لم تكن جريمة البيضاء الغربية, مديرية السلخانة جريمة عادية؛ بل بشعة بكل ما تعني الكلمة والمقاييس إن كان لارتكاب الجرائم مقاييس, فالقاتل الذي استل سكينة وفصل رأس الضحية عن الجسد والتفريق بينهما مسافة أربعة كيلومترات يرتقي إلى رتبة السفاحين من ذوي الدم البارد. الجريمة ارتكبت في وضح النهار ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة في منزل اسماعيل العرشي (27سنة) وقت أن كانت والدته تمارض أختها في المستشفى وزوجة أخيه وزوجة القتيل التي تنتظر مولودها الثالث خارج المنزل. لا شك أن جريمة القتل مرتكبها من هواة أفلام الرعب الذي يتلذذ القاتل بذبح الضحية, وعلى الرغم من أنها قد بدات غامضة بعض الشيء إلا أنها - وبحسب الروايات التي سمعناها - نجدها تضع علامات استفهام حول أقرب الناس إليه أخيه ابن أمه وأبيه؛ كون الجريمة وقعت بعد نصف ساعة من مغادرته المنزل والعودة إليه, ولما كانت العملية ذبحاً بسكين أو آلة حادة؛ فهذا يعني أن القاتل ليس واحداً بل هناك شركاء ساعدوا الجزار على الذبح, هذا إن علمنا أنه في مسرح الجريمة عثر رجال البحث الجنائي في محافظة الحديدة على دراجات وقطع غيار بكميات كبيرة وتلفونات سيارة يُعتقد أنها مسروقة ومخزنة في المنزل. يقول الأخ عمر محمد عبده, عاقل الحارة: عندما جاء خال المجنى عليه ومعه شقيق المقتول يبلغاني عنه جسد اسماعيل المذبوح في حمام المنزل تم التحرك بسرعة وإبلاغ الجهات الأمنية, ولبشاعة الحادثة أبى الأخ أحمد الجيد, مدير البحث الجنائي في المحافظة إلا أن يكون على رأس فريق التحقيق وجمع الاستدلال, ونزل بنفسه إلى مسرح الجريمة, وفي الحمام وجدت الجثة عارية تماماً والرأس مفصولاً عنها؛ إلا أنه لا وجود له بالشقة، وما هي إلا لحظات حتى جاء بلاغ عن وجود رأس مرمي في شارع التسعين تم التعرف عليه, وقد ساعد نزول مدير البحث على الإمساك بأكثر من خيط قد تقود إلى مرتكبي الجريمة التي تقشعر لها الأبدان خاصة بعد وجود دراجات وقطع غيار مسروقة وعدم إبلاغ أخ المجنى عليه الجهات المختصة ساعة مشاهدته جثة أخيه, وبدلاً من إبلاغ العاقل أو الأمن ذهب إلى خاله في شارع التسعين مكان وجود الرأس؛ الأمر الذي وضع ضمن المحقق معهم, إضافة إلى وصول باص (هايس) من تعز تركه صاحبه بعد شجار في الحارة ضُبط من البحث. القضية الآن رهن التحقيق, والأيام بل الساعات القادمة كفيلة بتقديم الجناة إلى يد العدالة.