تصدرت دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لكافة الرموز الوطنية في الخارج إلى العودة إلى أرض الوطن مجلّلين ومكرمين في الاحتفال الذي شهدته العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن يوم أمس بمناسبة العيد ال«40» للاستقلال الوطني صدر الصفحات الأولى من الصحف المحلية الصادرة اليوم . حيث أكدت صحيفة الثورة في افتتاحيتها "عهد التسامح والوئام" أن هذه الدعوة لم تأتِ من فراغ أو نتاج اللحظة التي أُعلنت فيها، بل إنها جاءت متسقة ومتصلة وامتداداً لنهج التسامح والحوار الذي أرسى مداميكه وقيمه النبيلة فخامة الرئيس لينهي به ومن خلاله دورات العنف والصراعات ومسلسلات التصفيات والمجازر التي اكتوى بمآسيها وويلاتها شعبنا في الفترة التي سبقت إعادة وحدة الوطن في ال22 من مايو 90م. وأشارت إلى الدلالات والمعاني لنهج التسامح الذي كرّسه فخامة رئيس الجمهورية في واقع الحياة السياسية في مواقف كثيرة ابتداء بالقرار الذي مكّن رموز ثورة 26 سبتمبر وفي مقدمتهم المشير عبدالله السلال والقاضي عبدالرحمن الارياني والاستاذ النعمان وغيرهم من العودة إلى وطنهم ومروراً بالعفو العام عن كل من تورط في إشعال حرب صيف 1994م وانتهاءً بتوجيهات رئيس الجمهورية بشأن معالجة تداعيات هذه الحرب. وقالت" وبالتالي فإن دعوة الرئيس لرموز الحركة الوطنية الموجودة في الخارج للعودة إلى الوطن كمواطنين يتمتعون بالحقوق والواجبات كغيرهم من أبناء الشعب، لا تنفصل عن ذلك النهج المتسامي عن الأحقاد والضغائن الأمر الذي أصبح فيه هذا النهج متأصلاً في صيرورة الحياة اليمنية ليشكل احدى الوسائل الإيجابية للحد من الخلافات بين القوى السياسية والحزبية وتقليص مساحة التباين والاختلاف في ما بينها وتعميق روح الوفاق وجعل الثوابت الوطنية هي المرجعية لكل التوجهات والرؤى والأفكار". صحيفة الجمهورية وصفت في افتتاحيتها بقلم رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور الدعوة بالموضوعية والواقعية،مبينا أن هذه الدعوة تلازمت مع إعلان العفو والصفح عن أولئك الأشخاص الذين سبق وأن تحفظت عليهم الأجهزة الأمنية إثر أحداث الشغب التي شهدتها محافظات الضالع وعدن وحضرموت. واعتبر مجور في الافتتاحية مطالبة فخامة رئيس الجمهورية الأحزاب السياسية بفتح صفحة جديدة وإحلال منطق الحوار بدلاً عن أسلوب المناكفات والكيد السياسي فتح للطريق لخلق شراكة ديمقراطية بين مختلف الأطياف السياسية وتوفر أمامها العديد من الفرص لتوظيف قدراتها في خدمة شعبها ومجتمعها بدلا من توظيف هذه القدرات لمصالح ذاتية لبعض أفرادها وشخوصها. وأشارت الافتتاحية إلى أنه في مثل هذا اليوم, قبل أربعين عاماً، تم إخراج آخر جندي بريطاني من مدينة عدن الباسلة، بعد كفاح وقتال ضارٍ، استمر سنوات عديدة ضد المحتل البريطاني، وفي مثل هذا اليوم، قبل ثمانية عشر عاماً، كللت زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للشطر الجنوبي سابقاً بإعلان بيان الثلاثين من نوفمبر، مؤسساً بذلك لقيام الجمهورية اليمنية في ال 22 من مايو 1990م، ومتيحاً لكافة القوى والأطياف السياسية الخروج من عتمة السرية إلى فضاءات الحرية، وتنظيم أنفسها في إطار النهج الديمقراطي القادم مع الوحدة. ووصف رئيس الوزراء هذا المشهد بالمهيب والرائع عندما التف مئات الآلاف من المواطنين حول فخامة الرئيس في عدن، وكذلك عند عودته في اليوم التالي إلى تعز، مكللاً بالحب والتقدير والامتنان.. منوهة بان فخامة الرئيس قد اقتنص ،في مثل هذا اليوم، الفرصة التاريخية، التي كان له دور كبير وبارز ومشرف في صناعتها ليحقق لشعبه في الشطرين وحدة الأرض والإنسان التي طالما ظلت حلماً مقدساً في أرواح الآباء والأجداد، الذين ذاقوا معاناة التشطير ومرارة البين قروناً من الزمان. وقال الدكتور مجور " كما مد فخامة الرئيس يده بيضاء لإخوانه في الشطر الجنوبي من الوطن ، صانعاً بذلك لحظة تاريخية فارقة في حياة اليمنيين، ستظل هي اللبنة الأولى والضرورية لحياة تملؤها العزة والكرامة والحضور الإقليمي والدولي،مطالبا اليمنيين في مثل هذا اليوم، كما هو في بقية الأيام التاريخية ليمننا العظيم- أن يقفوا بكل إجلال واحترام أمام هذا المنجز العظيم، وأمام صانعه الفذ، الذي لا يزال يقود البلاد من عز إلى عز وإن كره المرجفون. وأضاف " كما يتوجب علينا أيضاً أن نجعل من مثل هذه المناسبات محطات، نشحن منها عزائمنا نحو مزيد من العطاء والبناء ، وتكاتف الجهود لتعزيز مسيرة التطور والتحديث. وعكست افتتاحية صحيفة 14 أكتوبر الاحتفال الذي اقيم أمس بالعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن مشهدا تفصيليا لأجواء الاحتفال وصورت المشهد بان عدن تغتسل بعطر الاستقلال والوحدة وضوء صباحها الأزلي ومع ذكرى الاستقلال المجيد. وقالت" ها هي عدن الجميلة اليوم مدينة حديثة ونظيفة تشع بسحرها على الوطن الغالي لتملأ، بالمزيد من الألق والبهجة والدهشة فعدن التي وهبتها كل مدن وقرى الوطن حبها هي اليوم حكاية إنسانها اليمني المجد المكافح الذي أعطاها فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح فكرة عن إمكانياته الخيرة فأستغلها ليعود لعدن بهاؤها ورونقها". وأضافت "في يوم ال30 من نوفمبر 2007م نصحو مع بزوغ الفجر وهو يرسم على سطوح ربى الوطن الغالي الابتسامات العذبة.. لاشيء يخفي الفرحة ففي الدماء تسري وفي نبض القلوب خفقات حب الوطن ووحدته..في صدور الأطفال في زوايا البيوت كل شيء أهزوجة منشورة فرحة تشع بالضياء والالق والبهجة في ذكرى نوفمبر المجيد". وتابعت " في استاد 22 مايو عرس الأعراس اليوم التقت الأماني الخضر.. في عدن الوحدة التي صارت زهرة موفورة الجمال وبلبل يغرد جامعاً شمل الأحبة عدن اليوم تطوق بذراعها الحنونين الأحبة.. توحد الصفوف تلم الشعت مواكب من النور تشع من قبس الوطن الغالي ابتهاجاً بذكرى نوفمبر تقول إننا اليمانيون شمسها ونورها شروقها وفجرها الوضاء، في حضرة أبا أحمد المهيبة تستعيد الأرواح سكينتها وتسقط المسافة بين قلوب الناس وقلبه الكبير فيسكن الأحداق والمقل". وأردفت "ما أروعها مناسبة وما أعظم قلب القائد وهو يبلسم الجراح ويمسح الدمعة هنا يبني لا يدمر يداوي ولا يجرح ينصح ولا يزجر كلماته الطيبة تدعو الجميع للتآخي والمحبة والاختلاف لا الخلاف تدعوهم للعودة إلى الوطن لا الحقد عليه تدعوهم وتدعوهم ويا ليتهم يتعضون.. الوطن لنا جميعاً إذا ما أحببناه وحرصنا عليه، كلمات القائد وإعلانه منح وسام الوحدة للمناضلين الذين لم يمنحوا الوسام تذكروها جيداً وتمعنوا في مغزاها جيداً إنها موقف من رجل المواقف.. ومبارك علينا نوفمبر الغالي أيها الأحبة".