تتواصل الفعاليات الصباحية والمسائية في معرض صنعاء الدولي للكتاب، والذي يختتم فعالياته في العاشر من الشهر الجاري. المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل نهاية الشهر الماضي تميز هذا العام بمشاركة جيدة لدور نشر عربية وأجنبية وتركية وبعناوين جديدة خاصة العناوين السياسية والتي تتحدث عن الربيع العربي في المنطقة. «الجمهورية» زارت المعرض وأجرت الاستطلاع التالي. مكانة عربية ودولية البداية كانت مع الوزير الدكتور عبدالله عوبل - وزير الثقافة - والذي أكد أن معرض صنعاء الدولي للكتاب لهذا العام له أهمية كبيرة؛ خاصة أنه جاء في ظل تعافي اليمن من الأزمة التي أصابتها، وفي ظل تشكل الدولة التي يحاول رسم ملامحها مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقال: إن المعرض له أهمية ثقافية وعلمية ومكانة عربية وحرص من قبل دور النشر العربية على المشاركة فيه؛ باعتباره من أهم المعارض الناجحة على مستوى اليمن، بدليل ما حققه من إنجازات خلال الفترة الماضية. ولفت الوزير عوبل إلى أن تنظيم معرض الكتاب لهذا العام يتزامن مع احتفال اليمن بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.. مؤكداً أن الكتاب سيظل مصدر معلومات وإلهام معرفي للقراء ووسيلة تساهم في تشجيع اليمنيين على القراءة والإقبال عليه. عيد للكتاب الدكتور عبدالعزيز المقالح - مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، وشاعر اليمن وأديبها الكبير - أشار إلى خصوصية إقامة هذه التظاهرة الثقافية التي تمثل عيداً سنوياً للمعرفة والكتاب، خاصة في ظل احتفال اليمن بأعياد الثورة اليمنية العيد ال 51 لثورة 26 سبتمبر، والعيد ال50 لثورة 14 أكتوبر، وبنجاح مؤتمر الحوار الوطني. وأكد الدكتور المقالح أن الكتاب في ظل الطفرة الإلكترونية سيظل مصدر المعرفة الأولى، ولا يمكن لأية وسيلة من وسائل النشر في المدرسة أو الجامعة أن تحل محل الكتاب.. مبيناً أن المعرض يأتي كتظاهرة سنوية لرفع نسبة الوعي والثقافة والمساهمة في توصيل المعرفة إلى كل المثقفين اليمنيين. تلاقح الثقافة العربية الأستاذ عبدالباري طاهر - رئيس الهيئة العامة للكتاب، الأديب، ونقيب الصحفيين الأسبق - قال: إن إقامة معرض صنعاء الدولي للكتاب يعد نقلة نوعية في تلاقح الثقافة العربية؛ باعتبارها موسم حصاد ثقافي وفكري وأدبي وجسراً للتواصل بين الشعوب العربية، وهو موسم مهم لتلاقي وترافد مختلف الآراء والأفكار وجسر تواصل بين الأدباء والمفكرين بالوطن العربي من خلال منشوراتهم. وأشار إلى أن المعرض يصاحبه فعاليات وأنشطة إبداعية وفكرية وثقافية تسهم في رقي الفرد وتنشيط الحركة الإبداعية والفكرية باليمن.. منوهاً بتميز المعرض عن الأعوام السابقة لارتفاع دور النشر المشاركة والبالغة 270 دار نشر محلية وعربية، تعرض مختلف العناوين المعرفية والعلمية. تظاهرة ثقافية وعلمية أما الدكتور علي حسين الصميلي - الملحق الثقافي بالسفارة السعودية - فقد أشار إلى أن المعرض تظاهرة ثقافية وعلمية كبرى ومعلم من معالم الثقافة اليمنية، وهذا المعرض السنوي يرتاده عدد من دور النشر في العالم العربي وغير العربي.. وأضاف معبراً عن انطباعه قائلاً: أنا سعيد جداً أن أشارك للمرة الثانية لجناح المملكة العربية السعودية بصفتي كملحق ثقافي.. كما أنا سعيد جداً أن أقف أمام هذه الصفوة من كبار ومثقفي الجمهورية اليمنية. رفع الوعي الثقافي من جانبه أكد نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب علي الحريبي أن تنظيم هذا المعرض يأتي مواكبة مع احتفالات شعبنا اليمني بالعيد ال 51 لثورة سبتمبر والعيد الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدتين، وأن هذا المعرض يعتبر مهمة مغيبة لرفع الوعي الثقافي ونشر الثقافة وجسر التواصل مع العالم. وقال: إن ما يميز المعرض هذا العام هي المشاركة الفعالة والمتميزة من المشاركين، وخاصة من جمهورية مصر العربية وسوريا التي وصلت إلى 270 دار نشر.. وأشار إلى ضرورة الاستفادة من تجربة إقامة المعرض لهذا العام لتقديم الأفضل مستقبلاً؛ نظراً لأن معرض صنعاء يحتل المركز الثاني من خارطة الناشرين العرب بعد معرض القاهرة. التركيز على الكتاب العلمي زيد الفقيه - وكيل الهيئة العامة للكتاب - أكد أنه تم التركيز هذا العام على الكتاب العلمي بالدرجة الأولى وكذلك الكتاب الفكري والحواري الذي يتعلق بالثقافة البصرية، وقد حرصت إدارة المعرض على شمول العناوين التي يحتويها المعرض للكثير من الاتجاهات الفكرية والدينية المختلفة، وأشار إلى تعدد دور النشر المشاركة سواء محلياً أو عربياً، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وقد شاركت كل من مصر والسعودية والمغرب وسوريا وفلسطين والكويت ولبنان. كتب السياسة مسؤول مكتبة مدبولي محمود مدبولي، وهي أقدم وأبرز مكتبة في مصر قال: إن معرض صنعاء هذا العام يتميز بوجود عدد من الكتب السياسية التي تتحدث عن المتغيرات في المنطقة وعن الربيع العربي، وقال: إن من أبرز هذه الكتب كتاب الربيع العربي.. الثورات لم تكتمل، وكذلك أئمة الشر، والشيعة والدور السياسي الذي يلعبوه للدكتور ثروت الخرباوي، والذي انشق عن تنظيم الإخوان، وكذلك إشكالية الفكر الزيدي في اليمن، وأيضاً اليمن المعاصر من القبيلة إلى الدولة، وكذلك الشوكانية الوهابية، وهذه الكتب للمؤلف الدكتور عبدالعزيز المسعودي. مسؤول دار نشر الاتفاق بمصر محمود السيد قال: لاشك بأن تنظيم المعارض الدولية للكتب لها أهمية كبيرة لرفع المستوى العلمي والثقافي والمعرفي والفكري لدى مختلف الشعوب العربية؛ وذلك لأن المعرض يعتبر ملتقى لمختلف دور النشر العربية وغير العربية، الأمر الذي يلبي رغبة القارىء للعثور على مختلف الكتب التي يحتاجها تحت سقف واحد، ومعرض صنعاء الدولي للكتاب يأتي أيضاً في هذا الإطار بل ويحتل تقريباً المعرض الثاني على مستوى الوطن العربي بعد معرض القاهرة للكتاب. مضيفاً بأن الكتب السياسية احتلت هذا العام موقع الصدارة؛ وذلك بسبب الأحداث السياسية التي شهدتها بعض الدول العربية خلال الثلاث السنوات الأخيرة. مشيراً إلى أن أبرز الكتب السياسية التي تلقى رواجاً من وجهة نظره هي كتاب (السعوديون والربيع العربي) للكاتب السعودي عبدالله الدحيلان، وكذلك كتاب (ما بعد ثورات الربيع العربي) للمؤلف محمد إبراهيم الشريف. كتب اللغة والخطوط عبدالعزيز محمد الهلاوي - مسؤول دار نشر ابن سيناء من مصر - أشاد بتنظيم المعرض، رغم وجود بعض السلبيات، وقال بأنهم مهتمون بالخطوط وبمؤلفات أمهات كتب اللغة العربية والخطوط ومختلف كتب قواعد اللغة العربية، وكذلك كتب طب الأعشاب. مشيراً إلى أن هذه الكتب لها رواج جيد في اليمن؛ لذلك عليها إقبال ممتاز من القراء اليمنيين. التوقيت غير مناسب أما مسؤول جناح مكتبة الشروق بالمعرض زياد القدسي فأبدى استياءه في بداية حديثه من توقيت تنظيم معرض صنعاء الدولي للكتاب، والذي يأتي دائماً بعد عيد الفطر وقبل عيد الأضحى، وأيضاً مع انطلاق العام الدراسي، مما يؤثر على حركة البيع والشراء في معرض الكتاب، بالرغم أنه تظاهرة ثقافية وعلمية سنوية مهمة في اليمن؛ لذلك يجب على القائمين أن يعملوا على تطوير المعرض، وأن يكون هناك توعية لدور النشر؛ لأن الملاحظ أن كتب التراث تتصدر الكتب المعروضة وتقريباً أربع دور نشر هي التي تعرض الكتب السياسية والعلمية والفكرية، وقال بأنه من المهم أن يكون توقيت انطلاقة المعرض توقيتاً مناسباً خاصة لمحدودي الدخل. مشيراً إلى أن أبرز الكتب التي عليها إقبال من وجهة نظره هي كتب الأدب والروايات العالمية والكتب السياسية والفكرية منها: كتاب تحالف القبيلة والإخوان لأحمد الصوفي، وكتاب سر المعبد وأئمة الشر، وكذلك كتاب متاهة الوهم، وأيضاً كتاب الثورة وكتاب الإسلام السياسي، ومن الكتب السياسية التي لاقت رواجاً في معرض الكتاب كتاب (اليمن.. تحالف القبيلة والإخوان) للمؤلف أحمد الصوفي السكرتير الصحفي للرئيس السابق علي عبدالله صالح؛ إذ حاول الصوفي من خلاله كشف أسرار محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في جامع النهدين يوم الجمعة 3/ 6 / 2011 م يقول الصوفي عن كتابه بأن في صفحات الكتاب العديد من المعلومات عما حدث في هذا اليوم؛ وذلك من خلال رصد شهادات عديدة، ويضيف قائلاً: لكنها ليست كل شهادات مختلف الأطراف، ويدعو من خلال هذا الكتاب من يمتلك الوثائق اللازمة إضافة شهادته إلى الكتاب.. كما تحدث عما وقع من أحداث عن الثورة الشبابية في العام 2011م وتركيزه على محاولة الاغتيال للرئيس السابق، والتي يتهم فيها بعض الجهات، والتي قد تستفز الكثير ممن يعارض وجهة نظره؛ لتشكل حافزاً لهم ولغيرهم لكشف الحقائق، ليس عن الأحداث التي شهدها العام قبل الماضي بل لتكشف الكثير من الحقائق عن مختلف الأحداث السياسية التي وقعت خلال الخمسين عاماً الماضية، وأسباب عدم تحقيق جميع أهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وكيفية صعود الرئيس الحمدي للرئاسة، وكيف تمت محاولة اغتياله، وأيضاً اغتيال الرئيس الغشمي من بعده، والأسباب الحقيقية لتصفية الرئيس سالمين في الجنوب، وغيرها من الأحداث السياسية، والتي كانت أبرزها تلك الأحداث الدموية التي شهدها الجنوب في 13/ يناير 1986م وغيرها من أحداث سياسية وصراع على السلطة سواء في شمال أم في جنوباليمن، وصولاً إلى تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م وما تلتها من أحداث سياسية ودموية كحرب صيف 1994م وغيرها حتى الوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والذي انطلق في 18 / مارس الماضي لمعالجة مختلف الإشكاليات التي شهدها الوطن في الخمسين عاماً الماضية في بادرة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي.