أكدت الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية إن تصاعد الأبخرة والغازات من جبل "صحن الجن" بمأرب لا يمثل أي خطر على الحياة العامة بالمنطقة. وقال عضو فريق الخبراء الجيولوجيون التابعين للهيئة المهندس عبد الجليل الصلاحي:" إن الهيئة تجري حاليا دراسات معمقة للموقع للتأكد من سلامة المنطقة المحيطة بعد أن أثبتت الدراسات الأولية عدم وجود أي احتمال لحدوث نشاط بركاني فيها". وأوضح عضو الفريق الذي زار المنطقة للمرة الأولى أمس لتحديد جوانب هذا النشاط في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الهيئة وفي إطار متابعة الظاهرة التي يشهدها جبل "صحن الجن" كلفت اليوم فريق فني مكون من 3 خبراء جيولوجيين من الهيئة لأخذ عينات من الماء والهواء والتربة لدراستها وتحليلها، للتأكد من خلو المنطقة من أي نشاط أو تأثير لغاز الرادون. وأفاد الصلاحي بأن الفريق مزود بأحدث الأجهزة للتعامل مع مثل هذه الحالات، وبما يضمن دقة النتائج في جميع المستويات. وأضاف:" إنه سيتم رفع تقرير نهائي خلال الأسبوع القادم بعد استكمال التحاليل والدراسات مشتملا على ما توصل أليه خبراء الهيئة من نتائج وتوصيات للجهات المعنية المختصة للعمل بما من شأنه تأمين سلامة المواطنين في المنطقة، ورفع مستوى الوعي بهذه الظاهرة التي لا تمثل أي خطر يذكر في الوقت الحالي". وأشار إلى أن الهيئة ستقوم قريبا بإنشاء محطة لرصد ودراسة الزلازل في هذه المنطقة لمراقبة نشاطات وتحركات القشرة الأرضية، وبما يساعد في دراسة أبعاد هذه الظاهرة. فيما أفاد أستاذ الجيولوجيا بجامعة صنعاء الدكتور مصطفى العبيدي أن منطقة جبل صحن الجن هي من مناطق البركانيات الرباعية في اليمن التي شهدت نشاطات بركانية خلال العصر الرباعي الذي يعود إلى أكثر من 10 آلاف عام. وأوضح العبيدي وهو أحد خبراء هيئة المساحة الجيولوجية أن هذه المناطق تتميز بتحركات القشرة الأرضية بفعل موقع اليمن على حافتي البحر الأحمر وخليج عدن ضمن ما يسمى بمنطقة الدرع العربي التي تتألف من كتل متلاصقة مع بعضها تتخللها مناطق ضعف. مبينا أن مناطق الضعف هذه تتأثر بأي حركة تتعرض لها القشرة الأرضية، وتصعد من خلالها غازات وأبخرة مماثلة لما يشهده جبل الجن، ولفت بأن ما يشهده الجبل مماثل لواقع ما ينبعث من جبل اللسي بمحافظة ذمار. وكان محافظ مأرب عارف عوض الزوكا تفقد اليوم منطقة جبل صحن الجن الواقع في الجانب الشمالي على بعد 3 كيلو مترات من مدينة مأرب, وما تشهده من تصاعد للأبخرة والسخونة الطفيفة في سفح الجبل. وقال الزوكا:" إن الفريق المتخصص من المساحة الجيولوجية، والذي زار المحافظة أمس أكد إن الأمر غير مقلق، وأنه عبارة عن تأثيرات ومتغيرات طفيفة تعطي توقعات بوجود أجسام صهرية في أعماق القشرة الأرضية لبراكين قديمة شهدتها المنطقة في عصور جيولوجية قديمة". وأوضح المحافظ أنه بناء على تقرير الفريق الجيولوجي سيتم تركيب محطات رصد في جبل صحن الجن لمعرفة أي نشاط.