سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزير رزاز يقول: إن مشروع التحلية يتصدّر الأولويات الملحّة.. والنائب عبدالحميد فرحان: لماذا لا نتفق جميعاً من أجل قضية تعز الأولى..؟! تعز.. على مشارف الموت ظمأً
يبدو أن موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) سيتسبب في ثورة ثانية, وكالعادة من (تعز) ثورة ليست ذات أبعاد سياسية لكنها متعلقة بضرورة إعادة الحياة إلى محافظة تعز من خلال تنفيذ مشروع تحلية مياه تعز المتعثر بسبب إشكالية مالية بين الشركة المكلفة بإدارة المشروع والجهات المختصة في الحكومة.. الأسبوع الفائت أطلق عبدالله عبدالحميد, وهو شاب ثلاثيني وناشط سياسي واجتماعي حملة على (الفيس بوك) وبواسطة صفحة أسماها (ال5 من مارس يوم من أجل تعز) يهدف إلى حشد تفاعل الرأي العام المحلي والرسمي من أجل قضية مياه تعز. وقال عبدالله عبدالحميد ل(الجمهورية): البلد دخل مرحلة جديدة, ويجب أن تكرس للتنمية الشاملة لا أن تستهلك في صراعات سياسية تضاعف من معاناة الناس. قضية مياه تعز يعتبرها وزير المياه والبيئة عبدالسلام رزاز أولوية وملحة، وفي تصريح خاص ل(الجمهورية) أكد وزير المياه أن مشروع تحلية مياه تعز الذي توقف بفعل العديد من العوامل سيشهد انفراجاً قريباً في مسألة تنفيذه. وقال رزاز: أواخر مارس الجاري سيجمعنا لقاء بالأطراف الممولة للمشروع من أجل تحريكه, وسنتفق على برنامج عملي لتنفيذه, وسنحدد له برنامجاً زمنياً.. وأضاف : اللقاء مع الممولين سيكون بحضور وزير الكهرباء لمناقشة مسألة احتياج المحطة إلى حوالي (100) ميجاوات. يؤكد وزير المياه أن المشروع الذي تنتظره تعز بفارغ الصبر سيبدأ التنفيذ فيه قريباً, وأن الدراسات الخاصة به قد عملت من قبل وسيتم مناقشتها والاتفاق على إدارة خطواتها. يدرك وزير المياه في حكومة الوفاق مدى أهمية مشروع تحلية مياه البحر لمحافظة تعزوإب أيضاً, وأن حوض تعز المائي أصبح من الأحواض الجافة ويهدد السكان بالهجرة إذا لم يوجد حل عاجل وعملي.. وشدد رزاز على ضرورة تكاتف الجهود في سبيل إحداث تغيير تنموي حقيقي يلامسه المواطن ويشعر بأهميته. داخل البرلمان يسيطر (39) نائباً من محافظة تعز؛ فضلاً عن (36) من محافظة إب على حصيلة وافرة من المقاعد؛ لكنها أثبتت طيلة السنوات الفائتة أنها بلا فاعلية ولا تستطيع إنجاز شيء.. وفي الوقت الذي تفرّغ فيه نواب تعز للمهاترات السياسية والحزبية؛ كانت تعز قريبة جداً من الموت عطشاً!!. مؤخراً كان النائب البرلماني عبدالحميد محمد فرحان الشرعبي قد تقدّم بسؤال إلى رئيس الحكومة باسندوة بخصوص ما الذي يمكن عمله لحل مشكلة المياه في تعز، ذات السؤال تقدّم به الشرعبي إلى الحكومة السابقة؛ غير أن الوعود وحدها لم تكن كافية للإجابة عن ذلك السؤال عملياً على أرض الواقع. وقال عبدالحميد فرحان ل(الجمهورية): نحن لا نجيد اقتناص الفرص, المساعدة المالية المقدمة من ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان كانت تحتاج فقط إلى التعامل معها بمسئولية؛ غير أن ذلك لم يحدث فتوقف المشروع. عضو البرلمان عن الدائرة (54) شرعب الرونة دعا كل من يحب تعز إلى تقديم ما بوسعه من أجلها، وأضاف: كل الأحزاب الفاعلة أصبحت في السلطة، فلماذا لا نتفق جميعنا من أجل حصول تعز على الماء؟!. من جانبه أكد ل(الجمهورية) البرلماني والناشط الحقوقي والسياسي شوقي القاضي أن توقف مشروع محطة تحلية مياه تعز كان بسبب خلاف بين المجموعة التجارية التي ستدير المشروع والحكومة حول التزامات الدولة في المشروع. هذا وكان البنك الدولي قد وافق منتصف أكتوبر 2011 على تمويل دراسة لإنشاء محطة لتحلية المياه بتعز للإسهام في توفير المياه لمواطني المحافظة, فضلاً عن تقديم ولي العهد السعودي السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز مساعدة مالية لذات المشروع مقدارها (220) مليون دولار في العام 2010م. وكانت شركة سعودية متخصصة في مجال تحلية مياه البحر بالاشتراك مع مجموعة شركات هائل سعيد قد فازت بعقد تنفيذ محطة تحلية من مياه البحر الأحمر لمدينة تعز بتكلفة (300) مليون دولار, وبعد البدء في تنفيذ المشروع لفترة قصيرة توقف تماماً. ويستعد مجموعة من شباب تعز لإطلاق حملة في ال5 من مارس تهدف إلى حشد الرأي العام للتفاعل مع قضية مياه تعز ومشروع تحلية مياه المخا.. الحملة التي ستنطلق الاثنين المقبل لن تتوقف إلا بعد تنفيذ المشروع, ويبدو أن انفراجاً سيكون قريباً، فقط تحتاج تعز تكاتفنا من أجل إعادة الحياة إليها.