عقدت أمانة العاصمة أمس اللقاء الموسع للقيادات الإدارية والأمنية بالأمانة واللجنة التحضيرية للمبادرة المدنية والشعبية، وتدشين البرنامج التوعوي لتحقيق الأمن والاستقرار، ودعم مخرجات الحوار الوطني الشامل. وهدف اللقاء الذي أقيم برعاية رئيس الجمهورية إلى تفعيل الشراكة بين مكونات المجتمع الرسمية والشعبية التي نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل «منارات» وأمانة العاصمة بالتعاون مع خمسة مراكز بحثية واستراتيجية. وأكد أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال أن المجلس المحلي في أمانة العاصمة واجه تحديات غير سهلة وبذل قُصارى جهده في سبيل تذليل الصعوبات وتوفير الخدمات الشاملة لسكان أمانة العاصمة, مشيراً إلى أنه تم تكريم خمس حالات أحبطت مخططات إرهابية كانت تعتزم استخدام 30 كيلو ديناميت في أعمالها الإجرامية. مشدداً على ضرورة التصدي للإرهاب والانفصال بمختلف أشكالهما المتعددة, مشيداً بصمود ودور أبناء حضرموت في إفشالهم وتصديهم للمخطط الانفصالي المُحضر له مسبقاً، وجهود رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في مواجهته للمخططات الانفصالية المؤجلة والأفكار الهدامة لأصحاب دعوات التشرذم والفرقة أينما وجدوا, مبيناً أهمية التفاعل مع المبادرة المجتمعية التي انطلقت في صنعاء مدينة السلام والعطاء والنضال ومدينة كل اليمنيين لتثبيت وحماية الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات الكبيرة التي هددت وتُهدد ماضي وحاضر ومستقبل ووحدة اليمن, وأهمية تحويل الأفكار إلى عمل مؤسسي وتعميمها على مختلف المديريات العشر في أمانة العاصمة لتأمينها في ظل الوضع الاستثنائي الراهن بتكاتف جهود الجميع من عسكريين ومدنيين وتحليهم بالمسئولية الكاملة والانضباط واحترام القانون. وكشف أمين العاصمة هلال عن تخصيص اللجنة الأمنية العليا مكافأة لكل من يُبلغ أو يلقي القبض على القتلة من أصحاب الدراجات النارية والإرهابيين قدرها 5 ملايين ريال, ومنح شقة سكنية للجندي الذي ألقى القبض على أحد القتلة وهو على متن دراجة نارية. من جانبه أوضح وزير الإعلام علي أحمد العمراني، أن رجال الأمن والجيش ليسوا بمفردهم وأن الشعب بأكمله معهم, مؤكداً أن المخلصين من الشعب اليمني عددهم بالملايين، والمجرمون والمخربون قلة، وهو ما يتطلب جهوداً استثنائية للوقوف في وجه الإرهاب, وشدد على ضرورة اهتمام الدولة بالمناضلين وبأسر شهداء وجرحى الأعمال والهجمات الإرهابية وأن تسخر لهم مخصصات مالية, داعياً جميع فئات وشرائح المجتمع إلى النضال من أجل أمن وعزة وشرف البلد لضمان تحقيق نهضتها وازدهارها في مختلف مجالات التنمية. بدوره قال مدير أمن أمانة العاصمة العميد عصام جمعان: إن هدف هذه المبادرة البناءة والإيجابية المقدّمة من بعض رجال الفكر والسياسة وأرباب الرأي والمشائخ والمهتمين بأوضاع البلاد والغيورين على الوطن والمواطن هو الحد من انتشار الجريمة والفوضى والانفلات الأمني الذي يُحقق للجريمة حضناً دافئاً ومرتعاً خصباً, داعياً الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً لحماية اليمن واليمنيين لمحاصرة الجريمة والمجرمين والهجمات الإرهابية والعصابات المسلحة برؤية مجتمعية ناضجة تستهدف جميع أبناء المجتمع ليكونوا الأيدي الأمينة والمبلغ الأول والسريع عن أية جريمة قبل حدوثها. فيما أكدت كلمة اللجنة التحضيرية للمبادرة التي ألقاها علي الصريمي، أن المبادرة جاءت من واقع المجتمع اليمني في ظل تسارع الأحداث، وما يترتب عليها من اختلالات أمنية نعيشها كل يوم في أمانة العاصمة صنعاء ومختلف عواصم المحافظات ومدن وقرى وعُزل الجمهورية، وما نتج عنها من إقلاق للسكينة العامة وسقوط ضحايا من المواطنين وجنود وضباط القوات المسلحة والأمن وموظفي الدولة نتيجة الهجمات الإرهابية.. وقال الصريمي إننا سنكون مؤازرين ومساندين لرجال الأمن والجيش ومديري المديريات والمناطق الأمنية وعقال الحارات جنباً إلى جنب لتحقيق الأمن والاستقرار، وداعمين لمخرجات الحوار الوطني؛ كون الحوار هو الوسيلة الأمثل للخروج بالوطن إلى بر الأمان. من جانبه أشار إمام وخطيب جامع الشهداء بصنعاء محمد العيسوي إلى ضرورة ترجمة مخرجات اللقاء الموسع من الورق إلى حيز الوجود والتنفيذ على الواقع العملي, مشدداً على الدور الذي تقوم به المساجد ودور العبادة والمنابر الإعلامية في عملية التوعية، والدعوة إلى إشاعة ثقافة التسامح والتعايش بين جميع أفراد وفئات المجتمع ونبذ كافة أشكال العنف والكراهية والطائفية والمذهبية والمناطقية, مؤكداً أن الاستقرار لن يأتي إلا من خلال تجسيد مفاهيم التربية والتوعية وإقامة حدود الله بين أوساط المجتمع. وقُدّمت في اللقاء عدد من أوراق العمل البحثية التي أثريت بالعديد من المداخلات من قبل عدد من المشاركين أكدت في مجملها أهمية ترسيخ قيم التعاون والتكافل الاجتماعي ابتداءً من المحافظة ثم المديرية فالحي ثم الحارة لمواجهة المشكلات التي تهدد أمن واستقرار المجتمع بمسؤولية تكاملية جنباً إلى جنب مع مؤسسات وأجهزة الدولة المعنية بحفظ الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة.