يأتي تطور العلاقات اليمنيةالصينية بشكل عام والثقافية بشكل خاص تتويجاً لمراحل تاريخية مهمة من الاحترام المتبادل بين الشعبين اليمنيوالصيني والتعاون المستمر المثمر في سياق المراحل التاريخية المختلفة التي أعقبها مؤخراً توقيع اتفاقية للتعاون الثقافي والإعلامي بين اليمن وجمهورية الصين الشعبية كان نتاجها تدشين الفضائية اليمنية لمضامين ذلك الاتفاق ببث أول مسلسل صيني مدبلج صباح يوم الثلاثاء الماضي. في هذا الاطار يوضح رئيس قطاع التلفزيون حسين باسليم “أن تدشين عرض المسلسل في قناة اليمن الفضائية يأتي بموجب اتفاقية التعاون الموقعة بين قطاع التلفزيون – قناة اليمن الفضائية والأولى والهيئة العامة للإعلام والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون بجمهورية الصين الشعبية الموقعة في مدينة نيتشوان الصينية في 14 سبتمبر 2013م”, والذي سيستمر عامين بموجب الاتفاقية التي تشمل دفعة من البرامج والمسلسلات المدبلجة باللغة العربية, مضيفاً: و سيتم في وقت لاحق عرض المسلسل الصيني الاجتماعي (حياة سعيدة), وسيقوم التلفزيون الصيني بالمقابل ببث برامج وثائقية أنتجها (قطاع التلفزيون قناة اليمن) عن اليمن في اطار التعاون الثقافي والإعلامي بين البلدين الصديقين, مؤكداً “إن هذا المسلسل يُعرض لأول مرة في المنطقة العربية ومدبلج باللهجة المصرية, وسيشاهده متابعي قناة اليمن في خمس قارات من العالم”. تعزيز الجهود السياحية والاقتصادية وقالت نائب وزير الثقافة هدى أبلان “أنه في ظل تنامي العلاقات التاريخية بين بلادنا وجمهورية الصين الصديقة، تأتي الثقافة اليوم لتعزيز الجهود السياحية والاقتصادية وتعطيها بعدها الجمالي والإنساني من خلال هذا العمل الدرامي الاستثنائي الذي سيحل ضيفاً في كل بيت يمني، ينقل تفاصيل دقيقة من حياة المجتمع الصيني ومن يومياته وثقافته وعاداته وتقاليده, مؤكدةً: هذا العمل الدرامي سيقرب المسافة بين الشعبين ويجعلهم يشعرون بكمٍ من الترابط والتشابه بين الثقافتين ،خاصة في الجوانب الإنسانية التي ستضيء التحولات السياسية والاجتماعية”, مضيفةً بالقول “اليمنوالصين قصة متواصلة من الكفاح والنضال السياسي والاجتماعي، وسنجد انفسنا من خلال هذه الدراما الصينية إلى التلاقي والاقتراب اكثر من الكمال الإنساني الخلاق, والإعلام والثقافة اليوم معنيان بتقريب الفجوات وتجسير المسافات”. تدريب الكوادر اليمنية وكيل وزارة الإعلام - حسين مقبل قال “إن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها مسبقاً في الصين، وتم تفعيلها سريعاً، وستعطي فرصة كبيرة للمشاهد اليمني لمعرفة الجوانب الثقافية والحضارية وجوانب القيم المختلفة في الصين, وماصلت إليه الصين من تطور في مجال الصناعة والمجال التقني ,كما ستعطي فرصة للمشاهد في جمهورية الصين الشعبية للاطلاع على الموروث الحضاري في اليمن والعادات والتقاليد والثقافة اليمنية”, متمنياً لتلك الاتفاقية أن تستمر وتتطور للوصول إلى تدريب الكوادر, وتتويج ذلك التعاون بتقديم الدعم الفني لتطوير القناة وقطاع التلفزيون اليمني. صداقة منذ زمن بعيد السفير الصيني - تشانغ هوا قال: لقد وقعت قناة اليمن الفضائية على اتفاقية مع الجهات الصينية المعنية يتم بموجبها بث المسلسلات والبرامج الصينية التي تم دبلجتها إلى اللغة العربية من قبل الهيئة العامة الصينية للإعلام والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون, ونأمل إن يتعرف المشاهدون اليمنيون على الصين والحياة اليومية المعاصرة للصينيين عن طريق هذه المسلسلات والبرامج الصينية. وأبدي السفير الصيني سعادته بتدشين المسلسل الصيني “العصر الجميل لزوجة الابن” في تلفزيون الفضائية اليمنية.. وقال “هذا يعتبر حدث كبير في التبادل الثقافي بين البلدين وله مغزى إيجابي لتعزيز التعارف بين الشعبين اليمنيوالصيني، وتفعيل علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين في كافة المجالات”, مشيراً إلى إن الصداقة الصينيةاليمنية ترجع إلى زمن بعيد ولأكثر من الف سنة حيث قام البلدان بالتبادل الاقتصادي والثقافي, مؤكداً أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1956م تعمقت العلاقات الثنائية باستمرار، وحصل التعاون الفعلي في كافة المجالات على نتائج وافرة, وظهرت نقاط مضيئة جديدة في التبادل الإنساني والثقافي باستمرار في شهر نوفمبر من العام الماضي، عندما قام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بزيارة ناجحة إلى الصين ما رفع تطور علاقات الصداقة والتعاون الصينية – اليمنية إلى مستوى أعلى, وجعل الصداقة الصينيةاليمنية راسخة في أعماق قلوب الشعبين اليمنيوالصيني بشكل أكبر. الصين بلد عريق وقال السفير الصيني “أثق بأن بث المسلسل الصيني في قناة اليمن الفضائية سيزيد معرفة الأصدقاء اليمنيينبالصين”, موضحاً أن ذلك المسلسل قد لقي إقبالاً شديداً لدى الجمهور عندما تم بثه في أنحاء الصين قبل عامين، لأنه يعرض صورة حياة الصينيين المعاصرة بشكل حقيقي، وعن طريق الشئون المنزلية الصغيرة لأسرتين صينيتين عاديتين, وناقش ذلك المسلسل العلاقات بين الحماة وزوجة الابن, وقصة الزواج للشباب الصينيين الذي يمتلك المفهوم الجديد للحب والزواج, وتصادم نموذج الحياة التقليدية مع الحياة الجديدة التي يتطلع الشباب المعاصر إليها, مضيفاً: المسلسل يعرض كل المسائل المتعلقة بأسرة حقيقية على الشاشة بشكل مركز, ويرشد الناس بأسلوب إيجابي يظهر أسلوب التعامل بين أفراد الأسرة بانسجام أكثر، ويقدم لقطات الحياة الحقيقية لأبناء الشعب الصيني المعاصر بوجهات نظر مختلفة”, مبيناً إن قصة المسلسل تمثل مشقة الحياة وجمالها فلا يوجد حياة ناعمة وربما تواجه الناس كل يوم بعض التفاهات ويقومون بحلها واحدة تلو الأخرى, وأن هذه الحياة المتنوعة هي حياة ثرية وحقيقية, مضيفاً بالقول: بعد تطبيق الإصلاح والانفتاح تطور الاقتصاد والمجتمع في الصين باستمرار، وأصبحت الحياة الأسرية للشعب الصيني مزدهرة, وتجددت وتفتحت مفاهيم وأفكار الصينيين. تطوير التعاون مضيفاً بالقول: يمكن للتبادل الإنساني والثقافي تقريب قلوب شعبي البلدين المتباعدين, والسفارة الصينية لدى اليمن تولي اهتماماً كبيراً بالتبادل الثقافي, وقبل فترة وجيزة أقامت سفارتنا معرض صور “اليمن في عيون الصينيين” و”الصين الجميلة “ بالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية, وقدمت مساعدات متمثلة في معدات ثقافية ورياضية للحكومة اليمنية, ونحن نثق بأن هذا المسلسل سيعزز الصداقة العميقة بين شعبي البلدين، وانطلاقاً من هذا الأساس ستبذل السفارة الصينية لدى اليمن مزيداً من الجهود لتطوير التعاون بين البلدين في كافة المجالات لتتوارث الصداقة الصينيةاليمنية جيلاً بعد جيل. المضامين والأحداث وعن أبرز مضامين وأحداث ذلك العمل الذي يعرض في اليمن والمنطقة العربية لأول مرة أوضح المسئول الصحفي والإعلامي بقناة اليمن الفضائية أحمد القمري أن المسلسل اجتماعي وخفيف الظل ليس فيه أي تكلف يقترب من الكوميديا غير المصطنعة, ويعكس شرقية المجتمع الصيني وحفاظه على العادات والتقاليد الاجتماعية, ويؤكد على احترام وتقدير الأبوين وطاعتهما في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية في اطار الأسرة وقوة الترابط بين الإخوة والأخوات والأقارب, ويبرز دور الفرد في الحفاظ على سمعته التي هي من سمعة عائلته وعدم الإساءة إليها بتصرفاته أو بالخروج عن رأيها في تقريره لحياته الزوجية, واختيار ما يناسبه ويناسب مستوى أسرته من العائلات الأخرى التي سيرتبط معها برابطة النسب. ويضيف القمري “كما أن المسلسل يشجع على الاختيار الجيد للزوجة الصالحة والمناسبة في الطبقة الاجتماعية وعلى تناسي الاختلافات والتسامح ونبذ الماضي وعيش الحاضر وتقبل المتغيرات والصفح عن الأخرين. مبيناً أن أحداث المسلسل الصيني الذي اختصر واشتهر باسم بطلة المسلسل (دودو) وهي فتاة صينية تعمل ممرضة في مستشفى تبحث عن زوج بواسطة مكاتب الزواج تتعرف على (يوي) بتلك الطريقة في ظل مفارقات كوميدية عديدة, وهناك تتكشف لآخر الحياة الاجتماعية المعقدة لكليهما, وتتزوج أخيراً من (يوي) ويعيشان في ظل أسرة مفككة لها متطلباتها ،وهما يحاولان تلبيتها ولا يريدان إن يخسراً أحداً, ولذلك تفكر في عدم الإنجاب نظرا لذلك الوضع, وتفكر في التراجع عن قرار عدم الإنجاب وتنجب ولداً يكون سبباً في لم شمل العائلات وحل مشاكل كل من حولها وينتهي المسلسل على ذلك النحو.