يظل البحث عن العمل لدى الكثير من أبناء الوطن مهمة صعبة وخاصة الشباب الذين يسلكون المهام الشاقة والصعبة في سبيل تكوين النفس وبناء الأسرة ابتداء من بناء البيت وانتهاء بالزواج، وتعد مرحلة تكوين النفس من المراحل الطويلة التي يعمل الشباب لأجلها ووجدنا دموعاً أوشكت على السقوط حزناً على فراق الأهل والأقارب خاصة وأن أكثرهم من الشباب العزاب الذين يفارقون الآباء والأمهات والحزن يخيم عليهم أما بالنسبة للمتزوجين فلا نستيطع أن نصف حالهم لأنه أكبر عناء ومشقة وتعباً من حال أولئك الشباب.. الجمهورية تواجدت على باص السفر لتستطلع آراء الشباب لتشاركهم الحزن والألم وتبعث تلك المشاعر لأهاليهم.. يا مسافر الله معاك البداية كانت مع الشاب عدنان عايش أبو ممدوح الذي وجدناه يتغنى بأغنية يامسافر صوب مكة سألناه عن حاله وعن السبب الذي من أجله غادر البلد والوطن تاركاً الأحباب والأصدقاء في الوطن الحبيب فقال بأن سبب مغادرته الوطن عدم وجود أعمال وإن وجدت فهي غير كافية لبناء الأسرة من زواج وبناء بيت ومستقبل يضمن لك العيش كباقي الدول المتقدمة اقتصادياً وتنموياً ونحن نأمل في يوم ما وقد تغير وضع حالنا وتحسنت الأوضاع في وطننا لمواكبة العصر الحديث.. الزواج الهم الأكبر الأخ محمد سعيد والذي كان هو الآخر في باص السفر متجهاً إلى الجارة السعودية قال بأن أمامه ست سنوات ليغترب فيها ثم يعود ليتزوج ويؤسس الأسرة وسألناه إذا ماكان أهله غير قادرين على تزويجه فقال بأنهم يستطيعون ولكن هو يريد الاعتماد على نفسه وأضاف بأنه أول مرة يسافر إلى خارج الوطن ويشعر بحزن كبير نتيجة سفره ولكنه فضل السفر لأجل أن يحصل على عمل قد يبدأ به حياة جديدة في مشوار حياته... الأوضاع الاقتصادية وراء الغربة الشاب عمر محمد البدر الذي يدرس مستوى ثانياً في الجامعة قسم اللغة العربية أكد بأن لجوء الشباب إلى الاغتراب هو بسبب ما يعيشه البلد من أوضاع اقتصادية صعبة وفي ظل انعدام أعمال تضمن للشاب حقه وإذا وجد العمل فإنه لايكفيه حتى لتغطية مصاريفه اليومية وهو بحاجة إلى ادخار مال بقصد بناء البيت والأسرة وإذا افترضنا بأنه اقترض قرضاً من البنك أو من بعض الشركات الممولة فإنه سيبقى طيلة حياته يدفع تلك الأقساط خاصة في حال استمر الوضع على حاله نحن بحاجة إلى استقرار أمني لأجل دعم الاستثمار ودعم الاقتصاد المحلي والنهوض بالبلد تنموياً واقصادياً وبما يضمن العيش الكريم لكل أبناء الوطن حتى يجد الشباب وغيرهم فرص عمل في بلدهم ويرى أخوه الزميل الصحفي أحمد البدر مراسل «المشهد اليمني» بأن أغلب الشباب الذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي يلجؤون إلى مغادرة وطنهم باحثين عن أعمال حرة وخاصة في السعودية كونها تحتاج إلى عمالة وهم بحاجة إلى اهتمام ومتابعة من قبل المعنيين حتى لايتم تهميش حقوقهم.. سبع سنوات لبناء المستقبل الشاب يحيى تاج أحد أبناء المناطق الريفية بالحديدة قال بأنه يغادر اليمن باحثا عن عمل بعد أن سبقه ثلاثة من إخوته إلى الغربة والآن هو رابع فرد من الأسرة يسافر بعيداً عن الأهل والأقارب مشيراً إلى أنه سيغترب لمدة ست أو سبع سنوات ثم بعدها سيعود لبناء مستقبله والزواج وهو هم الكثير من الشباب ولغة العديد منهم في المهجر وأضاف التاج بأن الغربة شيء قاس لكن فرضت علينا ونتمنى أن يتحسن الوضع في بلدنا.. حزن ودموع وأثناء تجوالنا في الباص كان أغلب الشباب في حالة يرثى لها لوداع وطنهم بينما وجدنا آخرين في عالم آخر مع القات وبعض الشباب عندما تبادلنا الحديث معهم وسألناهم عن شعورهم فتوقفت كلمات البعض في حناجرهم مع قطرات من الدموع لتكون أصعب لحظة مودع لأحبابه لنلتقي بشاب آخر من مديرية زبيد الاخ مصطفى دحبش الذي قال لنا بأنه أول مرة يغادر خارج اليمن وهو في حزن كبير بسبب مفارقة الأهل والأصدقاء ولكن بقائي في اليمن دون أن أعمل مشكلة كبيرة ولا يمكن أن أكون راضياً عن نفسي أودع أهلي على أمل أن ألتقي بهم في قادم الأيام.. طعم الغربة غير الأخ عمر زحيفي ردمان أحد المغتربين تواصلنا معه عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فأكد لنا بأن الغربة كربة بداية من مفارقة الأهل والأحبة ونهاية إلى الوحدة والعيش خارج وطنك لتشعر وكأنك في سجن ولولا وجود أصدقاء حولنا لما استطعنا الجلوس ولو حتى شهراً واحداً صحيح أن بلدك هو الأفضل لك لكن وللأسف في بلدنا لاتوجد أعمال كثيرة وإن وجدت فهي قليلة لكن نأمل في الغد لأجل أن تعيش الأجيال القادمة في أمن وأمان بعيداً عن التشرذم والانقسام ومهما ابتعدنا فحب الوطن يبقى في الاعماق والتحية لكل الأهل والاحباب.. وسائل الاتصال خففت معاناة المغترب العم علي أبو أحمد جاء إلى الوطن بعد اغتراب دام العام والنصف سألناه عن حال الغربة فقال أجمل مافيها الصلاة في الحرم والحج والاعتمار فهي نعمة عظيمة لاتقدر بثمن أما من الجانب الآخر فقال بأن السفر بعيداً عن الأهل والابناء ومفارقتهم يعتبر من الأمور التقليدية والطبيعية لأنك عندما تغادر للعمل فإن هناك العديد من وسائل التواصل معهم خاصة هذه الأيام مع التقدم التكنولوجي في الاتصالات وتعيش وكأنك في أسرتك ويبقى الشيء المتعارف عليه بأن الغربة معاناة وألم لاتشعر بهما إلا عندما تكون خارج الوطن في المهجر...