عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    عدن.. البنك المركزي يوقف ويسحب تراخيص منشآت وشركات صرافة    استمرار الحملات الميدانية لضبط الأسعار في مديريات العاصمة عدن تنفيذاً لتوجيهات المحافظ لملس    الشخصية الرياضية والإجتماعية "علوي بامزاحم" .. رئيسا للعروبة    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    المعتقل السابق مانع سليمان يكشف عن تعذيب وانتهاكات جسيمة تعرض لها في سجون مأرب    تدشين مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء والمفقودين في الجعفرية    ابوعبيدة يوافق على ادخال طعام للاسرى الصهاينة بشروط!    2228 مستوطناً متطرفاً يقتحمون المسجد الأقصى    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    أبين.. انتشال عشرات الجثث لمهاجرين أفارقة قضوا غرقًا في البحر    اجتماع للجنتي الدفاع والأمن والخدمات مع ممثلي الجانب الحكومي    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    وفاة مواطن بصاعقة رعدية في مديرية بني قيس بحجة    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    بدلا من التحقيق في الفساد الذي كشفته الوثائق .. إحالة موظفة في هيئة المواصفات بصنعاء إلى التحقيق    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    مونديال السباحة.. الجوادي يُتوّج بالذهبية الثانية    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    العسكرية الثانية بالمكلا تؤكد دعمها للحقوق المشروعة وتتوعد المخربين    اكتشاف مدينة غامضة تسبق الأهرامات بآلاف السنين    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    عدن .. جمعية الصرافين تُحدد سقفين لصرف الريال السعودي وتُحذر من عقوبات صارمة    مجموعة هائل سعيد: نعمل على إعادة تسعير منتجاتنا وندعو الحكومة للالتزام بتوفير العملة الصعبة    أمين عام الإصلاح يعزي عضو مجلس شورى الحزب صالح البيل في وفاة والده    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    مليشيا الحوثي الإرهابية تختطف نحو 17 مدنياً من أبناء محافظة البيضاء اليمنية    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    خيرة عليك اطلب الله    صحيفة أمريكية: اليمن فضح عجز القوى الغربية    الشيخ الجفري: قيادتنا الحكيمة تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة    طعم وبلعناه وسلامتكم.. الخديعة الكبرى.. حقيقة نزول الصرف    شركات هائل سعيد حقد دفين على شعب الجنوب العربي والإصرار على تجويعه    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    لم يتغيّر منذ أكثر من أربعين عامًا    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقبرة القطيع ب «كريتر»..
اختلف «الأحياء» ودفع «الأموات» الثمن!!
نشر في الجمهورية يوم 18 - 09 - 2013

مقبرة القطيع ب (كريتر) واحدة من عديد مقابر في بلادي.. تعاني الاهمال، بناء عشوائي يدك أسوارها العتيقة، ومجارٍ طافحة تتقدّم صوب الموتى بلا اكتراث، فيما الشباب المتسكّعون ،مدمنو الحبوب المخدّرة اتخذوها مقراً صامتاً لممارسة طقوسهم الشيطانية، أمام هذا التوغّل الموحش (الجمهورية) كانت هناك، غاصت في تفاصيل لافتة لا يصدّق حدوثها في (عدن) حاضرة اليمن السعيد، وفي المقابل مجلس محلي يسعى جاهداً لإعادة الاعتبار لرفات الموتى، ومواطنون غاضبون، وجهات ضبطية لا تكبح جماحهم..
إهمال
محمد عبد الله السدح (عاقل حارة العيدروس) والذي تحدث معنا عن المشاكل والهموم التي تعاني منها المقبرة قال: أول هذه المشاكل هو الإهمال من قبل المسئولين والجهات المختصة وأكثرها كانت تحدث في أيام القبّار السابق الذي كان يعمل على استغلال القبور من خلال نبشها والعبث فيها وإخراج عظام الموتى، عندما اكتشفنا هذه الجرائم المرتكبة بحق الموتى تم القبض عليه وتم تسليمه إلى الجهات المختصة ولكن مع الأسف تم الإفراج عنه.
وأشار السدح الى أن القبّار الجديد يقوم بعمله على أكمل وجه وبأنه يحترم مهنته كما أنه عمل على ضبط المقبرة من كل الأشخاص الذين ينتهكون حرمتها، وأفاد: إلى الآن لم تحدث إية عملية نبش لأي قبر، فالمشكلة الرئيسية التي نعاني منها إلى الآن هي عدم استكمال بناء سور المقبرة، لأن المقاول يتلاعب ببنائه منذ ستة أشهر، لهذا أصبحت المقبرة تأوي الشباب المدمنين على الحبوب المخدّرة، والذين يتعاطون القات، وأضاف: مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن لا يأبه لتلك الجرائم، مطالباً ذات المكتب بتوفير حرّاس لبوابة المقبرة وذلك لحمايتها من السرقة ، وصرف راتب شهري للقبّسار الجديد.
كما أن السلطة المحلية حسب توصيف السدح لا دور لها في الجانب، رغم أنهم تقدموا إليها بطلب تشكيل لجنة للتحقيق مع المقاول ومعرفة أسباب عدم استكمال بناء السور الخاص بالمقبرة، وإلى الآن لم يروا من السلطة المحلية إية ردة فعل إيجابية، واكتفوا بالرد بأن مكتب الأوقاف هو المسئول عن بناء وتقوية السور، وأضاف: ونحن بدورنا نطالب المجلس المحلي بالنزول إلى المقبرة ومشاهدة ما يحدث فيها من انتهاك لحرمة القبور من قبل بعض الناس الذين انتزعت الرحمة من قلوبهم والخوف من الله ونقول لهم: كفاكم عبثاً بحرمة القبور.
مشاهد مخزية
يقول السدح: وبالنسبة لعدد القبور التي تم نبشها لا نستطيع أن نحصيها فهي كثيرة ومن ضمن هذه القبور التي تم نبشها هناك قبر كان يستخدم كمستودع لتخزين مجموعة من القوارير؛ وهذه القوارير تحتوي بداخلها أطفال السقط وأطفالاً غير شرعيين، وكذا أجزاء من جسم الأطفال ويتم بيعها للاستفادة منها حيث بلغ عدد هذه القوارير حوالي (2030) قارورة.
وأضاف: تم تسليم هذه القوارير إلى شرطة كريتر ولكن الشرطة لم تعمل على ضبط ومحاسبة هؤلاء الأشخاص الذين يتلاعبون بهذه القبور، مؤكداً بأن القبّار الجديد استطاع أن يضبط مجموعة وبحوزتهم عظام لجثة شابة، وقد تم القبض عليهم وتسليمهم إلى الشرطة، كما تم ضبط اثنين من الشباب يمارسون عمل الفاحشة بداخل المقبرة وتم تسليمهما إلى الشرطة، ولكن تفاجأنا بإطلاق سراحهما؛ وغيرها من القصص الغريبة قصص تقشعر منها الأبدان، وهذا كله بسبب عدم استكمال بناء السور والبناء العشوائي المنتشر بداخل المقبرة، وما تسبّبه من مشاكل كبيرة منها طفح المجاري على القبور وغيرها من المشاكل، وأثناء تواجدنا في المقبرة مع شيخ الحارة شاهدنا اثنين من الأطفال يقضون حاجتهم (التبول) أمامنا، وبصراحة كان الموقف مخزياً للغاية، كما شاهدنا بقايا القات وأكياس الشمة، والكثير من مخلّفات القمامة.
مجارٍ طافحة
من جهته عبد الله سالم العزيبي (القبّار الجديد)قال: منذ عام وأنا اعمل في هذه المقبرة باعتباري المسئول الأول عنها، لهذا اطلب من مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن الإسراع في بناء السور الخاص بها، وكذا إصلاح أبوابها وتوفير حراسة لها كي نستطيع أن نضبط ونمنع كل من تسوّل له نفسه العبث بحرمة الموتى.
ويؤكد العزيبي القبّار أنه من اليوم الأول لاستلامه المقبرة وإلى يومنا هذا لم تحدث إية عملية نبش للقبور، أو إخراج عظام الموتى، أوحدوث أفعال مخلّة بالأخلاق، ولكن المشكلة تكمن في مياه الصرف الصحي (المجاري) التابعة للبناء العشوائي وطفحها الذي وصل إلى القبور القريبة من هذه البيوت.
وفيما يخص أسعار القبورقال العزيبي: إن الأسعار ثابتة سعر القبر الكبير (4000) ريال، والقبر الصغير (2000) ريال، وهناك قبور يتم فيها دفن الميت الفقير بدون مقابل، وعند سؤالنا عن سبب وجود البقع السوداء في جدران المقبرة أجاب: هذا نتيجة إحراق القمامة وبعض الخشب التي يتم جمعها بعد تنظيف المقبرة.
حرام
التقينا الشيخ عبد العزيز سلطان ليحدثنا عن حكم الشرع في التعدي على حرمة المقابر، فأجاب قائلاً: البناء على القبور محرّم وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وللقبر في الشريعة الإسلامية قدر كبير من الحرمة ولا يجوز لأحد التهاون فيها ولا الاعتداء عليها، لقد حرّم النبي صلى الله عليه وسلم الجلوس على القبر تحريماً شديداً فقد جاء في الحديث الشريف : (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر)،وهذه الحرمة تقتضي من المسلمين العناية بالقبر وبالقدر الذي يحفظ للميت حرمته ويصون كرامته ولا يعرّضه للأذى والامتهان.
الاعتداءات كثيرة
الرائد عمار العماري (مدير شرطة كريتر) قال: تم التبليغ عن قضيتين واحدة في عام (2011 ) وتم ضبط شخص وإحالته إلى النيابة وأما الشخص الآخر لازال هارباً وجاء ذلك بناءً على بلاغ مقدّم من قبل مكتب الأوقاف والإرشاد، كما أن هناك بلاغاً آخر في تاريخ 4/7/2004م وتم إحالة القضية إلى النيابة، وأضاف: تحدث الكثير من القضايا ويتم إبلاغنا من قبل المواطنين ومنها (نبش القبور، وإحراق عظام الموتى، ودفن شخص فوق شخص آخر) فتم النزول من قبلنا إلى الموقع الحدث (المقبرة) واتضح فيما بعد إتمام التحقيق بأنه تم إحراق بعض الخشب ولم يكن إحراق عظام الموتى كما جاء في البلاغ.
وأردف: طالبنا مكتب الأوقاف بعمل رسالة رسمية على أساس أن المقبرة لم تعد تتسع لاستقبال العديد من الموتى، ولابد من التوجّه إلى مقبرة (أبوحربة) كما تم ترتيب مجموعة من أفراد الأمن للمقبرة وتم سجن المسؤول عنها في حينه، إلا أن أهالي المنطقة لم يتجاوبوا مع القرار وقاموا بحمل جنازة رمزية هاتفين عليها (لا إله إلا الله العماري عدو الله).
وواصل العماري حديثه وقال: أما فيما يخص القضايا المخلّة بالآداب والأخلاق التي تحدث داخل المقبرة فيتم من قبلنا ترتيب مجموعة من أفراد التحريات وبما أنهم أصبحوا معروفين في المنطقة فبمجرد عملية ترتيبهم لا احد يقوم بدخول المقبرة، صحيح أن واجبنا منع الجريمة قبل وقوعها لكن نحن لا نستطيع أن نتدخّل ما لم يكن هناك بلاغ مقدم، وطالما هناك جهات معنية ومختصة في هذا المجال فمن واجبها التحرك لحل هذه الإشكاليات، وأفاد: كل دائرة أوجهة مسئوولة عن عملها وإذا نحن كجهات أمنية تدخلنا في الموضوع قبل الجهات المعنية نصبح جهة خارجة عن القانون، واذا تم إبلاغنا من قبل المواطنين أوالمسؤولين عن المقبرة بأن هناك مشاكل تحدث بداخلها غير أخلاقية فنحن مستعدون للنزول في أي وقت، علماً أننا سنقوم بالنزول والتفتيش المفاجئ للمقبرة إن شاء الله قريباً، أما بخصوص تراخيص البناء فهذا ليس لنا به أية علاقة به، إلا أذا قدمت إلينا بلاغات، علما بأنه قدّم لنا بلاغ قبل ستة أشهر من المأمور بوجود بناء عشوائي داخل المقبرة في اتجاه الجبل وفعلاً تم ترتيب حراسة مع البلدية وتم النزول إلى الموقع وهدم البناء.
إعاقة متعمّدة
كان لنا لقاء مع الشيخ/ فؤاد أحمد البريهي (مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن) حيث قال: هذه المقبرة ضمن المقابر التي سعينا جاهدين بالاشتراك مع السلطة المحلية بمديرية صيرة الى الاهتمام بها بقدر المستطاع، فكان أول أعمالنا النزول معهم في الأعوام السابقة حيت بدأنا بقطع الأشجار التي كانت مأوى للثعابين والهوام المختلفة المتواجدة في داخل المقبرة، وهذا كان بالتنسيق مع قيادة المحافظة والمجلس المحلي بهدم السور الأول وإعادة بناء السور المتواجد حالياً على الطريق والذي توجد فيه شبوكات حديدية، والغرض منه أن تكون المقبرة مرئية بدلاً من السور القديم الذي كان يحجب رؤية المقبرة، ومن السهل أن تقام بالمقبرة أعمال المخالفة للقانون أو الأخلاق باعتبار أن السور يعمل على حجب الرؤية.
وأضاف البريهي: الهدف من المرحلة الثانية هو بناء السور الذي سيعمل على فصل البيوت العشوائية في أعالي المقبرة من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية التي ترتبط بالبيوت العشوائية والتي تعتبر السبب الرئيسي للمشاكل التي تعاني منها المقبرة سواءً من خلال رمي القمامة أو تسرّب مياه الصرف الصحي إلى داخل القبور، أو استخدامها كممرات للطريق الموصل لهذه البيوت العشوائية، هي مسألة أخلاقية تتعلق بثقافة الناس بأهمية المقبرة وإنها شيء عظيم يجب أن يعظّم ويحافظ عليها من قبل الجميع وأيضاً يكرّم ويحترم من فيها من موتى لأنه الطريق الذي سيسلك إليه الجميع ، والحل الأمثل لحل هذه المشكلة والانتهاء منها إلى الأبد هو بناء السور الذي تم رصد المبالغ له وهذا بالاتفاق مع السلطة المحلية في المديرية باعتبارها الجهة المسئولة عن تنفيذ المشروع، علماً انه لا توجد إشكالية مالية ولا مشاكل فنية من تنفيذالمشروع وإنما هي مشكلة عملية تتعلق بفرض هيبة الدولة.
وأردف مدير مكتب الأوقاف: هناك بعض الناس يعملون على الإعاقة المتعمدة وذلك باستخدام القوة وغيرها من الأساليب في ظل أن السلطة تحاول أن تراعي هذا الجانب حتى لا يثمر نتائج سيئة، كما يجب أن لا يستمر هذا الوضع على ما هو عليه لأن كل يوم يمر علينا من الصعب أن ننفذ المشروع ،وذلك نتيجة ما يمكن أن يستحدث من أعمال بناء وغيرها والتي بدورها ممكن أن تعيق عملية بناء السور، ونحن نناشد الإخوة في السلطة المحلية وكل الشخصيات الاجتماعية باعتبار أن هذه المقبرة تهم المحافظة بالكامل وليس سكان القطيع لوحدهم، وعليهم أن يساعدونا في عملية استكمال بناء السور وفقاً للمخطط الفني المحدد لها من قبل المهندس باعتبار إن السور يمثّل الحاجز والحامي الفعلي للمقبرة، ومع الظروف الصعبة التي مرّت بها البلاد فمكتب الأوقاف اتخذ قراراً بإغلاق المقبرة بناءً على انتهاء المساحة المخصصة ، ولم تعد تستوعب الموتى باستثناء المساحة الجبلية الأخيرة وهي منطقة صعبة أما دون ذلك فالمقبرة ممتلئة.
تقصير المواطنين
توجّهنا بعد ذلك إلى المجلس المحلي بمديرية صيرة لمعرفة أسباب عدم استكمال بناء سور مقبرة القطيع، والتأكد عما يقال بأن المجلس المحلي هو المسئول عن تنفيذه، في البداية التقينا المهندس/ ضرام عبدالله البسوله (رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية بمديرية صيرة) حيث قال: يعمل المجلس المحلي والهيئة الإدارية في المديرية وفق برنامج استثماري وقرض مقدم من مجلس الوزراء وكذا من مجلس النواب، فهذا المشروع هو ضمن برنامجها، وان هذا المشروع قد رست عليه المناقصة وعلى المقاول أيضاً وهذا حسب القانون والشروط المنصوصة في قانون السلطة المحلية وقانون المناقصات والمزايدات، والمشروع يرتكز على ثلاثة مسارات من أهمها وقف البناء العشوائي والحفاظ على حرمة الموتى، وكذا وقف العبث الحاصل في المقبرة باعتبارها ممر دخول وخروجاً للمواطنين، ومن أول يوم بدأ المقاول العمل فيها وقعت إشكاليات وصدامات مع المواطنين، وكذا بعض المتنفدين الذين يريدون أخذ مساحات من المقبرة على اعتبار إنها ملكيات خاصة.
وأضاف البسولة: إننا دخلنا في مفاوضات مع المواطنين و بدأ المشروع يشتغل ونفذ بالشكل المطلوب بشرط أن يكون الحديد الخاص بسور المقبرة مكشوفاً حتى يتمكن الناس من رؤية الداخل والخارج منها، كما عمل المجلس المحلي على توفير إنارة لأكثر من ( 56 ) مرات ولكن للأسف يتم استهدافها من قبل بعض الأشخاص الذين يستغلون المقبرة لأغراض غير أخلاقية وغير طبيعية، والمجلس المحلي حاول قدر المستطاع وقف التعدي على حرمة القبور، والأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية أمر بإنزال هيئة الخدمات إلى الموقع أكثر من مرة، كما قمنا بإبلاغ الشرطة عن ما يحدث داخل المقبرة من تعدٍ على حرمتها ،وأفاد: بأن هذه القضايا قد تحوّلت إلى النيابة العامة، وعلى ضوء هذه القضايا تدخل مدير عام الأوقاف من اجل وقف هذا العبث في حرمة الموتى، وبالنسبة لمشروع الصرف الصحي فقد تمت مناقشته مع الجهة المختصة بذلك لكي نحد من تسرّب مياه الصرف الصحي إلى المقبرة، والمشروع سيكتمل إن شاء الله بتعاون المواطنين أولاً وكذا الجهات المختصة.
مؤكداً بأن المقاول يستطيع أن ينجز المشروع خلال شهر واحد، قد توقف بناء السور منذ (45) أشهر ولم ينجز منه الا (30%40%) ،وهذا بسبب سرقة بعض معدات البناء من الموقع من قبل المواطنين والذي من المفروض الحفاظ عليها من قبلهم، المجلس المحلي التقى بعقال الحارات وبعض المدرسين ومدراء المدارس وكذا أئمة المساجد وكذا منظمات المجتمع المدني وأيضاً بعض الجمعيات والشخصيات الاجتماعية وتم الاتفاق معهم على أساس يتم انجاز المشاريع وفقاً للفترة الزمنية المحددة لها بدون تدخّل من قبل المواطنين وفي وجود أية ملاحظات عليهم التقدّم إلى المجلس المحلي، ونتوجّه من خلالكم بنداء إلى كافة أبناء منطقة العيدروس ونقول: هدف المجلس المحلي هو خدمة المواطن، وعلى أبناء المنطقة الحفاظ على المنجزات التي تحققت بالمنطقة، والعمل على حماية المقبرة من ما يحدث فيها من عبث.
سرقة مواد البناء من الموقع
ياسر بن حميدة (المقاول والمسئول على بناء السور) تحدّث قائلاً: هذا المشروع قد وضعت له دراسة قبل أربع سنوات، وقد اصطدمنا مع المواطنين، حتى أن المواد التي جلبناها نتفاجأ في اليوم الثاني إنها غير موجودة ويتم سرقتها من قبل البعض، لأنه إذا نفّذ مشروع بناء السور انقطع على سكان البيوت العشوائية الطريق الذي يمرّون به إلى منازلهم، وقد تم إبلاغ الإخوة في المجلس المحلي باعتراضات المواطنين ووافق على طلبهم بالتغيير، وقد قمنا بتنفيذه في الجهة الأمامية للمقبرة رغم هذا مازالت مشكلتنا مع المواطنين حيث أصبحنا لا نعرف ماذا يريدون، والعمل متوقف منذ فترة طويلة لدرجة إننا تقدمنا بأكثر من رسالة للمديرية بأن عليهم تكليف مندوب من قبلهم أو من أعضاء المجلس المحلي بالنزول والجلوس مع المواطنين ويعرف ما هي مطالبهم حتى نتمكن من حل المشكلة، ولم يتمكن احد من النزول والجلوس معهم بسبب البلطجة والمسلّحين، ومن وجهة نظري أن المشروع سيتوقف حتى تحل هذه المشكلة بحضور عقّال الحارات وكذا وجهاء المنطقة ليتعهدوا بإقامة واستكمال المشروع.
لجنة لاستكمال المشروع
وفي الأخير التقينا الأخ/عوض بن عوض مبجر (الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية صيرة) حيث قال: مشروع مقبرة القطيع والذي بلغت تكلفته ه (14,600,000) ريال، له موصفات ودراسات خاصة، وعلى المقاول أن يلتزم بهذه الدراسات ، وهناك جهات مختصة لهذا المشروع، وله مشرف عام وهو من أفضل المهندسين في مكتب الأشغال العامة، دائماً نعاني من تدخل الناس في الأعمال وهذا يعد خطأً كبيراً حيث أصبح المواطن يتدخل في كل شيء؛ هناك بعض من يهمهم انجاز المشروع والبعض الآخر لا يريد ذلك فنحن نعيش اليوم أزمة أخلاق، وبالنسبة للمشروع سيقام ،سيقام، فهو لصالح حرمة الموتى الذي هو أصلاً من أبناء المديرية ولو تكلّم هذا الميت لقال :إلحقونا وارحمونا، ونقول للمواطنين: من الصعب أن نفتح أبواباً داخل المقبرة، فهذا طلب غير مستحب، نحن نريد أن نحمي ونحافظ على المقبرة من العابثين ونحن جادون في إخراج المقبرة من هذه المشاكل والعبث الحاصل فيها.
وأضاف الأمين العام قائلاً: نعاني من انتشار البناء العشوائي وطبعاً الفراغ الذي حصل أثناء الأزمة وكذا غياب دور الأمن الذي كان يلعب دوراً كبيراً في السابق، ولكن للأسف أصبح دوره سلبياً في هذه الأيام ولا يؤدي واجبه حتى بنسبة 5% من الواجب الذي عليه، ولا يستطيع أن يقوم بضبط وهدم البناء العشوائي والوقوف أمام هذه الانتهاكات لحرمة المقابر، كما أن هناك تراخياً من قبل مكتب الأشغال، وكلٌّ يرمي بالمشكلة على الطرف الآخر، وأؤكد: بأن بناء السور سينجز خلال شهر أوشهر ونصف، وسنشكّل لجنة بقيادة الهيئة الإدارية للمديرية ومدير عام مكتب الأشغال وكذا المهندس المسئول على الموقع وأيضاً عقّال الحارات في المنطقة وأعضاء المجلس المحلي، وبعض الأهالي المؤثّرين داخل المنطقة ونتمنى أن نخرج بحل لهذه المشكلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.