رغم أن تصفيات المجموعة الثانية لبطولة الواعدين تحت 14 سنة والتي استضافتها الدمام والتي أحرز فيها منتخبنا المركز الثاني، مما يعني تأهله إلى النهائيات الآسيوية بحسب لوائح البطولة إلا أن الإصرار الغريب لمشرف التصفيات المكلف من الاتحاد الآسيوي وتأكيده على تأهل فريق واحد فقط عن المجموعة، خلط الأوراق، ووأد حلم صغارنا، وأفسد فرحة الشارع الرياضي الذي ظل خلال الأيام الماضية يتساءل: هل تأهل منتخبنا أم لا..؟ «ماتش» وكعادتها في الاهتمام بكل القضايا الرياضية وفي إطار سعيها الدائم لتوضيح الصورة للقارئ الكريم تابعت هذا الموضوع المهم من كافة الجوانب، فوضعت النقاط على الحروف حتى تصبح الصورة واضحة للجميع.. لطف: تأهلنا رسمياً في البداية اتجهنا الى عبدالفتاح لطف رئيس لجنة الشباب والناشئين ورئيس بعثة المنتخب الى الدمام وسألناه عن الالتباس الحاصل وحيثيات الأمر فرد علينا مشكوراً: حقيقة لقد استغربنا من الالتباس في موضوع عدد المتأهلين من المجموعة وخصوصا من تأكيد مشرف التصفيات الأردني شامل كامل على تأهل فريق واحد فقط رغم ان اللائحة التي استلمناها من الاتحاد الآسيوي واضحة وتنص على تأهل الأول والثاني من كل مجموعة الى النهائيات الآسيوية المقرر إقامتها العام القادم. واوضح لطف أنه عقب عودته الى أرض الوطن تواصل مع د.حميد الشيباني أمين عام الاتحاد المتواجد في ماليزيا وأخبره بما قاله مشرف التصفيات والذي يخالف اللائحة، فما كان من د.حميد إلا أن أكد له ومن مقر الاتحاد الآسيوي على تأهل منتخبنا رسميا كثاني المجموعة وحسب اللائحة، وان اتحادنا لا يتعامل مع تصريحات أو قرارات أشخاص وإنما مع لوائح ومخاطبات رسمية للاتحاد القاري. واختتم لطف حديثه بالإشادة بما قدمه منتخبنا من مستوى رائع وتجاوزه لمنتخبات أكثر منه استعدادا وجاهزية، مقدما شكره العميق لكل من وقف الى جانب المنتخب منذ البداية ويأتي في مقدمتهم الشيخ أحمد العيسي رئيس الاتحاد الذي ظل يتابع استعداد المنتخب وتذليل كافة الصعوبات خلال الفترة الماضية حتى تحقق الإنجاز الآسيوي. موقف غريب الغريب في الأمر حتى هذه اللحظة والذي يحتاج الى معرفة أسبابه هو موقف د.شامل كامل مشرف تصفيات المجموعة الثانية من قبل اتحاد القارة الكبرى, وإصراره على تأهل فريق واحد فقط من المجموعة وإعلانه بذلك في الاجتماع الفني الذي يسبق كل بطولة خلافا للائحة التي وزعها الاتحاد الآسيوي على الدول المشاركة منذ فترة طويلة، وهو الأمر الذي وأد فرحة براعمنا بالتأهل عقب فوزهم في المباراة الأخيرة أمام فلسطين برباعية نظيفة ورفع رصيدهم الى ثمان نقاط في المركز الثاني خلف المستضيف الأخضر السعودي. موقع AFC يرد ومما يجعل موقف مشرف تصفيات مجموعة الدمام أكثر غرابة هو الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي يؤكد على تأهل فريقين من كل مجموعة في خبر نشره عقب إجراء قرعة التصفيات، بالاضافة الى خبر نشره يوم الثلاثاء الماضي 5 مارس 2013م بعد اختتام منافسات تصفيات المجموعة الثانية وأكد فيه على تأهل منتخبنا الوطني الى النهائيات تحت عنوان «اليمن تتأهل للنهائيات بمرافقة السعودية». يرفعون الرأس المهم في الموضوع ان منتخبنا الذي كان أكثر المنتخبات المشاركة التزاما بالسن القانونية وهو ما يحسب لاتحاد اللعبه قد رفع الرأس في الدمام، وأكد للجميع ان اليمن هي منبع المواهب الأول في المنطقة وانه بالإصرار والإرادة يمكن تجاوز فارق الإمكانيات المادية بيننا وبين منتخبات الدول المجاورة، كما يكفي أحمرنا الصغير انه وبمواهب لاعبيه الربانية وحماسهم الكبير استطاعوا خطف بطاقة التأهل على حساب منتخب أكاديمية اسباير العالمية والتي يصرف عليه ملايين الدولارات. منتخبنا الرائع بدأ التصفيات بتعادل سلبي أمام منتخب الأردن رغم أفضليته الميدانية ثم تجاوز شقيقه الكويتي بهدفين مقابل هدف في الجولة الثانية قبل ان يعود ويتعادل سلبيا ايضا مع منافسه القطري في ثالث مباراة له.. فيما لم تؤثر عليه الخسارة بالثلاثة من مستضيف التصفيات وبطل المجموعة الأخضر السعودي ليعود في آخر جولة ويحقق فوزا كبيرا على نظيره الفلسطيني برباعية نظيفة احتل بها المرتبة الثانية في المجموعة ومعلنا تأهله الى المرحلة الثانية التي سوف تضم كبار آسيا وأفضل 16 منتخبا فيها. المشاركة بدون مخصصات ومثلما تعودنا دائما بعد تحقيق أي إنجاز ان يطل علينا هواة التسلق ومدمني التقاط الصور التذكارية ومتصدري المشهد الفرائحي، فقد ظهر لنا هؤلاء الآن بعد إعلان تأهل المنتخب رسميا وبدأوا في السؤال عن المنتخب الصغير الذي ظل يعاني من الإهمال طوال الفترة الماضية وكان كل ما يتمناه هو السؤال عن أحواله من قبل أي مسئول صغير بوزارة الشباب وليس من الوزير شخصياً. وقد لا يعلم الجميع أن المخصصات الماليه لإعداد المنتخب ومشاركته في التصفيات المنصرمة لم تصرف من قبل وزارة الشباب والرياضة حتى الآن، وكان يمكن ان يكون حضوره في خبر كان لولا الجهود الشخصية لرئيس الاتحاد أحمد العيسي الذي كان من أشد المهتمين بتواجد براعم اليمن في هذا المحفل الآسيوي.. كما ان واجب إعطاء كل ذي حق حقه يحتم علينا الإشادة بالدور الكبير للأخ عبدالفتاح لطف رئيس لجنة الشباب والناشئين الذي ظل يتابع أمور المنتخب منذ بداية تشكيله وحل كل المشاكل التي اعترضته وهي كثيرة جدا حتى عاد من الدمام حاملا بطاقة التأهل الغالية. المطلوب الآن في تصوري أن الاهتمام بهؤلاء البراعم الصغار وكل من عمل معهم حتى تحقق الإنجاز وتكريمهم التكريم اللائق هو أقل واجب يفترض ان نقدمه لهم في هذه الفترة.. كما يجب أن يحظى هذا المنتخب والذي سيمثل نواة منتخب المستقبل باهتمام خاص وتقديم كافة أنواع الدعم له خلال الفترة القادمة مما يمكنه من الاستعداد الأمثل للنهائيات الآسيوية في العام القادم والظهور بصورة تشرف البلاد.