشر قيم الشريعة السمحاء وقواعد السلام والأمن والإخاء فيما بين أبناء المحافظة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. وأكد الصوفي بأن العلماء والخطباء والمرشدين معنيين بصياغة وعي المجتمع وتوفير الحصانة لمفاهيم الناس ووعيهم من حالة الفوضى الذهنية التي يعيشونها ألان ومن حالة بعض وسائل الإعلام التي أدت إلى تدمير قواعد السلوك الاجتماعي وقواعد السلامة ومقومات العلاقة بين مكونات المجتمع. وقال: إن التغيير يعتبر سنة من سنن الحياة ولكن سلوك هدم المعبد على رؤؤس المصلين هي الكارثة التي نخشى وقوعها لا سمح الله. لافتاً إلى أنه لا يعقل أمام هذا المد الفوضوي أن لا يجد الناس ملاذا وبصيص من الأمل في بيوت الله وما يهدئ من روع الناس ويبعث الطمأنينة في نفوسهم وفي حياتهم . مشيرا إلى أن بعض الخطباء يزيدون من حالة اليأس والإحباط والتي تصل في بعض المساجد إلى حد البهتان السياسي وكأن الرسالة السياسية والحزبية قد حلت محل الرسالة الدينية عند البعض وابتعدت عن الموعظة الحسنة والدعوة. واستشهد المحافظ بقول الإمام أحمد بن حبل / لو كان لي دعوة مستجابة لأهديتها للسلطان فإن في فساده فساد للأمة وفي صلاحه صلاحها/، وقال/ أوليس من الفساد والفتنه أن يبادر بعض خطباء المساجد في دعوة الناس إلى الخروج والعصيان وترك الأعمال والدفع بالطلاب والمدرسين إلى الشوارع وترك واجباتهم. وأشار المحافظ إلى أن البلد تعيش في محنة كبيرة وعلى الجميع مواجهتها بما تقتضي منا واجب المواطنة. داعياً الجميع للتصدي لكل أعمال الفوضى بمسؤولية وشجاعة وتهدئة الأوضاع حتى لا تقع الفأس بالرأس، وأن نجعل وطن الجمهورية اليمنية هو حزبنا. من جانبه أشار مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد عبده محمد حسان إلى أن التصعيد الخطير للازمة السياسية في اليمن تضع الجميع أمام مسؤوليتهم الدينية والوطنية، وفي مقدمتهم العلماء وخطباء المساجد والمرشدين في التصدي لدعاة الفتنة والضلال الذين يعملون على إثارة الفتن والنعرات والفوضى والشغب وتأجيج الصراع وسفك الدماء والإضرار بمصالح الشعب ووحدته ومنجزاته. موجها الجميع إلى نبذ السلوك العدائي ونزعة المناطقية والحقد والكراهية. مشيراً بالمسؤولية الدينية العظيمة للعلماء وخطباء وأئمة المساجد في نشر قيم التسامح والمحبة. مؤكداً بأن طاعة ولي الأمر بغير معصية واجب ديني. وأكدت كلمة العلماء لجميل الشجاع أن الفتنة في مجتمعنا تدق نواقيس الخطر, منوهاً بأن المنبر أمانة في إيصال الحقيقة للناس بصدق, وتعريف العامة بالمخاطر المحدقة بالجميع , مشيرا بأن الواجب الديني يفرض على الجميع التصدي للفتنة ولكل دعاة الفتنة من الانقلابيين على الشرع والدستور الذين لا هم لهم سوى الوصول إلى الحكم عبر طرق ملتوية غير شرعية ولا دستورية ولا قانونية.