ترقُّب لا تبارحه الشكوك حول مستقبل الثغر الباسم، أبناء عدن ومثقفوها ونخبتها ينظرون إلى قادم الأيام بقلق بعد تفاقم وتزايد الأحداث المأساوية التي تعيشها.. فالانتخابات على الأبواب، وسط رفض علني وعنيف من قبل متشددي الحراك الجنوبي، والتفجيرات وأخبار القتل في عدن ما فتئت تعلو الصفحات الأولى في الصحف اليمنية وتتصدر نشرات القنوات الفضائية، تهديدات تطال المراكز الانتخابية، بل تطال الناخبين، ومهرجانات حراكية تأبى إلا مقاطعة المستقبل الذي يُصاغ لليمن. لم يهوّن من روع ترقب أبناء عدن سوى زيارة الوفود الأوروبية المرتقبة إلى المدينة بعد أن ارتفع سقف المخاوف الدولية من إمكانية عرقلة الانتخابات وتصاعد العنف المتعلق بها خاصةً في عدن مع تصاعد اللهجة الحراكية.. مجلس عدن الأهلي برئاسة خالد عبدالواحد كان في صنعاء اليوميين الماضيين لتحذير قيادة البلاد من خطورة ترك عدن فريسة لحالة الفوضى التي تتفاقم يومياً، ولم يخرج الوفد من العاصمة إلا بعد أن تلقّى وعوداً من نائب الرئيس “والرئيس المرتقب” ورئيس حكومة الوفاق بتهيئة الظروف الأمنية في المحافظة.. خالد عبدالواحد قال ل«الجمهورية»: إن الوفد التقى عدداً من المسئولين، مضيفاً إن سفراء الاتحاد الأوروبي سيصلون اليوم الخميس إلى عدن للالتقاء بقيادات الحراك والأحزاب, كما سيناقشون الوضع الأمني مع السلطة المحلية والقيادات الأمنية، بالإضافة إلى توجيهات من نائب الرئيس بنزول الوزراء إلى عدن لتغطية الفراغ الإداري الذي تعيشه.، مصادر ل “الجمهورية” أكدت أن سفراء الاتحاد الأوروبي سيعقدون مؤتمراً صحفياً في أحد فنادق عدن لاستعراض مهمتهم في زيارة المدينة وللتأكيد على ضرورة وضع معالجات لما تعيشه المدينة للنأي بها عن السقوط في هاوية العنف؛ ذلك العنف الذي سيطر على صورة عدن إعلامياً، وربما إن تركت الأمور على ماهي عليه قد تتصاعد وتيرة ذلك العنف الذي بدأ باستهداف المراكز الانتخابية، ولا يعلم أحد متى سيتوقف.. كل ذلك “الحراك” السياسي والشعبي والأهلي الذي يتزايد في عدن وخارجها يهدف إلى تهدئة القلق الشعبي لأبناء عدن من الأيام القادمة التي تنتظر استحقاقات لابد منها للخروج نحو يمن جديد تكون فيه صورة الدولة المدنية البعيدة عن العنف هي السمة الطاغية على غيرها من السمات غير الحضارية