في مايو 2012 وتحديدا في الثاني والعشرين منه اتفق رؤساء التحرير الأعضاء في اتحاد الصحافة الخليجية ممن حضروا المؤتمر العام الثالث للاتحاد الذي عقد في المنامة ، اتفقوا على تنفيذ مشروع كان قد طرحه بعضهم منذ نحو ثلاث سنوات يهدف إلى معرفة الصعوبات التي تواجه الصحفية الخليجية العاملة في الميدان بغية العمل على تذليلها ، لكن رؤساء تحرير الصحف المنضوية تحت مظلة الاتحاد لم يكتفوا بالموافقة على تنفيذ المشروع وإنما حرصوا على وضع بطاقة صغيرة عليها كتب فيها (عاجل .. للتنفيذ ) . الأمين العام المساعد عدنان الراشد بادر بالإعلان عن استعداد ورغبة جمعية الصحفيين الكويتية عقد الملتقى الأول في الكويت . تمت الموافقة وصدرت التوجيهات من الأمين العام للعمل فورا على تنفيذه . الراشد أخبر الأمانة العامة بأن الترتيبات تتجه إلى عقد الملتقى في شهر أكتوبر لكن ازدحام جدول وزير الإعلام الكويتي أدى إلى تأجيله ليعقد يومي 18 و19 نوفمبر الجاري تحت رعايته .. وهكذا كان . بعيدا عن الرسميات والموضوعات الجامدة التي قد لا تجد حتى من يؤرشفها سيتم هنا كشف جوانب من كواليس هذا الملتقى الذي شاركت فيه خمس وعشرون صحفية خليجية ( 6 كويتيات ، 7 سعوديات ، 4 بحرينيات ، 4 عمانيات ، قطريتان ، إماراتيتان) كشف الملتقى عن قدرات عالية يتمتعن بها وجرأة وقدرة على التعبير وطرح الأسئلة سببها الأساس أنهن يعملن في الميدان ويلتقين شرائح مختلفة من المجتمع ، علاوة على تمتعهن بنضج فكري وثقافة لافتة . أما سبب التفاوت في عدد المشاركات من كل دولة فيعود إلى تخلف البعض لظروف طارئة كالسفر والالتزامات الأخرى حالت بينهن وبين المشاركة في هذه الفعالية المهمة . صحيفة الرياض : ما عندنا صحفيات كانت المهمة الأولى للعاملين في الأمانة العامة في دولة المقر (مملكة البحرين) الاتصال بالصحف الأعضاء في الاتحاد لترشيح الصحفيات للمشاركة في الملتقى . كان القرار مشاركة خمس صحفيات من كل دولة خليجية بالإضافة إلى الجمهورية اليمنية . عند الاتصال بمكتب رئيس تحرير صحيفة الرياض قال أحد العاملين إنهم استلموا الرسالة ولكن لا يتوفر لديهم أي صحفية .. قال بلهجة أهل الرياض (كلهم ذكور .. أبد .. ما عندنا صحفيات) . استغربنا من المعلومة ، ثم عندما التقيت برئيس تحرير الرياض تركي بن عبد الله السديري في الدوحة قبل أسبوعين من عقد الملتقى وهو نفسه رئيس اتحاد الصحافة الخليجية أخبرته بالمعلومة الغريبة وقلت هل يعقل أن تكون الرياض هذه الصحيفة العريقة خالية من صحفية واحدة ؟ ففوجئت به يخبرني أن لدى الصحيفة نحو عشرين صحفية سعودية متفرغة ! فطلبت أن يرشح واحدة فأصر على ترشيح اثنتين ليؤكد المعلومة . وهكذا كان حيث شاركت صحفيتان من صحيفة الرياض أثرتا الملتقى بأفكارهما وخبرتهما . أما التناقض في المعلومة فتبين بعد التحقيق أن الذي أعطانا المعلومة ظن أن المطلوب ترشيح صحفية سعودية تعمل في مكتب الصحيفة في الكويت ، وهذه معلومة صحيحة حيث جميع العاملين في مكتب صحيفة الرياضبالكويت ذكور !. جنود الإعلام المجهولون كانت استضافة المشاركات وفريق الاتحاد مسئولية وزارة الإعلام الكويتية التي اختارت فندق الشيراتون الشهير للسكن ووفرت عددا كبيرا من سيارات الضيافة لاستقبال وتوديع الضيوف وخدمتهم على مدار الساعة فترة الإقامة التي امتدت من 17 إلى 20 نوفمبر ، كما وفرت فريقا مدربا من العاملين في قسم العلاقات العامة لمتابعة احتياجات الضيوف وتسهيل إقامتهم كانوا يتواجدون من الثامنة صباحا إلى الثانية بعد منتصف الليل . عندما وصل الأمين العام ناصر محمد العثمان حرص على مصافحة الجميع فتطوع أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين الكويتية بتقديم فريق العلاقات العامة له وقال إن هؤلاء هم الجنود المجهولون ، لكن رد الأمين العام كان لافتا حيث قال ( ليسوا كذلك .. هم جنود ولكن ليسوا مجهولين وإنما ظاهرون .. لكن الآخرين لا يرونهم )!. قصة الصحفية اليمنية العالقة حسب القرار كانت هناك خمس مقاعد لليمن لكن بالتواصل مع الصحف هناك لم نتوصل إلا إلى صحفية واحدة بدت متحمسة للمشاركة . رتبنا لها كل الأمور لكنها علقت في اللحظة الأخيرة بسبب عدم حصولها على تأشيرة لدخول الكويت حيث حالت العطلة الأسبوعية وعطلة الأول من العام الهجري دون إنجاز معاملتها فعقد الملتقى من دون من يمثل الصحافة اليمنية العريقة . ابتسامة جاسم كمال الساحرة جاسم محمد كمال هو عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين الكويتية . جاسم لفت الانتباه إليه لعدة أسباب أولها تواجده على مدار الساعة في (لوبي الفندق) حيث يجده الجميع في كل وقت مبتسما ومرحبا . كمال فاض على الجميع بحنانه وأدهشهم بسعة صدره وبفرحته عند تقديم أي خدمة يطلبها الضيوف منه . قبل مغادرة الكويت قال الجميع له (أنت طيب جدا .. وحبّوب) . كان بالفعل مثالا جميلا وممثلا للكويت التي تستوعب الجميع دائما. عدنان الراشد : القيادي الكبريت عدنان الراشد مساعد الأمين العام ونائب رئيس تحرير صحيفة الأنباء الكويتية ونائب رئيس جمعية الصحفيين الكويتية كان بالفعل دينامو الملتقى وكان المايسترو الذي أدار كل شيء بما يتمتع به من قدرات عالية ومهارات . له الفضل في سرعة تنفيذ مشروع الملتقى وله الفضل في نجاح الفعالية ودقة التنفيذ . بشخصيته القوية وقدراته الكلامية وصوته الجهور وحرصه على أن يكون كل شيء دقيقا جاءت الأمور كما يشتهي الجميع . إداري ناجح يمتلك قلبا مليئا بالمحبة للجميع لكنه (جبريت) .. سرعان ما يشتعل ، وعندما لا يعجبه إيقاعنا يقول وهو يصر على أسنانه ( انتوا البحرينيين وايد باردين ) ! لكن أحدا لم يكن يزعل منه فهو يغطي “جبريتيته “ بطيبته وببعض النكات ينثرها هنا وهناك عندما يعتدل مزاجه . قبل أن أغادر الكويت هاتفته وقلت له ( بيّض الله ويهك) .. وهكذا قال الآخرون .. وإن في سرهم . بوخالد .. الذي وفّى موسى تركي (بوخالد) هو مدير العلاقات العامة بوزارة الإعلام وصلة الوصل مع الوزير . كان مكلفا بالتواصل مع الاتحاد لترتيب أمور السفر والإقامة . لم نلتق من قبل ولكني أدركت حرصه على إنجاح الملتقى وأيقنت أنه دقيق في عمله . على مدى أسبوع قبل عقد الملتقى أعلن حالة الطوارئ ولم يسكت هاتفي .. ولم يسكت هاتفه . رتب أمور سفر الجميع ورتب ظروف إقامتهم والمواصلات ولم يهدأ إلا بعد أن غادر آخر الضيوف . بو خالد أيضا كان حريصا على التواجد في الفندق رغم انشغالاته الكثيرة ومهامه الصعبة ، فهو يعمل في وزارة لا تعرف الهدوء . نقول له ( وفّيت وكفّيت يا بن تركي ) . هدوء البهبهاني سر شخصيته أحمد يوسف البهبهاني رئيس جمعية الصحفيين الكويتية أشرف على كل شيء من الألف إلى الياء وحرص على التواجد على مدى يومي الفعالية ، تحتل وجهه ابتسامة تشكل مع الهدوء الذي يمتاز به شخصية هذا الرجل قليل الكلام كثير الفعل . واضح أنه يؤمن بالقول (خير الكلام ما قلّ ودل). وزير الإعلام : سامحونا ! الملتقى أقيم تحت رعاية وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء معالي الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح لكنه بسبب انشغالاته لم يتمكن من الحضور فأناب وكيل الوزارة الشيخ سلمان الحمود الصباح وأوصاه بأن يعتذر بالنيابة عنه فأبلغ الجميع سلامه وتحياته وشرح ظروفه وحرص على إلقاء كلمة أشاد فيها باتحاد الصحافة الخليجية وبتخصيص ملتقى للصحفيات الخليجيات . عندما التقينا بالوزير لاحقا قال لكل واحد منا (سامحونا على القصور) . لكنه لم يكن كذلك فالجميع يعلم أنه كان يتابع الترتيبات أولا بأول ..و ما منه قصور .. ويستحق الشكر منا . رئيس الوزراء يترك الاجتماع ليستقبلنا قبل انتهاء عقد الجلسة الأولى أعلن عدنان الراشد بأنه تمكن من ترتيب موعد غد مع سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح في قصر السيف . عندما وصلنا علمنا أن مجلس الوزراء يعقد جلسته ، انتظرنا قليلا ثم فوجئنا بهم يدعوننا للقائه . كان الشيخ قد خرج من الاجتماع كي نتمكن من العودة لمواصلة فعاليات الملتقى . علمنا فيما بعد أنه كان مشغولا جدا ولكنه أيضا كان حريصا على لقائنا . خلال اللقاء طلب عدنان الراشد أن يتيح للجميع أن يأخذوا معه صورا تذكارية .. كل على انفراد . وهكذا كان ، حيث حظي كل واحد من الحاضرين ( نحو أربعين شخصا ) بلقطة خاصة مع رئيس وزراء الكويت للذكرى. الصحفيات : أول مرة نصير تحت التغطية ! عند الإعداد للملتقى حرصنا على أن نبتعد عن القوالب الجامدة لهذا النوع من الاجتماعات فاستبعدنا محاور اللقاء التي قمنا بإعدادها وتقرر أن تعطى كل صحفية مشاركة في الملتقى عشر دقائق لتتحدث عن تجربتها الصحفية والعقبات التي تواجهها في الميدان ، هذا الأسلوب أثرى اللقاء فانطلقت فتياتنا يعبرن عن أنفسهن وتتحدث عن المشكلات والعقبات التي تواجههن ويقترحن الحلول ويطلبن إدراج بعض ما يأملنه في التوصيات . إحداهن قالت في مداخلتها إنها المرة الأولى التي تكون في موقع تجيب فيه عن أسئلة الصحفيين وترى من يغطي ! ومع هذا غطت الحاضرات فعاليات الملتقى لصحفهن !. توصية بتغطية أحداث أفغانستان ! من أطرف المقترحات التي نوقشت في الملتقى قيام فريق من الصحفيات الخليجيات بتغطية الأحداث في المناطق الساخنة . قالوا نريد أن نذهب إلى الصومال ، أفغانستان ، سوريا .. وغيرها . لا أدري إن كان رأيهن يظل كما هو عندما تحين ساعة الجد لكنهن بالفعل كن متحمسات !. الملتقى التالي سيعقد في .... في الجلسة الختامية اختلفت الآراء عن موعد ومكان الملتقى الثاني ، البعض رأى أن يكون كل سنتين أو ثلاث سنوات ، والبعض الآخر رأى أن يكون سنويا . البعض رأى أن يكون دوريا مثلما هي اجتماعات قمة التعاون ، والبعض الآخر رأى أن تتبناه الكويت التي بدأت الخطوة الأولى فيه . لم يتخذ قرار لكن الرغبة في استمرار عقد الملتقى وتطويره ظلت طاغية . الأمانة العامة للاتحاد : نشكر نشكر نشكر الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر محمد العثمان حرص في الجلسة الختامية على توجيه الشكر للجميع ؛ سمو رئيس وزراء الكويت، وزير الإعلام، وكيل وزارة الإعلام ، رئيس جمعية الصحفيين، العلاقات العامة ، المشاركات في الملتقى ، وكل من كان له دور مهم صغر في تنفيذ الفعالية ، فالجميع كان سبب النجاح . في جلسة الافتتاح دعا وكيل وزارة الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح إلى أن يقوم الإعلام الخليجي بالدور المطلوب منه في مواجهة التحديات التي نعيشها والتي تفرض التعامل معه بأدوات جديدة تستند إلى خبرة الإعلاميين مؤكدا أن للإعلام الخليجي دوراً مهم في هذه المرحلة . رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي بن عبد الله السديري قال إن الملتقى لا يتعرض لواقع العمل كمهنة ولكن لواقع مسئولية المهنة والعمل على الإحاطة بما يدور في العالم العربي من تطورات ، مبينا أن على الصحفي دورا كبيرا في حماية المجتمع والمحافظة على الإطار العام للواقع الخليجي . أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر محمد العثمان قال إن المراد من الملتقى تحديد العقبات التي تواجه الصحفية العاملة في الميدان والسعي لحلها وتشجيع المرأة الخليجية على الدخول بقوة في ميدان الصحافة ، فللمرأة دور مهم في تنوير المجتمع والمشاركة في بنائه وتطويره . رئيس جمعية الصحفيين الكويتية أحمد يوسف البهبهاني قال إن الملتقى بادرة خير وعمل مثمر وإن ما تراكم من خبرات في السنوات الماضية يمكن البناء عليه ، مبينا أن لدى الصحفيات الخليجيات القدرات التي تؤهلهن للإسهام بدورهن في هذا الخصوص . من توصيات ومقترحات المشاركات السعي لتمكين المرأة من أماكن اتخاذ القرار في المؤسسات الإعلامية المختلفة . مشاركة المرأة في رسم الصفحة الأولى للصحيفة. تدريب الصحافيات الخليجيات وابتعاثهن إلى الدول الأكثر خبرة في مجال الصحافة . توفير إعلانات توعوية متلفزة ترفع من قيمة عمل الصحفية الخليجية وتشجع الفتيات الخليجيات على الدخول في هذا المجال . تشكيل منظومة علاقات مهنية بين الصحافيات الخليجيات. تمييز الصحفية العاملة في الميدان عن زميلتها العاملة في المكاتب ماديا . ضرورة توفير تأمين ضد مخاطر المهنة . ضرورة توفر قانون ينظم العمل الصحافي ويبين واجبات وحقوق المرأة الصحافية . تشكيل وفد نسوي خليجي بدعم من الأمانة العامة للصحافة الخليجية وتحت إشراف المؤسسات الإعلامية الخليجية للخروج بمهمة عمل خارج دول مجلس التعاون . مشكلات تواجه الصحافية الخليجية بيئة الاختلاط تتفاوت من بلد إلى آخر وتتسبب أحيانا في الابتعاد عن هذه المهنة . التيارات المتشددة تعتبر المرأة عورة ما يتسبب في ابتعادها عن مهنة الصحافة . التقاليد والعادات التي تتمتع بها المجتمعات القبلية تعوق المرأة الصحافية المنتمية للقبيلة . النظرة المجتمعية القاصرة إلى كل تصرف للمرأة على أنه خادش لحيائها أو غير مناسب لجنسها . المرأة لا تأخذ حظها في التدرج الوظيفي . غياب الصحافيات المتخصصات فالأقسام الأكاديمية الإعلامية لا توفر تخصصات فرعية في مجال الإعلام.