هناك أسئلة كثيرة تبرز من حناجر الكثير من الشعب خلّفتها سلسلة من الأحداث الإرهابية المتواترة .. و آخر هذه السلسلة الحادث الإرهابي الذي شهدها صباح يوم الخميس5ديسمبر2013م مجمع العرضي في باب اليمنبصنعاء الذي يضم ووزارة الدفاع اليمنية ودوائرها كاملة، لم تكن هي الأولى ولن تكون الأخيرة ولكنها كانت الأقوى من حيث الأهداف والإعداد والتخطيط والتنفيذ والخدمات اللوجستية.. وهناك ردود أفعال متباينة من قبل حقوقيين وصحفيين وسياسيين وعسكريين وشخصيات اجتماعية. وتباينت ردود الأفعال إزاء الهجوم المزدوج الذي خلف ما لا يقل عن 52 قتيلا، معظمهم أطباء وممرضين، ومرضى ونحو 163 جريحا فإليكم ما رصده ( الإنسان)في هذا التحقيق في نزوله الميداني. كانت البداية مع أمين عام منظمة تهامة الشعبية المهندس عبد الغني المعافا قال : حادث العرضي بكل المقاييس والمعاني مؤسف ومؤلم جدا ولم نكن نتوقع حصوله، وأعتقد أنه حصل بسبب الانفلات الأمني الحاصل فضلا عن ذلك ضعف الاستخبارات العسكرية والأمنية، وإلا لما حدث حادث إجرامي كبير استهدف وزارة الدفاع واستهدف من هم في المستشفى، وهذا العمل ندينه وتدينه منظمة تهامة الشعبية وكل القوى الوطنية الشريفة ويدينه الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه.. والحادث مزعج للجميع والأصدقاء في الوطن العربي بشكل عام . وأضاف: ما حدث في مستشفى مجمع الدفاع ما هو إلا سلسلة من العمليات الإجرامية التي حدثت وتحدث هنا وهناك على مستوى أرجاء الوطن بدأت بالدراجات النارية حتى تطور الأمر إلى السيارات المفخخة وهذه الأحداث الأخيرة التي رافقت الوطن منذُ عاصفة التغيير التي حدثت مطلع العام 2011م وجرفت بعض الأيادي المتشبثة بالوطن منذ زمن بعيد لتجد نفسها اليوم خارج إطار صنع القرار السيادي الذي أفقدها مصالحها الشخصية سوى التسلطية أو المادية مما جعلها اليوم تشعر بالنقص والهزيمة حيال مكان ينشده الشعب ويسعى لتحقيقه وهؤلاء أمراض التسلط والفساد أرادوا تأثير هم على الوضع السياسي ومؤتمر الحوار الوطني وانتشار ظاهرة الضربات التي تستهدف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ليقولوا للثوار ها انتم اليوم تدفعون ثمن ذلك اليوم الذي انتفضتم لإسقاط النظام السابق. واستبعد المعافا أن يكون تنظيم القاعدة له ضلع مما يتداول في المواقع الإعلامية والإلكترونية عن تبني القاعدة مسؤولية ذلك فهذا لمجرد استهلاك كلام تغريري من قبل المغرضين لغرض رمي أصابع الاتهام لجهة مجهولة .فلا ننسى جرائم الاستهداف التي حدثت ومازالت ترمى وتنسب لتنظيم القاعدة بمعنى أنها قتلت القضية وقيدت ضد مجهول يشتبه انه من القاعدة وهذه هي المشكلة في حد ذاتها. وزاد حتى إذا افترضنا مشاركة تنظيم القاعدة ليس الوصول إليه بالأمر السهل والتساوم معهما كما يظن البعض فتنظيم القاعدة تنظيم شبه مجهول لم تعرف هويته إلى اليوم ولا زعمائها الحقيقين فهي تعتبر شبكة تنظيمية تتوزع إلى خلايا تتلقى مجرد توجيهات من قيادتها التي لا تُعرف عنها من هي وفي أي كوكب تعيش . بالمقابل أن هناك تنظيمات انتحارية ليس لها صلة بتنظيم القاعدة تستخدم لتنفيذ عمليات مشابهة فلا استبعد أنه استخدام انتحاريين. أما الشيخ إبراهيم شراعي شيخ مشايخ تهامة يقول: إن مثل هذه التفجيرات لها آثار سلبية على الوضع السياسي ومؤتمر الحوار الوطني إلى جانب آثاره السلبية على أمن واستقرار الوطن في الوقت نفسه على مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي استمر قرابة الثمانية الأشهر . وأضاف: ما حصل مؤسف جدا، المنفذون للعملية ترقبوا الوقت المناسب ولكن المخجل جداً أنهم تمكنوا من الدخول إلى وزارة الدفاع وكانوا لابسين ملابس عسكرية.في الوقت نفسه سُمع تفجير السيارة المفخخة بدخول بقية السيارات التي كان عليها الإرهابيون.. وكانت العملية بكل المقاييس مؤلمة للغاية. العقيد علي العياني مدير شرطة السير بمحافظة الحديدة قال: لا بد من الكشف عن الملابسات والدوافع التي أدت إلى ارتكاب هذه الجريمة في حق الشعب اليمني كله وأفراد القوات المسلحة والأمن هم من الشعب وإلى الشعب، ولذلك نترحم عليهم ونتمنى من الله سبحانه وتعالى الشفاء للجرحى.. الوضع في اليمن بكل المعاني صعب جداً، هناك تحديات كثيرة وعمليات تنظيم القاعدة وغيرها تمت في شبوة وخصوصاً في المحافظات الجنوبية وفي حضرموت وأبين وعدن وعدد من المناطق كمناطق شمال الشمال، واليوم في قلب العاصمة صنعاء في أهم مركز حكومي وهو وزارة الدفاع. وأشار إلى أن الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه يطالب بالكشف عن ملابسات هذا الحادث الكبير، فهو حادث إرهابي يمس كل يمني ويمس كل عربي، والهدف منه كما سبق ذكره هو زعزعة الأمن والاستقرار وإعاقة مخرجات الحوار الوطني الذي جاء نتيجة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية فضلا عن أن الشعب اليمني بانتظار المخرجات وصولا إلى بناء الدولة المدنية الحديثة، بناء دولة النظام والقانون بناء دولة العدل والمساواة، التي أملنا أن تساوي بين الصغير والكبير والأغنياء والفقراء.. وبكل أسف إذا لم تكن لمخرجات الحوار ضمانات تعطي أبناء الشعب اليمني حقوقهم ربما أن عمليات سواء تقوم بها القاعدة أو منظمات أخرى. عرقلة التسوية واستطرد بالقول : لا شك أن مثل هذه الحوادث تهدف إلى عرقلة التسوية السياسية في اليمن. وحول تزايد حالات الاختطاف والاغتيالات والتفجيرات في الآونة الأخيرة يقول العقيد العياني: إنها مؤشر على ضعف الدولة وعلى مدى الخلافات الموجودة بين الأحزاب بالمقابل أن الحادث يعتبر هو الأقوى والأعنف من حيث الكيفية واستراتيجية التخطيط اللوجستي لها حيث أنها تضع الكثير من التساؤلات بينها كيف تمكن المهاجمون من الوصول على متن سيارات محملة بالمتفجرة والمسلحة إلى إحدى بوابة مقر وزارة الدفاع شديد التحصين وكيف تم الهجوم .. في حين تشهد العاصمة اليمنية منذ أسابيع مضت حملة تفتيش مشددة من جانبه تحدث عميد ركن خالد خليل .رئيس غرفة عمليات المنطقة الخامسة: تعتبر حادثة التفجير رسالة قوية موجهة للمؤسسة الدفاعية والأمنية على وجه الخصوص، مفادها نحن هنا، وفي نفس الوقت تريد أن تقول أن مسألة حوار العملية السياسية لن تحقق أهدافها طالما لم تكن في الاتجاه الذي نريد نحن، ومؤسف اختراق الرأس القيادية للمؤسسة الدفاعية ينبئ عن خطر داهم، العملية بحد ذاتها تستهدف إفشال العملية السياسية وإفشال الحوار الوطني ، لكن نرجو من قيادة القوات المسلحة إعادة نظر كاملة في الملف الدفاعي والأمني وإعادة النظر في الأوضاع القيادية ، إعادة النظر في الأسلوب القائم لإدارة المؤسسة الدفاعية والأمنية.. الرسالة خطيرة ولو تركناها تتكرر لكانت أهداف من أرادوا إيصال هذه الرسالة سهلة التحقيق.. الحرس الذي كان موجودا كان يقظاً لكن العملية تمت باختراق أمني، بدليل أن السيارة دخلت وتم تفجيرها داخل المجمع بجوار مستشفى مجمع الدفاع وتبعها سيارة تحمل عشرين فرداً دخلوا بعد العملية وحصلت اشتباكات في الداخل وكان هناك إطلاق نار من أكثر من مكان، ولولا يقظة القوة الأمنية والشرطة العسكرية وسرعة تحركها لكانت الكارثة أكبر. محاولة تحقيق الهدف من هذه العملية هو مؤتمر الحوار الوطني والعملية السياسية وما سبقها من عمليات أخرى ابتداء من تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء وعمليات ميدان السبعين وعملية المنطقة الشرقية وكل عمليات الاغتيال والعمليات الإرهابية لا تستهدف إلا إفشال العملية السياسية وإفشال مؤتمر الحوار الوطني.. كما أن عملية التفجير تهدف إلى عرقلة العملية السياسية في اليمن.. وتريد أن توصل للمواطن العادي رسالة مفادها أن الماضي كان أفضل وأن التغيير لم يحدث وما جاءت به الثورة هو الأسوأ.. هكذا يريدون أن يوصلوا للناس ومع الأسف هناك من العامة من يمكن يصدق هذا أو من بدأ يصدق هذا.. وعلى كافة الأجهزة العسكرية والأمنية العمل الإنجاز على أرض الواقع في المجال الأمني والعسكري على مستوى معيشة الناس، إنجاز عملي يؤكد أن الدولة موجودة وليست غائبة. وأضاف: إن تزايد حالات الاختطاف والاغتيالات والتفجيرات تصب في اتجاه إفشال العملية السياسية .. وأنا أؤكد أن هؤلاء لن ينجحوا، إن العملية السياسية ستسير في الطريق الصحيح وأن الحوار الوطني سينجح وأن الأزمة سنتجاوزها وأن الرئيس عبدربه منصور هادي سيقود السفينة إلى إقامة الدولة المدنية الحديثة.. هذا لا شك فيه.. وينبغي أن يعاد النظر في ملف مؤسستي الدفاع والأمن على مستوى القيادة والمنهج والأسلوب والأدوات والعقيدة العسكرية. نوايا حاقدة الأخت أمل علي محمد معجم مديرة منسقة حقوق الإنسان بالحديدة.. استنكرت وأدانت بشدة هذا العمل ووصفته بالجبان وأن منفذيه ومخططيه لا يريدون للبلاد الأمن والاستقرار والمضي نحو التنمية وإنما يريدون نشر الفوضى والعبث وإقلاق السكينة .. وأضافت أنه ومن خلال متابعتي وتحليلي المتواضع يتضح جلياً أن هذا العمل عملية إرهابية خطط لها الحاقدون ومريضو الأنفس لكن مخططهم بإفشال وكشف نقابهم للجميع وأن المشيئة الإلهية والإرادات السماوية مع المخلصين والشرفاء في هذا الوطن تحرسهم وترعاهم يد القدر. ودعت إلى تضافر الجهود والوقوف مع القيادة السياسية الممثلة بفخامة عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية المنتخب الشرعي للبلاد وذلك لفضح هؤلاء المخربين الذين يندسون وينخرطون في صفوف أبناء الوطن الشرفاء وكشفهم أمام الآخرين ليعرفوا حقيقتهم ونواياهم المريضة والحاقدة التي يظنون من خلالها إيقاف التنمية وعجلة التغير التي ينشده أبناء الوطن .