يتفرد العسل اليمني الأصيل بمواصفات نوعية تميزه عن أي عسل آخر، فجميع أنواع العسل اليمني ذات جودة وقيمة غذائية وعلاجية جيدة, فهو يدخل ضمن تراكيب كثير من الأدوية والمستحضرات والوصفات الطبية والعلاجية، وهو مفيد لأمراض كثيرة ,خاصة أمراض الكبد والقلب وفقر الدم والملاريا والتيفود والسكر. وشهدت إنتاجية العسل اليمني تحسناً نسبياً خلال السنوات الأخيرة الماضية وفقاً لبيانات إحصائية رسمية، حيث وصلت إنتاجية اليمن من هذا المحصول الاستراتيجي إلى 2572 طناً خلال 2012م، في حين بلغ عدد خلايا النحل مليوناً و293 خلية نحل في العام نفسه. فيما بلغ عدد طوائف النحل في اليمن أكثر من مليون و200 ألف طائفة، كما أن عدد النحالين فيها يصل إلى قرابة 100 ألف نحّال.. وأشارت بيانات الإحصاء الزراعي أن محافظة حضرموت تصدرت قائمة المحافظات إنتاجاً لعسل النحل، حيث وصل إنتاجها 856 طناً فيما وصل عدد خلايا النحل في حضرموت الى 350 ألفاً و672 خلية في العام الماضي، فيما تلتها محافظة شبوة بإنتاجية 350 طناً من العسل ثم محافظة أبين ب 341 طناً والحديدة بإنتاج كمية 311 طناً.. وكانت دراسة للباحثة الفرنسية المتخصصة في العلوم النباتية كاميليا سيرجان والتي عاشت عشر سنوات في جزيرة سقطرىاليمنية قد أكدت أن العسل (السُقطري) هو الأفضل عالميا والأغلى كلفة، حيث يتراوح سعر الكيلو جرام الواحد منه بين 150 إلى 180 دولاراً أمريكياً. يأتي ذلك في ظل تحذيرات الخبراء من ممارسات “غش” يقوم بها بعض المشتغلين بهذه المهنة، ومن شأن تلك الممارسات تهديد سمعة العسل اليمني الشهير والإضرار به والحد من تسويقه وتصديره.. ونظراً لما للعسل من فوائد مادية وصحية دعا مراقبون اقتصاديون إلى إقامة مهرجان سنوي لهذا المنتج لتشجيع الحرف والصناعات التقليدية والأسر المنتجة و النهوض بصناعة العسل والنحل، وتنشيط الحركة السياحية وللاطلاع على أحدث الأفكار والابتكارات والإبداعات في هذا المجال وتسويق محاصيل النحالين ومنتجات النحل المختلفة، وفتح أسواق جديدة وتوعية المستهلكين بمنتجات العسل والنحل، ومعايير الجودة لتلك المنتجات. كما طالب الاقتصاديون بضرورة أن تتبنى الجهات المعنية تخصيص محميات وغابات طبيعية حتى تمثل موطناً وغذاء للنحل وتربية النحل فيها والاهتمام بإنتاج عسل السدر وعسل السلام.. فإذا ما تم ذلك فسيكون العسل ذا جودة أكبر وسيكون إنتاج العسل حينها حوالي 4000 ألف طن في الموسم الواحد -كل ثلاثة أشهر- أي سيكون هناك دخل قومي بما يعادل 28 مليار ريال في الموسم الواحد، بحسب اقتصاديين. وبينت إحصائيات أن السوق الخليجية تستقبل كميات كبيرة من العسل اليمني الفاخر بكميات تصل إلى ما يقارب 500 طن سنوياً، كما توجه كميات أخرى من مبيعات ومنتجات هذا المحصول النقدي الاستراتيجي للتصدير إلى الأسواق الأوروبية لتغطية الطلب المتزايد عليه، حيث يحظى العسل اليمني بشهرة عالية مكنته من المنافسة عربياً ودولياً ويزداد الطلب عليه باستمرار.. وتتوقع إحدى الدراسات المتخصصة في الشأن الزراعي زيادة مضطردة للكميات المصدرة في الأعوام القادمة نتيجة لزيادة حجم الطلب على العسل اليمني المشهور بجودته ومذاقه الرائع وإقبال واسع لاقتنائه من قبل المستهلك الأجنبي.