أعاد المؤتمر الكشفي العام الذي عقد خلال اليومين الماضيين بصنعاء، الاعتبار إلى الحركة الكشفية كمنظمة وطنية مستقلة ضمن منظمات المجتمع المدني تسهم في عملية البناء والتنمية والتوعية والتثقيف للنشء والشباب والمجتمع بوجه عام. وشخص المؤتمر الكشفي العام للحركة الكشفية بمشاركة 300 عضو وقائد كشفي من مختلف محافظات الجمهورية، واقع الحركة ومكامن الضعف والقصور في برامجها وأنشطتها التوعوية بالإضافة إلى تعزيز مفاهيم العمل التطوعي الذي يسد ثغرة كبيرة في نشاط الدولة والهيئات المدنية بما يسهم في تقوية الترابط الاجتماعي بين كافة فئات المجتمع . ويأتي انعقاد المؤتمر الكشفي العام بعد سنوات من تدني أنشطة وبرامج الحركة الكشفية، نتيجة الأحداث السياسية والحزبية التي شهدها اليمن مؤخرا ما ساهم في غربلة كثير من القضايا التي ساهمت في تعكير صفو الحياة العامة بمختلف مكوناتها وليس في العمل الكشفي والإرشادي فقط. وفي هذا الصدد اعتبر أمين عام المنظمة الكشفية العربية الدكتور عاطف عبدالمجيد انعقاد المؤتمر الكشفي بمثابة عودة الروح للحركة الكشفية في اليمن وتعزيز مسيرتها في الحياة لخدمة الأمة وليس للشعب اليمن فحسب .. لافتا إلى أن أعضاء الكشافة اليمنية لهم بصمات في تطوير الكشافة العربية من خلال أفكارهم وإبداعاتهم خلال توليهم لعدد من اللجان في المنظمة الكشفية العربية. فيما رأى المفوض العام للكشافة مشعل الداعري، بأن انعقاد المؤتمر خطوة في الاتجاه الصحيح وعهد جديد للكشافة في اليمن .. مؤكدا حاجة الحركة الكشفية إلى تظافر الجهود لإعادة الحيوية في انشاطتها التوعوية ونشر مفاهيم العمل التطوعي لخدمة المجتمع. وقال " أن فوزه بمنصب المفوض العام في انتخابات جرت لأول مرة في الحركة الكشفية هو تكليف لا تشريف وبحد ذاته فوز لأعضاء المؤتمر وأبناء الكشافة في عموم المحافظات " .. داعيا الجميع إلى بدء صفحة من العمل والنشاط الكشفي بما يكفل النهوض بواقع الكشافة. بدوره عبر رئيس الهيئة العليا للمتابعة والتقييم بجمعية الكشافة والمرشدات عبدالوهاب الرميم عن سعادته بنجاح المؤتمر الكشفي العام في تشخيص واقع الحركة الكشفية ووضع حلول ومعالجات تساعد في النهوض بأنشطة وفعاليات الحركة الكشفية . واشار إلى إن الحركة الكشفية تطوعية والعمل التطوعي فيها لوناً من ألوان المشاركة الإيجابية ليس في تقديم الخدمة فحسب ولكن في توجيه ورسم السياسة للمؤسسات الاجتماعية التي تعمل في هذا المجال ومتابعة تنفيذ برامجها وتقويمها بما يعود على المجتمع بالنفع . من جهته اعتبر المفوض العام الأسبق للكشافة عبدالكريم الضحاك أن الأول من مايو الحالي يوم ميلاد جديد للحركة الكشفية بانعقاد أول مؤتمر كشفي للحركة الكشفية منذ 1973م .. مشيرا إلى أن المؤتمر مثل نقطة تحول للحركة الكشفية من خلال تعزيز الوعي الديمقراطي بانتخاب دماء جديدة للمفوضية العامة للكشافة تقدم شيء للأجيال القادمة . وأعرب عن أمله في أن يسهم انعقاد المؤتمر الكشفي في انعاش أنشطة وبرامج الكشافة وتعزيز دورها المجتمعي والتوعوي وتعميق روح الإخاء والمحبة والمودة بين أبناء الوطن الواحد سيما والوطن في أمس الحاجة إلى الحركة الكشفية وبرامجها التثقيفية. فيما حذر نائب رئيس الهيئة العليا للمتابعة والتقييم بالجمعية عبدالعزيز طه من العمل الحزبي الضيق داخل الحركة الكشفية. مبينا بهذا الخصوص أن الحركة الكشفية وأنشطتها بعيدة كل البعد عن الحياة السياسية والحزبية وهي منظمة مدنية تسهم في عملية التنمية المجتمعية. وأكد أن الهيئة ستراقب عمل المفوضية العامة الجديدة والمنتخبة وستقيم أنشطتها عن كثب .. داعيا الجميع إلى العمل بروح الفريق الواحد والارتقاء بالحركة الكشفية وتعزيز برامجها. في حين أشار مفوض تنمية المجتمع هاشم عنقاد إلى أن المؤتمر شهد لأول مرة وضع نظام أساسي للحركة الكشفية ينظمها ويحدد أهدافها ومبادئها السامية. في غضون ذلك اشار مفوض تنمية القيادات علي بن علي الجرموزي إلى ضرورة إعادة النظر في تفعيل العمل الطوعي الذي بات شبه غائب عن الحركة الكشفية. مؤكدا ان هدف الحركة الكشفية العناية بالنشء والشباب وإعدادهم روحياً وعقلياً واجتماعياً وبدنياً.