سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بحروف يدوية وآلة طباعية عتيقة ورواتب لاتتجاوز ال5 ريالات.. وبفكر تنويري تحرري استمرت الجمهورية على مدى نصف قرن تقدّم دورها الريادي باقتدار مسيرة عطاء متميزة
في العام 1962م 20 اكتوبر تم اصدار أول عدد لصحيفة الجمهورية من محافظة تعز حينها كانت ثورة سبتمبر في بداياتها وكان على الثوار العمل على ترسيخ الثورة ومبادئها. ولشحة الامكانيات كان العاملون في الصحيفة يصدرون الجريدة في الأعوام الأولى للثورة يوماً ويتوقفون يومين أو ثلاثة وبآلة طباعية قديمة جداً تسمى(السلاندر).. حيث كانت المواد الصحفية تُجمع بأحرف يدوية مصنوعة بمادة الرصاص ويستغرق هذا العمل ما يقارب السبع ساعات ثم بعد ذلك يضعونها على الطابعة التي كانت تقوم بطبع كل نسخة على حدة اما المواد الصحفية فقد كان الطاقم الصحفي يتلقاها عبر الراديو وينقلونها بخط اليد من الاذاعة .. الحاج صالح المنتصر والحاج علي الحداء رحمهما الله يعتبران من مؤسسي صحيفة الجمهورية ذلك لأن صحيفة الجمهورية كانت سابقاً تسمى صحيفة النصر في عهد الامام احمد وكان المنتصر والحداء هما القائمان على المطبعة حينها وعندما قامت الثورة تحول اسم الصحيفة من النصر الى الجمهورية وظلا هما يعملان فيها حتى العام 1965م حيث تم توظيف مجموعة من الشباب في الصحيفة بعد ان تم تدريبهم على التعامل مع المطبعة اما المنتصر والحداء فقد ظلا يعملان في الجمهورية حتى العام 1990 حين أحيلا للتقاعد. كانت رواتب الموظفين والعمال والصحفيين حينها لا تتعدى الخمسة ريالات وفي أشهر كثيرة كانوا يستلمون صرف ((كدم)) أو براميل ليبيعوها عوضاً عن الراتب ولم يكن عدد العاملين في الصحيفة اجمالا يتعدى عشرة اشخاص وطبعاً جميع من عملوا في الجمهورية حتى العام 1990م ولفترات متفاوتة قد شرفوا مبنى الامن الوطني كنزلاء بعضهم لأسباب سياسية والبعض الاخر بسبب اخطاء مطبعية غير مقصودة وغيرها من المبررات. بعد أربعة وعشرين يوماً من قيام ثورة سبتمبر ولدت صحيفة الجمهورية في تعز ، وفي ظروف قاسية بدأت الجمهورية خطواتها الأولى فكانت لسان الثورة الهادرة ، وعندما خاض شعب اليمن معركة الدفاع عن الثورة حضرت الجمهورية لتغرس في صدور الأعداء كلمة ، وبعد أن إنتصرت إرادة الشعب وترسخ النظام الجمهوري ، استمرت الجمهورية تخوض الحروب على جبهات الهيمنة والتخلف والجهل ، فلم تتردد في شن المعارك لفضح الفساد والفاسدين ، والإنتصار لقضايا وأمال أبناء اليمن . مما جعل الجمهورية تحصد المراتب الأولى رغم الإهمال الذي واجهته من قبل السلطات الحاكمة. اليوم وصحيفة الجمهورية تحتفل بالعيد الخمسين ، يحق لها أن تفخر بمسيرة متميزة قدمت خلالها الكثير من العطاء الإستثنائي إنفردت به الجمهورية دون غيرها سواء على صعيد الحريات الذي كانت الجمهورية سباقة بالدعوة لإطلاقها، أو خلال أدائها للمهنة والذي مثلت خلاله الجمهورية حارساً أميناً دون النظر لأي اعتبارات سلطوية قد تخرجها عن مبادئ الرسالة الصحفية صانعة بذلك إرثاً مشرفاً منذ النشأة حتى أحداث الثورة الشبابية للتغيير فقد كانت الجمهورية أول صحيفة قومية تعلن انحيازها التام للثورة الشبابية . وبمناسبة الإحتفال باليوبيل الذهبي لصدور الجمهورية نستعرض بعضاً من أبرز المحطات والمراحل في تاريخ صحيفة ومؤسسة الجمهورية